الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حُبّ إلون ماسك للصين قد ينتهي بسبب مساءلة "تسلا"

المصدر: "النهار"
إلون ماسك
إلون ماسك
A+ A-
أمضت شركة "تسلا" الرائدة لصناعة السيارات الكهربائية، المملوكة للملياردير الأميركي وقطب التكنولوجيا إلون ماسك، العامين الماضيين محاولةً التغلّب على الصين، سعياً لغزو أكبر سوق للسيارات في العالم. والآن، تخاطر الشركة بإثارة غضب الجهات التنظيمية في العاصمة الصينية بكين.
 
استَدعت خمس وكالات تنظيمية صينية، شركةَ "تسلا" الرائدة، للإجابة عن أسئلة بشأن جودة سياراتها الكهربائية من طراز 3 المصنوعة في مدينة شنغهاي الصينية، وقفاً لبيان صادر عن إدارة الدولة لتنظيم السوق (SAMR). وجاء في البيان، أنّ المنظّمين قلقون بشأن العديد من المشاكل في السيارات، بما فيها احتراق البطارية والتسارع غير العادي.
 
وبفضل تودّد ماسك للمسؤولين، تمكّنت "تسلا" من تجنّب القيود المرهقة المفروضة على المنافسين العالميين، الذين يحاولون القيام بأعمال تجارية في الصين. إذ افتتحت الشركة أحد مصانعها الضخمة للسيارات عام 2019 في شنغهاي، محدثةً ضجّة كبيرة إذ تمثّل الدولة خمس عائداتها اليوم.
 
ولكن خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّضت "تسلا" لانتقادات شديدة في الصين بسبب سلسلة من المشاكل في سياراتها. وردّاً على تصريحات SAMR، صرّحت الشركة: "سندرس بعمق العيوب التشغيلية ونعزز التفتيش الذاتي بشكل شامل". ثم أضافت: "سنلتزم التزاماً صارماً بالقوانين والأنظمة الصينية، وسنحترم دائماً حقوق المستهلك".
 
وإضافةً إلى ذلك، أكّدت الشركة أنها ستحسّن مساهمتها في النموّ السليم لسوق سيارات الطاقة الجديدة في الصين، حسبما ورد في موقع "سي أن أن" الأميركي.
 
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان المنظّمون يعتزمون معاقبة "تسلا" أو تغيير كيفية عملها في البلاد. أما الجدل القائم فهو بشأن مدى جدّية بكين في التعامل مع النظام، حتى بين الشركات التي يبدو أنها تفضّلها.
 
دعم قويّ
 
توجد "تسلا" في الصين منذ عام 2013، ولكنها أقامت في السنوات القليلة الماضية علاقة وطيدة مع الحكومة الصينية.
 
بينما كانت "تسلا" تتفاوض في شروط بناء مصنعها الكبير في شنغهاي مع السلطات عام 2017، تمكّنت من الاحتفاظ بالسيطرة الكاملة. وفي الواقع، هو اتفاق غير اعتيادي، إذ عادةً كان يُطلب من أقرانها الدخول في شراكة مع الشركات الصينية إذا أرادوا إنشاء شركة محلية في ذلك الوقت.
 
ومنذ ذلك الحين، حظيت "تسلا" بدعم حكومي قوي. فهي كانت الشركة المصنّعة الأجنبية الوحيدة التي ليس لديها شريك محليّ، والتي تحصل على إعفاء ضريبي كبير لسياراتها عام 2019. وبفضل الدعم القويّ الذي تلقّته، استأنفت الشركة عمليات إنتاجها بسرعة خلال جائحة كورونا.
 
وفي الحقيقة، آتت نجاحات "تسلا" في الصين ثمارها. إذ باعت الشركة سيارات بقيمة 6.66 مليارات دولار في الصين العام الماضي، وساهمت بنسبة 21 في المئة من إيراداتها.
 
التحديات الأخرى
 
الضغوط التنظيمية ليست التحدي الوحيد الذي يواجه "تسلا" للمضيّ قدماً في الصين. كانت الشركة هي العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية في البلاد العام الماضي، إذ باعت 135 ألفاً و400 سيارة من طراز 3، ولكن المنافسة تزداد شراسة.
 
أطاحت شركة "BYD" الصينية شركة "تسلا"، باعتبارها العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية في الصين الشهر الماضي. ويحاول صانعو السيارات الآخرون، بما فيها "نيو" و"غيلي"، الوصول إليها.
 
بينما رحّبت الصين بـ "تسلا" حتى الآن، يشير الخبراء إلى أنّ لبكّين طموحاتها الخاصّة للقيادة في التكنولوجيا والمجالات الأخرى في نهاية المطاف. وبمعنى آخر، بمجرّد أن تصبح الشركات المحلّية قادرة على التنافس، لن تعود الدولة بحاجة ماسّة إلى الشركات الأجنبية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم