الدولار يرفع ورقة التوت عن الليرة.. والمطلوب حكومة "مهمّة"

الدكتور طالب سعد*يبدو أن عبارة "أزمات اقتصادية" وما لها من تبعات اجتماعية، ليس لها الوقع الكافي على الأداء والسلوك السياسي المتّبع في لبنان منذ الإعلان الرسمي للتعثر المالي والاقتصادي مصحوباً بمعدلات تضخم مفرط وركود اقتصادي متفاقم، وانهيار لليرة وللقوة الشرائية بحدود 2000 مرة منذ أن كانت العملة مثبتة قسرياً، تخفي خلف ستارها كل عمليات الفوضى المالية والفساد السياسي المنظم لانهيار ممنهج للدولة والمؤسسات كان قد حذر منه جزء قليل من الشرفاء الاقتصاديين، فيما غضّ البصر عنه، كثير من خبراء "البلاط" أو "غب الطلب" لتعويم الليرة والاستمرار في الخديعة الكبرى للاقتصاد الوهمي وعمليات السواب المالي وشراء الوقت كما الذمم.انتهت الانتخابات النيابية، فاز من فاز وسقط من سقط، فكانت النتائج أفضل من المتوقع بالنسبة لقوى التغيير وأسوأ من المتوقع بالنسبة لقوى السلطة. سقطت المكابرة وحالة الإنكار للصوت الاجتماعي التفضيلي في هذه الملحمة الانتخابية لأكبر أزمة اقتصادية ومالية في تاريخ لبنان. وعشية تظهير وتحليل جنس ملائكة النواب الجدد، واختبارات فحوص الدم "التقليلدية" لـDNA من عوقبوا مراراً وتكراراً في الساحات المحيطة بالمجلس النيابي، حيث يدخلونها اليوم بسلام آمنين، مسلحين بأصوات لطالما جرى إقصاؤها وتخوينها، ها هي المهلة الزمنية لحُقَن التخدير النقدي تتلاشى، وها هو...