الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

JEUNESSE: أن تصبح مليونيراً أو أن تُسرق في ليلة وضحاها

المصدر: "النهار"
Bookmark
"جونيس".
"جونيس".
A+ A-
علي حيدر ظهرت "جونيس" من باطن الفقر والعوز في لبنان خاصّةً وأكثر من 150 دولة عامّةً. وصارت هذه الشركة العالمية حديث النّاس والشباب على وجه الخصوص. صارت فانوس علاء الدين بالنسبة لهم. هي شركة أميركية عالمية. تعمل على التسويق الشبكي من خلال بيع منتجاتها المتعلّقة بالتجميل والمتمّمات الغذائية. بدأت عام 2009 في أورلاندو بولاية فلوريدا ثمّ انتشرت على امتداد أكثر من 150 دولة في العالم. تقوم باستقطاب جيل الشباب، نظراً لسرعة اجتذابه إلى ما يساعده في تأمين مستقبله وتوفير ماله الخاصّ. وفي لبنان، كيف لا ينشدّ إليها الشباب وهي تدرّ الدولار عليهم من خلال عملهم من بيوتهم. تركيزها الأوّل، استقطاب أكبر عدد ممكن من الناس وتدريبهم للعمل لديها. تدريبها يعمل على الإيحاء للناس بأنّه لا مستحيل يمنعهم من أن يصير كل منهم "مليارديراً". ويقوم التدريب بزرع أوهام كثيرة في عقول هؤلاء ليبقوا ويتحصّنوا بهذه الشركة. تدعو الشركة كلّ من يرغب بالانضمام إليها الى ندوات واحتفالات ضخمة تقيمها في أرقى وأضخم الفنادق في لبنان. ويشارك في هذه الاحتفالات أشخاص يوهمون الناس بأنهم من أنجح رجال الأعمال في العالم. الهدف "غسل الدماغ" كما يقول عنها أكثر من شارك بها وخرج منها مقاتلاً ربح معركته بعد طول عناء. كي تصل الى هذه الاجتماعات، تكون قد مررت بمراحل كثيرة، أولاها جذبك من خلال لقاءات ينظّمها معك المنتسبون قبلك. وليس من الصعب أن يصل هؤلاء إليك. فهم حولك، في الجامعة، في العمل أو في الرابطة العائلية.    الخروج من المعركة حيّاًوليام حيدر، شابُّ دعاه صديقه إلى لقاء عبر "زوم" يجمع عدداً من المنتسبين إلى "جونيس". حاول صديقه على فترات طويلة أن يرمي أفكاراً متعلّقة بالأحلام وجني المال بسهولة، حتّى اقتنع وليام أخيراً بالفكرة ورأى أنه لا ضرر في مشاركته عسى أن يجد عملاً في بلد منكوب. صارت جونيس بقعة ضوء وسط ظلام الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. كانت الخطوة الأولى بعد مشاركته في اللقاء الافتراضي أن يحضر حفلاً ضخماً تنظّمه الشركة في فندق "هيلتون حبتور". يقول وليام حيدر: "حضرت الاجتماع وأنا على استعداد تام. كان الاجتماع في قاعة ضخمة في الحبتور في شهر حزيران من العام الماضي. لفتني العنصر الشاب المشارك والجميع كان يرتدي الزيّ الرسميّ وبدا لي أنّني أعيش فيلماً سينمائياً تدور أحداثه في قصر بعيد جدّاً عن العالم المحيط. افتتح الحفل شباب لبنانيّون من الشركة لهم فيها سنوات وأشهر يمارسون عملهم. تحدّثوا عن جنيهم للمال بطرق سهلة وأنهم لا يتكبّدون عناء العمل كمثل الذين يعملون خارج هذه القاعة. كانوا أشخاصاً مبرمجين، يتشاركون التطلعات والرؤى والأفكار. بعدها، دخل القاعة أكثر من ملياردير أجنبي وسط تصفيق حارّ ودموع، كأنّهم آلهة وكأنّ مستقبل الشباب سيكون مماثلاً لهم. حديثهم كان طويلاً للغاية. شاركوا الناس تجاربهم مع "جونيس"، وكيف أن هذه الشركة تسع الجميع وتعمل على تأسيس طبقة من أصحاب رؤوس المال والنفوذ. شعرتُ لوهلة بأنني سأخرج إلى العالم والعالم بأسره يراقبني. شعرتُ بأنني شخص ذو قيمة فعلية وأنني أتفوّق على الجميع في الخارج وأنّ جميع الأعمال التي يقوم بها الناس – ما عدا العمل لدى جونيس – أعمال لا تؤدي إلى شيء، بل هي ضياع للفرص والعمر".ويكمل حيدر حديثه: "فجأة، سارعت إلى الخروج. توقّفت للحظة وشعرت بأنه يجري استغلالي بطريقة ما، فالعمل يتطلّب منك أن تجذب جدداً وتلزمهم بشراء منتجاتهم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم