السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مع وصول الـ"بيتكوين" إلى مستويات قياسية... ما تداعياتها السلبيّة على البيئة؟

المصدر: "النهار"
عملة "بيتكوين" المشفرة.
عملة "بيتكوين" المشفرة.
A+ A-
منذ أكثر من عشر سنوات، ارتفعت عملة "بيتكوين"، التي كانت على هامش التقنيات العالمية، لتصبح تاسع الأصول في العالم من حيث القيمة السوقية. 
 
وأدّى الصعود السريع للعملة المشفرة إلى خلق أصحاب الملايين، وإطلاق صناعة بمليارات الدولارات مستوحاة من التكنولوجيا اللامركزية الثورية. لكنها جلبت معها أيضاً بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. 
 
تتطلب قوة الحوسبة المطلوبة لدعم شبكة "بيتكوين" الرئيسية اليوم، قدراً كبيراً من الطاقة، تماماً كتلك التي تتطلبها دولة الأرجنتين بأكملها. ما أثار الكثير من الانتقادات بشأن تأثيرها البيئي. 
 
ويشير التحليل الذي أجرته جامعة "كامبريدج"، إلى أنّ شبكة "بيتكوين" تستخدم أكثر من 121 تيرا وات في الساعة سنوياً، ما يجعلها ضمن أكثر 30 مستهلكاً للكهرباء في جميع أنحاء العالم. إذ اشتد الطلب على الطاقة إثر ارتفاع سعر العملة الرقمية في الأشهر الأخيرة، من أقلّ من 5 آلاف دولار في آذار الماضي إلى نحو 50 ألف دولار اليوم. 
 
في الواقع، رافقت بداية عملة "بيتكوين" مخاوف تتعلق بطلبات الطاقة. ولكنها لم ترفع كمية الطاقة المستهلكة من شبكة "بيتكوين" إلى مكانة بارزة خطيرة لغاية عام 2017. وذلك عندما أدّى ارتفاع الأسعار الضخم إلى ارتفاع حاجات الطاقة بشكل كبير، لتصل إلى مستوى دولة صغيرة. 
 
ومع تباطؤ السوق في السنوات التالية، تراجع الطلب على الطاقة أيضاً. ولكنّ أحدث ارتفاع على الإطلاق هذا الأسبوع،  تجاوز ضعف ما كان عليه قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. والآن، متطلبات العملة من الطاقة أكبر بكثير. 
 
وأشار تشارلز هوسكينسون، الرئيس التنفيذي لشركة التشفير الرائدة "IOHK"، لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إلى أنّ تضاعف استهلاك "بيتكوين" للطاقة أكثر من أربعة أضعاف منذ بداية ذروتها الأخيرة عام 2017. وأضاف أنّ البصمة الكربونية لـ "بيتكوين" ستزداد سوءاً بشكل كبير، لأنه كلّما ارتفع سعرها ازدادت المنافسة على العملة، فتزداد الطاقة التي تستهلكها. 
 
وفي الحقيقة، يتفاقم التأثير البيئي لـ"بيتكوين"، نظراً لأنّ غالبية عمّال المناجم الإلكترونيين، أي المبرمجين العاملين بتشفير هذا النوع من العملات، يتخذون من الصين مقرّاً لهم، حيث يأتي أكثر من ثلثي الطاقة من الفحم. 
 
وتتمّ عملية التعدين، وهي العملية الإلكترونية لاستخراج العملة عن طريق حلّ معادلات رياضية معقّدة، الأمر الذي يتطلب كميات هائلة من طاقة معالجة الكمبيوتر.
 
لذلك، ينجذب عمّال مناجم "بيتكوين" إلى حيث تكون الكهرباء أرخص، ما يشير إلى أنّ المشكلة الأساسيّة ليست في "بيتكوين"، بل في نقص إنتاج الطاقة المتجددة الرخيصة. 
 
لكن لحسن الحظّ، ثمة حلول قيد التنفيذ مع عمل بعض منشآت التعدين الصديقة للبيئة على نطاق واسع. في آيسلندا والنرويج، حيث نحو مئة في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة هي من موارد متجددة، فيستفيد عمّال مناجم العملات المشفّرة من الطاقة الكهرومائية الرخيصة والطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل أجهزتهم.
إذ تساعد درجات الحرارة المنخفضة في هذه البلدان على تقليل التكاليف، عن طريق تبريد خوادم الكمبيوتر بشكل طبيعي. 
 
تجدر الإشارة إلى أنّ العملات المشفّرة البديلة، سعت إلى حلّ المشاكل البيئية الحالية لعملة "بيتكوين"، عن طريق تغيير التكنولوجيا الأساسية لتتطلّب طاقة أقلّ. وإحدى تلك العملات هي كاردانوا، إذ يُقال إنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بمقدار 4 ملايين مرّة من "بيتكوين". 
 
وعليه، حذّر الكثير من الخبراء، من أنّه إذا لم تتحوّل عملة "بيتكوين" إلى مصادر الطاقة المتجددة بسرعة، فمن المتوقّع أن يتجه المستثمرون والمستهلكون نحو العملات المشفّرة الأخرى الأقلّ ضرراً بالبيئة. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم