إفتعال أزمات مالية من دون أسباب حقيقية

الدكتور فيليكس أبو جوده كاتب هذا المقال فيليكس جان أبو جوده هو الابن الاكبر لأحد مؤسسي البنك اللبناني للتجارة (BLC) المرحوم جان ابو جوده الذي اسس البنك مع شقيقه ايليا ابو جوده عام 1947 بعدما عملا بنشاط في البرازيل لسنوات طويلة. البنك اللبناني للتجارة كان اول بنك لبناني يؤسس فروعًا له في جنيف وباريس ودمشق والامارات ومصر اضافة الى لبنان. وبعد تعرّض البنك قبل سنوات لأزمة أُعيد ترتيب الادارة ولم يفقد اي مودع اي مبلغ، وتبيّن ان امكانية بيع البنك مع فروعه عملية رابحة، وكان اول بنك في لبنان تسوَّق اسهمه، منذ سنوات، بأكثر من 160 مليون دولار. تولّى الكاتب مسؤوليات في ادارة فرعَي باريس وجنيف وذلك بعد تخصصه في الشؤون المصرفية وحصوله على الدكتوراه من جامعة السوربون، وهو استمر في متابعة تطورات البنك وفروعه ولو من بُعد الى حد ما، لكن الخبرة المتأصلة تدفعه الى التعليق على بعض التصرفات الشاذة التي القصد منها النيل من القطاع المصرفي وصدقية لبنان. ان ما نشهده اليوم من ادعاءات هيئات تدّعي حرصها على الثقة بالعمل المصرفي والنقدي، منها جمعية "المحاسبة الآن" Accountability Now التي أسستها في سويسرا محامية اسمها زينة واكيم ومحام اسمه وليد سنو، وقد استقطبت تعاونًا من مؤسسات عدة في فرنسا وسويسرا متفرعة عن مؤسسة المجتمع المنفتح Open Society Foundation التي اطلقها المضارب جورج سوروس Soros الذي هو من اصل هنغاري وإنْ تجنّس في اميركا في الستينات، وبدأ عمل المضاربات على الاسهم والعملات مع شركات بريطانية صغيرة في اوائل الستينات. حظي سوروس بشهرة عالمية حينما خصص من اموال الزبائن وبعض ماله مبلغا موازيا لـ 10 مليارات دولار للرهان على ان سعر صرف الجنيه الاسترليني سينخفض بقوة، وكان الامر مرجحًا لان رئيس وزراء بريطانيا في حينه ووزير ماليتها كانا يعارضان رفع معدلات الفوائد على ايداعات الجنيه تفاديًا لضغوط التخفيض.الانخفاض تحقق في 16 ايلول عام 1992 وربح سوروس من تلك العملية اكثر من مليار جنيه، وكان هذا المبلغ في حينه بالغ الارتفاع ولا يقارن بربح حققه من المضاربة على ارتفاع اسعار اسهم الشركة العامة المصرفية، وبنك السويس باريبا، وشركة فرنسا للانتاج الكهربائي وكان ذلك عام 1988، وفي حينه احيل على المحاكمة في فرنسا وحكم عليه اخيرا في حزيران عام 2006 بمبلغ زهيد نسبيًا لما...