الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بلبلة كبيرة في بورصة اسطنبول... إقالة حاكم المركزي تهز الليرة والأسهم الأوروبية

المصدر: "أ ف ب" - "رويترز"
بورصة اسطنبول، أيار 2018 (أ ف ب).
بورصة اسطنبول، أيار 2018 (أ ف ب).
A+ A-
سجّلت الليرة التركية هبوطاً حاداً وعلّقت بورصة اسطنبول التداول الإثنين، بعدما أقال الرئيس رجب طيب إردوغان بشكل مفاجئ حاكم البنك المركزي الذي يحظى باحترام كبير.

وتراجع سعر الليرة التركية بأكثر من 14,8 في المئة مقابل الدولار صباح الإثنين، فوصل إلى 8,47 ليرات تركية للدولار في أسواق آسيا بالمقارنة مع 7,22 ليرات في أواخر الأسبوع الماضي، غير أنّه عاد وارتفع قليلاً في ما بعد مسجّلاً 7,97 ليرات تركية قرابة الساعة 8:30 (ت غ).

وعمّت البلبلة بورصة اسطنبول فتوقف التداول مرتين خلال جلسة قبل الظهر جرّاء هبوط المؤشر الرئيسي بأكثر من 6 في المئة، عملاً بآلية تقضي بتعليق التداول تلقائياً في حال حدوث تقلبات حادّة في أسعار الأسهم.

وتعاني الأسواق مباشرة من تبعات إقالة حاكم البنك المركزي ناجي أغبال الذي شغل في الماضي منصب وزير المال، ويحظى بتقدير واسع، بعد أربعة أشهر فقط من تعيينه.

وأقيل أغبال ليل الجمعة بموجب مرسوم رئاسي لم يورد أي تبرير رسمي، إلا أنّ القرار جاء بعد يومين من رفع المصرف المركزي معدّل الفائدة الأساسي بمئتي نقطة إلى 19 في المئة لمواجهة التضخم، في تدبير رحّبت به الأسواق.

وأثارت إقالة أغبال وتدني قيمة الليرة في وقت يعاني الاقتصاد من عواقب تفشي وباء كوفيد-19، استياء الكثير من الأتراك.

وأكّد المستشار المالي آدم دميرتاش: "تركيا تعطي انطباعاً بأنها بلد لا يتّبع أي قواعد. لم يعد هناك قانون ولا ديموقراطية، وكل ذلك يترك أثراً".

وأشار أحمد، الستيني العاطل عن العمل، إلى أنّ "الأسعار تزداد بشكل متواصل. لا أعرف ما سيحلّ بنا".

ولطالما أبدى إردوغان المؤيد لنمو قوي مدعوم بقروض متدنية الكلفة، معارضته لنسب الفوائد المرتفعة التي يصفها باستمرار بأنها "أصل كل الشرور"، مؤكّداً خلافاً للنظريات الاقتصادية التقليدية أنّها تشجع التضخم.

وبرر المسؤول الثاني في حزب العدالة والتنمية الحاكم نور الدين جانيكلي في سلسلة تغريدات الإثنين إقالة أغبال، معتبراً أنّه لم ينفذ "مهمته الرئيسية" وهي "ضمان استقرار الأسعار".

وأضاف: "لا يمكن للذي يعيّن على رأس البنك المركزي الانحراف عن هذه الهدف".
 


"نظام الصرف الحرّ"
سعياً منه لطمأنة المستثمرين، أكّد وزير المال التركي لطفي علوان الإثنين في بيان: "لن نقدم أي تنازل في ما يتعلق بآلية السوق الحرة وسنبقي على نظام أسعار صرف حرّة".

وأضاف: "سنبقي على سياستنا الاقتصادية إلى أن نتوصل إلى انخفاض مستديم في معدل التضخم" مؤكّداً أنّ الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الحكومة ستعزز: "أسسنا البنيوية فضلاً عن صمودنا أمام صدمات محتملة".

وعُين شهاب قافجي أوغلو خلفاً لأغبال على رأس البنك المركزي، وهو خبير اقتصادي ونائب سابق عن الحزب الحاكم، غير أن تعيينه يثير قلق المستثمرين ويلقي شكوكاً حول استقلالية البنك المركزي في المستقبل.

وتعهّد الحاكم الجديد منذ الأحد باتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة التضخم.

وأعلن قافجي أوغلو في بيان أنّ "البنك المركزي التركي سيواصل استخدام كافة أدوات السياسة النقدية في متناوله بشكل فعّال بهدف تحقيق هدفه: التخفيض المستديم للتضخّم".

وأدّى ارتفاع نسبة التضخم في تركيا في السنوات الأخيرة بموازاة تراجع قيمة الليرة التركية إلى تدني شعبية إردوغان.

وبلغت نسبة التضخم في شباط 15,6 في المئة بمعدل سنوي.

الأسهم الأوروبية والليرة التركية
تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم، جرّاء انخفاض الليرة التركية ومخاوف بشأن تمديد إجراءات عزل عام في ألمانيا، فيما تلقت أسهم البنوك وشركات السفر أكبر ضربة.

ونزل المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.5 في المئة بحلول الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، لينخفض للجلسة الثانية على التوالي بعد أن بلغ ذروة عام الأسبوع الماضي.

وتضرّرت المعنويات عالمياً مع انخفاض الليرة التركية إلى مستوى متدن بعد أن أقال الرئيس رجب طيب إرودغان محافظ البنك المركزي الذي كان يميل إلى التشديد النقدي، وحلّ محله أحد منتقدي رفع أسعار الفائدة.

وانخفضت أسهم بنوك منطقة اليورو المنكشفة على الدولة مثل "بي.بي.في.إيه" الإسباني و"أوني كريديت" الإيطالي و"بي.إن.بي باريبا" الفرنسي وبنك "آي.إن.جي" الهولندي بين 1.6 في المئة و5.2 في المئة.

كما تراجعت أسهم السفر إذ أظهرت مسودة مقترح أنّ ألمانيا بصدد تمديد إجراءات العزل العام الهادفة لاحتواء جائحة كوفيد-19 للشهر الخامس.

ونزل المؤشر "داكس" الألماني 0.5 في المئة بينما انخفض المؤشر "كاك 40" الفرنسي 0.9 في المئة وتراجع المؤشر "فايننشال تايمز 100" البريطاني 0.8 في المئة.

وارتفع سهم شركة التجزئة "كينغ فيشر" البريطانية لمعدات الإصلاحات المنزلية 3.6 في المئة بعد أن أعلنت عن قفزة 44 في المئة في أرباح العام بالكامل، مدفوعة برواج مشروعات "أعملها بنفسك".
 
(الصورة عن أ ف ب).
 
انخفاض الذهب... وهبوط الليرة التركية يدفع الدولار للصعود

انخفضت أسعار الذهب صباح اليوم، مع تفضيل مستثمرين أصول الملاذ الآمن البديلة مثل الدولار الأميركي والسندات، بعد قرار تركيا المفاجئ بتعيين محافظ جديد للبنك المركزي، عُرف عنه انتقاده أسعار الفائدة المرتفعة مما أدى لضبابية إزاء السياسة المالية.

ونزل الذهب في السوق الفورية 0.5 في المئة إلى 1736.71 دولار للأوقية بحلول الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، وكان قد فقد 0.7 في المئة في وقت سابق من الجلسة. وهبط الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.2 في المئة إلى 1738.80 دولار للأوقية.

كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أقال محافظ البنك المركزي الذي يؤيد تشديد السياسة النقدية، وحلّ محله معارض لهذه السياسات يوم السبت، في خطوة مفاجئة أثارت مخاوف حيال تأثير ذلك على أسواق المال ودعمت الدولار كعملة ملاذ آمن.

كما فقد الذهب، المسعر بالدولار، تدفقات ملاذ آمن لصالح الين والسندات.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، صعد البلاديوم 0.2 في المئة إلى 2639.92 دولار، ونزلت الفضة 2.5 في المئة إلى 25.60 دولار، وكذلك فقد البلاتين 1.3 في المئة إلى 1181.30 دولار.
 
(الصورة عن أ ف ب).
الدولار يعزز مكاسبه

تماسك الدولار صباح اليوم، قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر بعد أن فاجأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المستثمرين في مطلع الأسبوع بتغيير محافظ البنك المركزي الذي يتبني سياسات تميل إلى التشديد النقدي، مما أدّى لاضطراب في أسواق العملة عالمياً.

وهبطت الليرة نحو 15 في المئة قرب أقل مستوى على الإطلاق، وارتفعت عائدات السندات بعد قرار تركيا خشية التراجع عن رفع أسعار الفائدة وتقويض مصداقية البنك.

وجاءت خطوة تركيا على خلفية تنامي توقعات المستثمرين بصعود الدولار على المدى القصير في أعقاب ارتفاع عائدات الخزانة الأميركية مما يعزز جاذبية الدولار كملاذ آمن.

ومقابل سلّة من العملات المنافسة، استقر الدولار بصفة عامة عند 92.022 قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 92.50 الذي بلغه الشهر الجاري.

كما لقي الدولار الدعم من مخاوف حيال أن تؤثر الأحداث في تركيا علي عملات أخرى.
وسجلت الليرة التركية 7.96 مقابل الدولار، منخفضة نحو عشرة في المئة عن مستوى الإغلاق يوم الجمعة. ونزلت في وقت سابق 14.9 في المئة إلى 8.485 مقابل الدولار قرب مستوى منخفض قياسي عند 8.58.

ونزل اليورو قليلاً إلى 1.1892 دولار.

وأدّى تراجع الإقبال على المخاطرة لهبوط الدولار الأوسترالي 0.3 في المئة إلى 0.7724 دولار أميركي. وانخفض نظيره النيوزيلندي 0.1 في المئة إلى 0.7158 دولار أميركي.
 
(الصورة عن أ ف ب).
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم