التقرير الأسبوعي لبنك عوده... انطلاق عمل المنصة لم يخفض الدولار في السوق السوداء

مع ازدياد الأزمة الحكومية حدّةً وانتقالها إلى أروقة المجلس النيابي، ومع إعلان مصرف لبنان عن بيع الدولار للمصارف بسعر أعلى من المتوقع على منصة "Sayrafa" الجديدة، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع صعوداً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء لتداول العملات، بينما سجلت أسواق الأسهم وسندات اليوروبوندز تحركات متفاوتة في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء إلى 12850 ل.ل.-12900 ل.ل. يوم الجمعة بعد أن كان مستقراً عند 12600 ل.ل.-12650 ل.ل. في الأسبوعين الماضيين، وسط تأزم في المشهد الحكومي وبعد أن حددّ مصرف لبنان سعر بيع الدولار للمصارف على المنصة بـ12000 ل.ل. بينما السعر المتوقع كان بحدود 10000 ل.ل.

 

ويأتي التراجع في سعر صرف الليرة في السوق السوداء في وقت بلغت فيه الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان زهاء 21.4 مليار دولار في منتصف أيار 2021، بتقلص قيمته 2.7 مليار دولار منذ نهاية العام 2020.

 

وعلى صعيد سوق الأسهم، سجلت تحركات متفاوتة في الأسعار ما انسحب تراجعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.1%. وبلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 10.4 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أن أسهم "سوليدير" ظلت تستحوذ على حصة الأسد منها. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، سجلت معظم الأوراق المتوسطة والطويلة الأجل تراجعات أسبوعية في الأسعار، بينما شهدت بعض الأوراق القصيرة الأجل ارتفاعات في الأسعار. عليه، تراوحت أسعار سندات الدين الحكومية بين 12.50 سنتاً للدولار الواحد و13.63 سنتاً للدولار الواحد في نهاية هذا الأسبوع.

 

 

في سوق النقد: لم يتغير معدّل الفائدة من يوم إلى يوم هذا الأسبوع، إذ استقر عند 3% مع استمرار توفر السيولة بالليرة في سوق النقد، علماً أن سعره الرسمي يبلغ 1.90%. في موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 6 أيار 2021 أن الودائع المصرفية المقيمة سجلت تقلصاً مقداره 457 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 262 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 80 مليار ليرة وتقلص في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 182 مليار ليرة، بينما تراجعت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 195 مليار ليرة (أي ما يعادل 129 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.).

 

أما الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) فسجلت اتساعاً أسبوعياً قيمته 535 مليار ليرة وسط نمو في حجم النقد المتداول بقيمة 983 مليار ليرة. في هذا السياق، يجدر الذكر أن حجم النقد المتداول واصل اتساعه منذ بداية العام 2021 بنحو 7700 مليار ليرة حيث تجاوز 37000 مليار ليرة في 6 أيار الحالي.

 

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 20 أيار 2021 اكتتابات في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 13 أيار 2021 اكتتابات بقيمة 28 مليار ليرة توزعت كالتالي: 7 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) و4 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50%) و17 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%).

 

في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 38 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي قيمته 10 مليار ليرة.

 

في سوق القطع: شهدت السوق السوداء لتداول العملات صعوداً في سعر صرف الدولار مقابل الليرة هذا الأسبوع في ظل ازدياد تأزم ملف التشكيل الحكومي والنزيف المستمر لاحتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي، وفي وقت أعلن فيه حاكم مصرف لبنان بأن البنك المركزي سيقوم بعمليات بيع للدولار الأميركي للمصارف المشاركة على منصة Sayrafa بسعر 12000 ل.ل. للدولار الواحد، على أن يدفع لدى المصارف المراسلة حصراً.

 

في هذا السياق، تراوح سعر صرف الدولار في السوق السوداء بين 12850 ل.ل. و12900 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة 12600 ل.ل. وبين 12650 ل.ل. وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 أيار 2021 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي تراجعت بقيمة 206 مليون دولار خلال النصف الأول من أيار 2021 لتبلغ زهاء 21.4 مليار دولار في منتصف الشهر. وإذا استثنينا محفظة مصرف لبنان لسندات اليوروبوندز اللبنانية والمقدرة قيمتها بـ5 مليار دولار والتسهيلات الممنوحة للمصارف اللبنانية، تتراجع احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي إلى ما دون 16 مليار دولار، علماً أن الاحتياطي الالزامي للودائع بالعملات يقدر بـنحو 16.5 مليار دولار وفق آخر الإحصاءات المصرفية المنتهية لشهر آذار 2021.

 

في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت تحركات متفاوتة في الأسعار هذا الأسبوع. فمن أصل 7 أسهم تم تداولها، تراجعت أسعار أربعة أسهم، بينما زادت أسعار ثلاثة أسهم، ما انعكس تراجعاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.1%. وقد قادت إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" الأسعار نزولاً، حيث انخفضت أسعار بنسبة 6.0% أسبوعياً لتبلغ 3.29 دولار، تلتها أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة -5.7% إلى 3.49 دولار، فأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة -1.2% على 2.38 دولار وأسهم "سوليدير أ" بنسبة -0.2% إلى 25.06 دولار. في المقابل، قفزت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 9.7% إلى 1.02 دولار، تلتها إيصالات إيداع بنك عوده" بنسبة +1.5% إلى 2.03 دولار وأسهم "سوليدير ب" بمنسبة +0.6% إلى 25.01 دولار.

 

وعلى صعيد أحجام التداول، بلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 10.4 مليون دولار خلال هذا الأسبوع بالمقارنة مع 3.4 مليون دولار في الأسبوع السابق الذي اقتصر على ثلاثة أيام عمل فقط نتيجة الأعياد، علماً أن أسهم "سوليدير" لا تزال تستحوذ على حصة الأسد من النشاط بنسبة 95%. وعلى المستوى التراكمي، سجلت قيمة التداول الاسمية ارتفاعاً سنوياً نسبته 46% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021 لتبلغ زهاء 98 مليون دولار.

 

عليه، بلغ معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول السنوي إلى الرسملة السوقية، نسبة قدرها 3.1% في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021 دون تغير يذكر بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2020 (3.0%) وسط نمو سنوي بارز في القيمة الترسملية بنسبة 45% بين نيسان 2020 ونيسان 2021 نتيجة الارتفاع السنوي في الأسعار.

سوق سندات اليوروبوندز: بينما التعقيدات السياسية لا تزال تأسر التأليف الحكومي في أفق زمني غير محدد، سجلت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية تحركات متفاوتة في الأسعار خلال هذا الأسبوع. إذ سجلت معظم الأوراق المتوسطة إلى الطويلة الأجل تراجعات أسبوعية في الأسعار تراوحت بين 0.13 دولار و0.25 دولار، بينما شهدت بعض الأوراق القصيرة الأجل ارتفاعاً في الأسعار مقداره 0.13 دولار.

 

عليه، تراوحت أسعار سندات الدين الحكومية هذا الأسبوع بين 12.50 سنتاً للدولار الواحد و13.63 سنتاً للدولار الواحد مقابل 12.63-14.0 سنتاً للدولار الواحد في الأسبوع السابق. عليه، تكون أسعار سندات الدين قد راكمت تقلصات منذ بداية العام 2021 تراوحت بين 0.25 دولار و1.38 دولار.