الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هجمة على شراء الذهب... ملاذ آمن وسط الأزمات المحلية والعالمية

المصدر: النهار
فرح نصور
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
عُرف الذهب كملاذٍ آمن في الأزمات. وعلى المستوى اللبناني، ومنذ أن بدأت الأزمة، تشهد سوق الذهب ارتفاعاً كبيراً بالطلب على السبائك المعدنيّة غير المصنّعة، لا سيّما عقب الحرب الروسيّة على أوكرانيا، حين أقبل الناس على شراء المعدن للادّخار، وبعد فقدان الثقة في الأوراق النقديّة.

يفيد صاحب محلّ مجوهرات في سوق "بربور" البيروتي بأنّ الناس يشترون ما يُمكن تخزينه، كالأونصات وليرات الذهب أكثر بكثير من المجوهرات، منذ أن بدأت الأزمة في لبنان. وفي هذه الفترة، ازدادت هذه الحركة بعدما ارتفع سعر الذهب بتأثير من الحرب في أوكرانيا، موضحاً بأن مشتري الذّهب يختلفون ما بين أشخاص يتقاضون مداخيلهم بالليرة اللبنانية وآخرين بالدولار، فالجميع بات لا يثق في العملة الورقيّة.
لكنّ ارتفاع الذهب بشكل كبير دفع المشترين إلى التريّث، وفق صاحب المحلّ، بانتظار تراجعه للشراء مجدّداً، باعتباره مرشّحاً للارتفاع، بالرغم من تراجعه قليلاً في اليومين الماضيين. وقد بلغ سعر ليرة الذهب اليوم 445 دولاراً، بينما كانت بحدود الـ425 دولاراً منذ نحو شهر، فيما سعر أونصة الذهب يبلغ نحو 1950 دولاراً.

في منطقة عائشة بكّار، ثمّة إقبال كبير جدّاً من المغتربين على أونصات الذهب والليرات "قد ما بدّك" للادّخار، بحسب ما يؤكّد أحد أصحاب المحالّ، "فالذهب في لبنان أرخص منه في الخارج، وسبب ذلك تكلفة صياغته المتدنيّة في لبنان نسبة إلى الخارج، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية وتراجع أجور اليد العاملة أمام ارتفاع سعر الدولار. فالصناعي الذي كان يُعالج الذهب، كان يتقاضى على سبيل المثال 1000 دولار قبل الأزمة، وبات يتقاضى اليوم نحو 5 ملايين ليرة.
ومع ارتفاع سعر الذهب مؤخّراً، أقبل النّاس بشغف على شرائه، بحسب المسؤول، لأن الناس كلّما سمعت تصريحاً عن ارتفاعٍ في سعر الدولار، اشترت فوراً الذّهب، وقلبت الأوراق النقديّة إلى معدن ثمين.

ويُفيد مالك آخر لأحد محالّ الذهب في عائشة بكار بأنّ الطلب كبير على ليرات وأونصات الذهب، بينما الطلب على ذهب المجوهرات منخفض كثيراً.

ومع بداية الأزمة، منذ نحو عامين، اشترى النّاس بكثرة الذهب عبر الشيكات المصرفيّة لإخراج أموالهم من المصارف. لكنّه مع اشتداد الأزمة، انخفض الشراء، ثمّ عاد إلى الارتفاع مع هبوط سعره أخيراً، إمّا للادّخار أو للتجارة والاستثمار.
وبحسب صاحب المحلّ، فإنّ التجّار الذين يستوردون الأونصات السويسريّة يتأخّرون في تسليم البضاعة، بسبب ارتفاع الطلب عليها، على عكس ما كان الوضع عليه في السابق، إذ كانت توجد على رفوف متاجر الذهب من دون أيّ إقبال على شرائها. أمّا عمليات شراء الذهب المشغول، فتقتصر على الهدايا الصغيرة أحياناً، فيما أكثر العمليّات تتمثّل بتبادل قطع الذهب لمَن هو غير قادر على شرائه.
 
ملاذ آمن في الأزمات المحليّة والعالميّة
في ظلّ الحرب الدائرة في أوكرانيا والأزمات العالمية المتفرّعة منها، يُسجَّل إقبال كبير على شراء الذهب عالميّاً. فالأزمات النقديّة جعلت الناس يخشون العملة الورقيّة، والجميع يُحاول التخلّص منها عبر تحويلها إلى ملاذات آمنة، على رأسها الذهب، بحسب رئيس نقابة تجار الذهب والمجوهرات، نعيم رزق.
وفي حديث لـ"النهار"، يشير رزق إلى أنّ "الطلب على الذهب في لبنان يفوق كثيراً العرض، لا سيما عرض السبائك، أيّ كلّ ما هو ذهب غير مُصاغ، والسبب أنّه لا يخسر كثيراً من قيمته إذا لم يتمّ بيعه".

في الصيف الفائت، ومع قدوم المغتربين إلى لبنان، كان المبيع مقبولاً، ليعود ويتراجع لاحقاً. لكن بعد الحرب في أوكرانيا وبدء ارتفاع سعره، "أقبلت الناس بكثرة على شرائه، ووصل المبيع اليوميّ لكلّ محلّ ذهب أقلّه إلى 30 أو 40 أونصة ذهب تقريباً"، ممّا "تسبّب بانقطاع أونصة الذهب السويسريّ من السوق اللبنانيّة، فيما الأونصة الوطنيّة موجودة، إلا أن الطلب عليها هائل"، وفق رزق.

وينصح رزق كلّ من يرغب في ادّخار الذهب في لبنان بأن يقوم بشراء ليرة الذهب اللبنانيّة، لأن بيعها لاحقاً لا يلحق خسارة كبيرة بمالكها، وتقتصر فقط على خسارة تكلفة صياغتها البالغة بين 5 و10 دولارات، فيما الخسارة في ليرة الذهب السويسريّة تقدّر بنحو 35 إلى 40 دولاراً.

وفيما يشير رزق إلى أنّ أصحاب الرساميل الصغيرة يسثمرون بليرات الذهب والأونصات، وأصحاب الرساميل الكبيرة يستثمرون بالسبائك وكيلوات الذهب، يؤكد أن الذهب ملاذ آمن، وسيبقى كذلك. ويضيف: "هو أهمّ من أيّ عملة ورقيّة، والدول تعمل على تخصيص جزء من احتياطيّاتها للذهب".

اقرأ أيضاً: الذهب يتراجع متأثراً بصعود الدولار وزيادة العائد على سندات الخزانة

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم