الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

برغم خطرها على السلامة المرورية... الأزمة الاقتصادية تدفع اللبنانيين نحو استخدام الإطارات المُستعملة (فيديو)

المصدر: "النهار"
إطارات السيارات (مارك فياض).
إطارات السيارات (مارك فياض).
A+ A-
مهدي كريّم

يبدو أن الأزمة الاقتصادية لم تعد تنعكس على المستوى المعيشي للبنانيين فقط وإنما باتت كذلك تُهدّد سلامتهم الشخصية وتزيد من احتمالات تعرّضهم لحوادث سير، إلى جانب الغياب شبه التام للإنارة الكهربائية العامة على الطرقات، وعدم قدرة وزارة الأشغال والبلديات على افتتاح المزيد من مشاريع البنى التحتية المتعلقة بالشوارع، حيث باتت تصلّح الحفر في أفضل الأحوال. أمام كل ذلك، أصبح تغيير إطارات السيارات يحتاج الى ميزانية خاصّة نظراً لارتباطها بالفريش دولار.
 
تؤكد أستاذة التعليم الثانوي رولى صعب، أن راتبها الشهري الذي لا يتجاوز مليونين ونصف مليون ليرة لبنانية لم يعد يسمح لها بتبديل الإطارات المستعملة، "فتصليح السيارة عموماً ومن ضمنها الإطارات يتطلب تحويل الراتب الى الدولار وهذا ما يعني أن قيمة الراتب لن تتجاوز المئة دولار". وأضافت "إذا توفر هذا المبلغ فإن هناك أولويات أخرى قد أحتاج إليها، وفي مجمل الأحوال، إذا وصلت إلى مرحلة لم أعد أستطيع استخدام السيارة دون تغيير الإطارات فلا بدّ من القيام بذلك، إذ إن السيارة في بلد يغيب عنه النقل المشترك لا تُعدّ رفاهية بل من الحاجات الحياتية الأساسية".
 
 
تراجع المبيعات 
وفي محله الكائن في الحازمية، يجلس صاحب محل الإطارات سيمون خليل في باحة المحلّ مستقبلاً زبائنه، ويقول لـ"النهار" إن "التجّار يستوردون الإطارات بالدولار الفريش، ونحن بدورنا نبيعه كذلك بالدولار الفريش، لذا فإن الأزمة الاقتصادية قد أدّت الى تراجع المبيعات تراجعاً كبيراً، إذ إن سعر الإطار الواحد بات يُعادل راتب الموظف في القطاع العام". وأضاف: "لذا لجأ نحو 70% من المواطنين الى شراء الإطارات المُستعملة".
 
 
وتابع خليل: "المواطنون في معظم الأوقات يسيّرون أمورهم سواء بتصليح الإطارات الموجودة أو شراء مُستعملة، أمّا في السابق فقد كان الكثير من المواطنين يغيّرون الإطارات كلّ عام".
 
 
أسعار الإطارات 
أسعار الإطارات تختلف باختلاف البلد المُصدّر، اذ يبدأ سعر الإطار الصيني الصغير من 30 دولاراً، والكوري 45 دولاراً، أما الياباني والأوروبي فـ60 دولاراً، وبطبيعة الحال عندما تحتاج السيارة إلى إطارات بمقاسات أكبر يرتفع السعر حيث يصل الى 400دولار، بحسب خليل.  
 
ولفت خليل الى وجود فارق كبير في الأسعار بين الإطارات الجديدة والمُستعملة، فالإطار الألماني الجديد الذي يبلغ سعره 80 دولاراً يُباع مُستعملاً بسعر يراوح بين 200 و300 ألف ليرة. أما تصليح الإطارات فقد ارتفع من 5 آلاف ليرة إلى 15 ألف ليرة. وفي ما يتعلّق بالإطارات غير الصالحة "فقد كنّا في السابق ندفع لشركات جمع النفايات لأخذها، أمّا اليوم فقد بات بعض الأشخاص يأخذونها ويذوّبونها من أجل سحب الشريط منها وبيعه".
 
 
مخاطر الإطارات المُستعملة
يرى رئيس جمعية اليازا زياد عقل أن "المواطنين يعيشون في لبنان مأساة موصوفة للطرقات، فالحفر تتحوّل إلى خنادق دون وجود أيّ صيانة للطرق، وهذا يؤدي الى مشاكل في الإطارات، والشكاوى التي تأتي الى اليازا باتت تفوق قدرتنا على المتابعة". ولفت الى التأثير السلبي "لعصابات سرقة الريغارات إذ لم يتم تصليحها كما يجب، كما أن الإشارات الضوئية مُعطلة في بيروت الكُبرى، وثمة ظاهرة على مساحة البلاد فيها غياب شبه كامل لصيانة الطرقات بسبب الوضع المالي وعدم إعطاء أهمّية للسلامة المرورية". وأشار عقل الى أن "الجمعية تُعاني مع الكثير من المواطنين بسبب ضعف القدرة الشرائية لديهم وعدم قدرتهم على صيانة مركباتهم وتغيير الإطارات".
 
وكانت اليازا قد أصدرت توصية بمناسبة حلول فصل الشتاء وازدياد مخاطر الانزلاقات على الطرقات تُفيد بضرورة التقيّد بأحكام قانون السير خاصّة ما يتعلق بالدواليب ومطابقتها المعايير والشروط التي يفرضها القانون. كما طالبت السائقين بضرورة فحص دواليب مركباتهم قبل السير بها والتأكد من تمتعها بالشروط القانونية. كذلك تطرّقت اليازا الى ظاهرة تسويق وبيع الإطارات المستعملة خاصة من قبل تجّار بيع الدواليب إذ إنها لا تقلّ خطورة عن الإهمال المرتكب مع كل ما يترتّب من مسؤوليات على عاتق من يقدم عليه.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم