السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل يهدد إغلاق شركات التكنولوجيا الاقتصاد الصيني؟

المصدر: "أ ف ب"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
تُنتج في شنجن الهواتف الذكية وألعاب الفيديو للعالم بأسره في ناطحات سحاب ضخمة تمثل رموز الصين الحديثة. واليوم تعيش "السيليكون فالي الصينية" تحت الحجر ما من شأنه أن يصيب الاقتصاد بأكمله بالزكام.

في مواجهة أخطر موجة وبائية منذ عامين، أوقف مجلس المدينة الجنوبية وسائل النقل العام وحث 17,5 مليون من سكانها على أن يلزموا منازلهم.

وطُلب من الشركات اللجوء إلى العمل من بعد. وهو خيار يستحيل أن تتبعه مئات المصانع في المدينة والتي من المؤكّد أنّ إغلاقها سيعطّل سلاسل التوريد العالمية. 


ولكن ما هو وزن شنجن في الاقتصاد الصيني؟ 


تعليق الصادرات
 شنجن هي المدينة الصينية الثالثة من حيث الناتج المحلي الإجمالي كونها المقر الرئيسي للعملاقين "هواوي Huawei" (للهواتف والجيل الخامس 5G) وتنسنت "Tencent" (الإنترنت وألعاب الفيديو) وهي متاخمة لإقليم هونغ كونغ المتمتع بحكم شبه ذاتي، ومن ثم فإنّ أيّ حجر مطوّل سيكون مؤلماً. 

وقال هونغ هاو من شركة الخدمات المالية "بوكوم انترناشونال Bocom International"  لوكالة "فرانس برس": "بالنسبة للصين، شنغن هي مركز تصنيع ومحور تكنولوجي".

واضطرت شركة "فوكسكون Foxconn" التايوانية العملاقة، والمورد الرئيسي لشركة "آبل Apple"، إلى تعليق أنشطتها في شنغن. كذلك، أوقفت شركات أخرى، مثل الشركة المصنعة الصينية "Netac" (محركات الأقراص الصلبة وبطاقات الذاكرة) جزءاً من إنتاجها. 

تمثل المنتجات الإلكترونية والميكانيكية نحو 80 في المئة من صادرات المدينة.

ويقول هونغ: "الحجر حدث كبير وأعتقد أننا لم ندرك بعد بالكامل تأثيره".

يُطلق في أكثر الأحيان على شنغن اسم "سيليكون فالي الصينية" نظراً لعدد شركات التكنولوجيا الفائقة الموجودة فيها ونظام بيئة الأعمال المحلي الذي يسهّل تنميتها. 

وتجذب هذه الشركات المتطورة بعضاً من أفضل المتخصصين الصينيين والأجانب، بالإضافة إلى الكثير من الخريجين الشباب الذين يسعون للعمل لدى الأسماء الكبيرة في هذا القطاع. 


"تأثير الدومينو"
يقول شيوي شانغ الاقتصادي لدى شركة "Pinpoint Asset Management" إنّ الاستهلاك "يتأثّر بسرعة وبشدّة" أثناء الحجر، يليه الإنتاج والاستثمار.

ويتابع هونغ هاو إنّه "تأثير السلسلة  المتصلة (أحجار الدومينو)"، موضحاً أنّ "أجزاء أخرى من الصين تعتمد على السلع المنتجة في شنجن قد تتأثر أيضاً، إنتاجيتها يمكن أن تتأثر". 

يوجد ما لا يقلّ عن ست شركات مدرجة في قائمة موردي "آبل Apple" في شنغن، إلى جانب شركات أخرى مثل شركة "BYD" الصينية لصناعة السيارات الكهربائية. 

ويمكن أن تثقل القيود المفروضة في جميع أنحاء البلاد كاهل الهدف المحدد لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2022 بنحو 5,5 في المئة علماً أنّه الأدنى منذ عقود. 


والميناء؟ 
تمتلك شنغن أيضاً أحد أكبر الموانئ في العالم، هو ميناء يانتيان الذي تمرّ عبره 10,5 في المئة من الحاويات التي تستخدمها التجارة الخارجية الصينية، وفقاً لخبراء اقتصاديين. 

وخلال موجات الوباء السابقة، اضطر الميناء إلى تعليق تحميل وتفريغ الحاويات ما تسبب بحالات تأخير. 

واليوم، يعزز الإغلاق الحالي المخاوف بشأن أسعار الشحن المرتفعة في الأصل. 

يبدو أنّ الميناء ما زال يعمل، لكن من المتوقع حدوث اضطرابات إذا تبين أنّ بين الموظفين من نتيجة اختبارهم بفيروس كورونا إيجابية. 

يقول خبراء اقتصاديون إنّ التأثير سيعتمد بشكل أساسي على مدّة الحجر.

ويقدّر المحلل في البنك النيوزيلندي الأوسترالي "ANZ" شاوبنغ شنغ أنّ السلطات ستكون قادرة على احتواء أوميكرون في غضون شهر تقريباً، كما كانت الحال في موجات تفشي المرض السابقة. 

ويقول إنّ "الصدمة لن تدوم طويلاً"، مضيفاً أنّه لا ينبغي أن يكون لها تداعيات على المدى الطويل.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم