الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"سيدر أوكسيجين"... تمويل عشرة مشاريع جديدة

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
خلال اللقاء مع القيّمين على صندوق "سيدر أوكسيجين"
خلال اللقاء مع القيّمين على صندوق "سيدر أوكسيجين"
A+ A-
تعاني القطاعات الإنتاجية في لبنان أسوأ أيّامها على الإطلاق، فقد علقت في شباك الصيارفة في السوق السوداء، لتأمين العملة الصعبة الضرورية لاستيراد الموادّ الأولية.

يهدف صندوق "سيدر أوكسيجين" إلى تأمين استمرار المشاريع الصناعية في لبنان، عبر مدّها بالتمويل اللازم لاستيراد الموادّ الأولية. وقد بلغت قيمة استثمار مصرف لبنان فيه 175 مليون دولار أميركي.
 
وبحسب القيّمين على الصندوق، فإنّ هذه الفرصة تعطي المستثمر مجالاً أوسع للالتفات إلى حاجات صناعته الأخرى، وإلى الابتكار، وتخرجه من دوّامة السوق السوداء التي ترهق طاقته.
 
وفي لقاء جمع رئيس الصندوق ألكسندر حرقوص، والمدير العامّ في فرنسا كارل نعيم، ومدير تطوير الأعمال وسام غرّة، بصحافيين في بيروت، أعلنت المجموعة أنّ 10 مشاريع صناعية حصلت على تمويل من الصندوق، لتنضمّ إلى "كاستانيا" و"تاكنيكا".
 
وتبلغ قيمة التمويل الجديد 30 مليون دولار أميركي. لكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحدّ، إذ يتطلع "سيدر أوكسيجين" خلال هذا العام إلى تمويل أكثر من 60 مشروعاً، بقيمة تتراوح ما بين 200 مليون إلى 250 مليون دولار أميركي.

وتبعاً لمخاطر التمويل المرتفعة في البيئة الاقتصادية اللبنانية، قرّر الصندوق حصر تمويله في المرحلة الأولى بمن لديه سبيل إلى التصدير. وذلك لضمان قدرة المقترض على الوفاء بالتزاماته. وأكّد غرّة خلال المؤتمر، أنّ "المرحلة الثانية من التمويل ستكون متعلّقة بالأعمال التي لا تصدَّر إلى الخارج، بحيث يكون نشاطها محورياً في لبنان، وإذاً لا تتقاضى مردوداً بالدولار الأميركي".

"إنها أموال عامّة، ونحن حرصاء على أن نحافظ عليها ونستثمرها بالشكل الصحيح"، يقول القيّمون على المشروع، الذين تحفّظوا على إفشاء بعض الملفّات التي رُفضت. وقالوا لـ "النهار" بأنّ "وضع ميزانيات بعض المصانع فوضوي". ويعود ذلك إلى وجود أسعار صرف متعددة بين سعر المنصّة، والسعر الرسمي، وتقلّب سعر صرف السوق السوداء.

وصرّح غرّة بأنّ "وجود "سيدر أوكسيجين" في لبنان ليس ظرفياً، بل نتطلع للبقاء ولتطوير نموذج تمويلي جديد مختلف عن التمويل التقليدي عبر المصارف".

وفيما يرفض المجتمع الدولي التعاطي المباشر مع لبنان الرسمي، أكّد القيّمون على الصندوق أنّ جهات خارجية تتطلّع إلى التعاون معهم لتمويل المشاريع الصناعية، كما شدّد حرقوص على أهمية إعادة بناء الثقة.

يعمل الصندوق عكس العقلية البيروقراطية السائدة، التي باتت بيئة سامّة لأيّ فكرة إنقاذية. وطوّر منصّته الرقمية التي يمكن للصناعيين التواصل معه عبرها، وتقديم مستنداتهم من خلالها. ويعمد إلى إنشاء منصّة إلكترونية، تجمع الأشخاص الذين يودّون شراء العملات من خلالها. وذلك لتمكين الصناعيين من الوصول إلى هذه العملة الضرورية لاستيراد الموادّ الأولية، وقد تُطلق هذه المنصّة نهاية آذار.

ولن تتوقف مشاريع الصندوق عند هذا الحدّ، إذ سيكون عام 2021 حافلاً، بحيث سيُجمع في نيسان ما يقارب الـ40 صناعياً لبنانياً، مع موردين أوروبيين في لقاء إلكتروني. وذلك بالتعاون مع جمعية الصناعيين، وسفارة فرنسا في لبنان، والمؤسسة العامّة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "إيدال".
 
أُطلق الصندوق في تموز 2020، ومقرّه لوكسمبورغ. وحتى الساعة لم يستثمر فيه سوى المصرف المركزي، لكن فريق العمل في "سيدر أوكسيجين" يدير الصندوق باستقلالية تامّة.

لبنان الذي يتلقّى الضربات، وهو مقبل على مزيد من الأزمات والتهديدات الاقتصادية والاجتماعية، لا يرضخ شعبه، بل يكابر ويسعى إلى البقاء. ربما يأتي ذلك من اعتياده تاريخياً، المبادرة الفردية، بعدما تكرّر احتلال أراضيه، ولم يكن له الحكم أو السلطة، ومن ثم القطاع العامّ. لكن هل يمكن للقطاع الخاصّ النجاح إذا انهار الهيكل؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم