السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لهذه الأسباب... بايدن قد لا يرحم وادي السيليكون

المصدر: "النهار"
تعبيرية. (عن "الفاينانشل تايمس").
تعبيرية. (عن "الفاينانشل تايمس").
A+ A-
منى حوماني
 
حتى قبل فوزه في الانتخابات، كان جو بايدن قاسياً في انتقاده وادي السيليكون، داعياً "فايسبوك" في حزيران الماضي إلى منع الرئيس دونالد ترامب من نشر ادعاءات مضللة. 
 
 
وبعد سبعة أشهر، اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأميركي مثيرين أعمال الشغب، ما أجبر الكونغرس على تعليق الإجراءات لتأكيد انتخاب بايدن رئيساً، الأمر الذي بدوره أوضح القوة المدمرة لخطابات ترامب المضللة على الإنترنت. 
 
وتمهد تداعيات هذا الهجوم الطريق لتصفية الحسابات السياسية بين واشنطن ووادي السيليكون، حيث إن الإخفاقات المتكررة لـ "فايسبوك" و"غوغل" و"تويتر" ونظرائها الرقميين تهدد بإطلاق العنان للهجوم التنظيمي الأكثر عدوانية ضد صناعة التكنولوجيا في تاريخها. 
 
 
وفي ليلة تنصيبه، سيتعهد بايدن والزعماء الديمقراطيون في الكونغرس باستهداف أكبر منصات التواصل الاجتماعي في البلاد خشية تعرض بنية الديمقراطية الأميركية للخطر ومليارات الأشخاص الذين يستخدمون هذه الخدمات الرقمية كل يوم، وفقاً لما ورد في "ذا واشنطن بوست" الأميركي.
 
 
ولطالما اقترح القادة الديمقراطيون مجموعة من التشريعات الجديدة لتقليص أثر شركات وادي السيليكون وتقييد نهمها للحصول على البيانات ووقف انتشار الأكاذيب عبر الإنترنت. ولكن نداءات الحزب لهذه القوانين أصبحت أكثر إلحاحاً في الأيام التي تلت فوز بايدن بالرئاسة وسيطر حزبه على مجلسي الشيوخ والنواب. 
 
 
أنفقت شركات التكنولوجيا مجتمعة أكثر من 59 مليون دولار في كسب التأييد على مدى الأشهر التسعة الأولى من عام 2020. إذ يستعد الكثيرون منها لمعركة جديدة أخرى في العاصمة واشنطن ساعية إلى تجنب الجهود الجديدة التي يبذلها الكونغرس والبيت الأبيض، والتي من شأنها أن تقيّد بشدة الطريقة التي تمارس بها أعمالها.
 
 
وعليه، يتدافع البعض، بما فيهم "فايسبوك"، لتوظيف المزيد من الديمقراطيين بعد زيادة تعيين موظفين في جماعات الضغط الجمهوري خلال سنوات ولاية ترامب. 
 
 
ويعكس الحصار التنظيمي الذي يخيّم على وادي السيليكون خيبات الديمقراطيين من قطاع يعتقد الحزب أنه لم تكفّر عن أخطائها العديدة منذ الانتخابات الرئاسية عام 2016.
 
 
وفي ذلك السباق، تحوّل كل من "فايسبوك" و"غوغل" و"تويتر" لتصبح عميلة للحكومة الروسية، حيث نشر الكرملين معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لبث الفتنة. كما كشف الكرملين عن مخاطر كبيرة تتعلق بالخصوصية عبر قطاع التكنولوجيا، لا سيما على تطبيق "فايسبوك"، الذي غُرّم بمبلغ قدره 5 مليارات دولار لسوء التعامل مع المعلومات الشخصية لملايين المستخدمين.
 
 
وأدت موجة الفضائح إلى التحقيق في كل من "أبل" و"أمازون" و"فايسبوك" و"غوغل" و"تويتر". وتم استدعاء مدراءها التنفيذيين إلى مبنى الكابيتول للإدلاء بشهادتهم حول ممارسات أعمالهم التجارية بشكل متكرر خلال تولي ترامب الحكم. 
 
 
ومع ذلك، لم يشارك ترامب في النقاشات حول مكافحة الاحتكار والخصوصية وأمن الانتخابات، واختار بدلاً من ذلك اتباع سياسات تهدف إلى معاقبة وادي السيليكون بسبب مزاعم غير مثبتة بأنها فرضت رقابة على المحافظين عبر الإنترنت.
 
 
وبعد التحقيقات، استجاب "فايسبوك" ونظراؤه من خلال إجراء تغييرات مهمة في أعمالها، بما في ذلك جهود جديدة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتوظيف الآلاف من العمال لمراقبة منصاتها من الانتهاكات. كما عيّن "فايسبوك" فرقاً داخلية للرد على اعتقادات الحكومة بأنه يتصرف بنحوٍ غير تنافسي. 
 
 
وفي نهاية المطاف، ساعدت الجهود المبذولة في حماية السباق الرئاسي لعام 2020 من التدخل الخارجي. إلا أنه رغم ذلك، اتبع ترامب الأساليب نفسها لتأجيج الانقسامات ونشر الأكاذيب التي سبق ونشرها المحرضون الروس قبل أربع سنوات. إذ قامت حملة ترامب وحلفاؤه بشراء الإعلانات التي تنشر نظريات المؤامرة حول نجل بايدن بشكل متكرر.
 
 
وقضى بايدن وحملته شهوراً في مناشدة "فايسبوك" اتخاذ إجراءات صارمة. إذ هاجم الديموقراطيون الشركة باستمرار لسماحها للجمهوريين بنشر الأكاذيب عبر منصاتها وعدم التأكد من الحقائق.
 
 
 
وحتى بعد أن عدّلت الشركة أنظمتها الإعلانية، لم يتبع "فايسبوك" جميع مطالب الديموقراطيين، ما دفع بايدن إلى التعهد بوضع هدف تنظيمي في قطاع التكنولوجيا إذا فاز في الانتخابات الرئاسية. ومع انتصاره على ترامب، يسعى بايدن ومساعدوه إلى وضع الأساس المبكر لإدارته للوفاء بوعودها السابقة. 
 
 
وعلى الرغم من أن فريق بايدن تربطه علاقات مع شركات التكنولوجيا الكبرى، إلا أن التواصل في ما بينهم كان محدوداً إلى حد ما، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمشاركة خطط ملموسة مع الشركات. أما في المقابل، فقد دعا ترامب المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا إلى نيويورك لحضور اجتماع قبل تنصيبه. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم