الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

بعد تنحي جيف بيزوس... مارك زوكربرغ آخر مؤسس ومدير تنفيذي في شركات التكنولوجيا الكبرى

المصدر: "النهار"
مارك زوكربرغ وجيف بيزوس
مارك زوكربرغ وجيف بيزوس
A+ A-
عندما يتنحى جيف بيزوس من منصب الرئيس التنفيذي في "أمازون" في وقت لاحق هذ العام، سيكون مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لـ "فايسبوك"، آخر رئيس تنفيذي مؤسس في أي من شركات التكنولوجيا الكبرى. 
 
انتقل منصب الرئيس التنفيذي في شركة "أبل" من مؤسسها ستيف جوبز إلى تيم كوك في عام 2011، بعدما تراجع وضع جوبز الصحي ووفاته بنوع نادر من سرطان البنكرياس.
 
وبعد تقاعد ستيف بالمر من منصبه وتخلّي بيل غيتس، أحد مؤسسي الشركة، عن رئاسة مجلس الإدارة، عُيّن ساتيا ناديلا مديراً تنفيذياً لـ "مايكروسوفت" عام 2014، حسبما ورد في موقع "سي أن بي سي" الأميركي. 
 
وإلى جانب ذلك، تنحّى المؤسس المشارك لـ "ألفابيت"، الشركة الأم لـ "غوغل"، عن منصبه الإداري حيث حلّ مكانه سوندار بيتشاي ليشغل منصب الرئيس التنفيذي في عام 2019.
 
وتولّى إلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، زمام أمور شركة السيارات الكهربائية الأميركية في مرحلة مبكرة وأشرف عليها من خلال جميع عمليات التطوير ونمو المنتجات، ولكنّه لم يكن هناك في البدايات الأولى في عام 2003.
 
والآن حان دور الرئيس التنفيذي لعملاق التجارة الإلكترونية "أمازون"، جيف بيزوس، الذي أعلن تنحيه من منصبه في وقت لاحق من هذا العام ليحول دفة القيادة إلى آندي جاسي، المدير التنفيذي السحابي للشركة، حيث سيتولى بيزوس مهام الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة "أمازون". 
 
ترأس زوكربرغ قيادة "فايسبوك" منذ أن شارك في تأسيس الشركة في عام 2004. وعلى عكس هؤلاء القادة الآخرين، بما في ذلك بيزوس، يتمتع زوكربرغ بالأغلبية المطلقة من قوة التصويت على أسهم "فايسبوك"، مما يمنحه القدره على قيادة الشركة بالشكل الذي يراه مناسبًا من دون الحاجة إلى القلق حول المساهمين النشطاء. وبمعنى آخر، لا يوجد أمام المساهمين الذين لا يتفقون مع توجهات زوكربرغ سوى خيار التخلّي عن أسهمهم. 
 
وفي الحقيقة، يسمح ذلك لزوكربرغ بالشروع في مشاريع طويلة الأجل وتنفيذها ما دام يراها مناسبةً. وهذا كان الحال لا سيما مع "Oculus"، شركة الواقع الافتراضي التي اشترتها "فايسبوك" مقابل ملياري دولار في عام 2014.
 
وبعد سبع سنوات من الاستحواذ، لم تحقّق الشركة الازدهار المتوقع، ولكن من دون أي ضغط من المساهمين، يمكن لزوكربرغ أن يستمر في تنفيذ مشروعه إذا رأى ذلك مناسباً. 
 
ومن اطلاق صفحة الأخبار في عام 2006 إلى استحواذ "إنستغرام" و "واتسآب"، تغلّبت القرارات الصحيحة التي اتخذها زوكربرغ على تلك الخاطئة.
 
وفي ظل تراجع الشركات الأخرى في هذا المجال إلى حدٍ كبيرٍ، أكّدت لجنة فرعية تابعة للكونغرس في الخريف الماضي أن "فايسبوك" يمتلك سلطة احتكارية في سوق الشبكات الاجتماعية. 
 
حقق عمالقة التكنولوجيا نجاحاً كبيراً بعد استبدال المؤسسين، إذ شهدت كل من "أبل" و"مايكروسوفت" و"ألفابيت" نمواً في إيراداتها وأسعار أسهمها مع قاداتها الجدد. 
 
أبل 
 
في عهد كوك، ارتفع سعر سهم "أبل" أكثر من عشر مرات، من 13.44 دولاراً في 2011 إلى 134.99 دولاراً الأسبوع الماضي، بينما نمت الإيرادات بأكثر من 153 في المئة من 108 مليارات دولار في 2011 إلى 274.5 مليار دولار في عام 2020.
 
إلا أن الابتكار لم يمضِ قدماً بنفس الوتيرة تحت الإدارتين. خلال فترة عمل جوبز في الشركة من 1996 إلى 2011، حظيت "أبل" بفترة من الابتكار السريع مع طرح "آي ماك" "أبل ستورز" و"آي بود" و"آيفون" و"آي باد".
 
أما بعد استلام كوك دفة القيادة، كانت ساعة "أبل" الذكية Apple Watch هي فئة المنتجات الرئيسية الجديدة الوحيدة للشركة. ومع ذلك، جلب كوك الاستقرار إلى الشركة واليد التشغيلية الثابتة على عكس شخصية جوبز المتقلّبة. 
 
مايكروسوفت 
 
ارتفع سعر سهم "مايكروسوفت" تحت إدارة ناديلا أكثر من سبع مرات، من 36.25 دولاراً في عام 2014 إلى 239.51 دولاراً الأسبوع الماضي، بينما نمت الإيرادات بنسبة 62 في المئة تقريباً من 77.8 مليار دولار في عام 2014 إلى 125.8 مليار دولار في عام 2020.
 
وتجدر الإشارة إلى أن لم تقدم "مايكروسوفت" أي منتجات رئيسية جديدة ناجحة في عهد ناديلا، لكنه أشرف على تحول هائل في نموذج أعمال الشركة من بيع تراخيص البرامج والأنظمة إلى بيع خدمة الاشتراكات في البرامج.
 
على وجه الخصوص، قامت الشركة بتنمية نشاطها في الحوسبة السحابية "أزور" لدرجة أنها قد تتفوق على "أبل" و"أوفيس" لتصبح أكبر منتج للشركة من حيث الإيرادات العام المقبل. 
 
ألفابيت 
 
يعد بيتشاي أحدث رئيس بين الرؤساء التنفيذيين الآخرين، ومع ذلك ارتفع سعر سهم "ألفابيت" بنسية 48 في المئة من 1,294 دولار في عام 2019 إلى 1,919 دولار الأسبوع الماضي، بينما زادت الإيرادات بنسبة 13 في المئة تقريباً من 161.9 مليار دولار في عام 2019 إلى 182.5 مليار دولار في عام 2020.
 
لم يحظَ بيتشاي بوقت كثير للابتكار منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي. وبدلاً من ذلك، صبّ معظم تركيزه على تهدئة القوة العاملة النشطة في الشركة والتعامل مع تداعيات جائحة كورونا وإدارة المعارك القانونية للشركة حول مكافحة الاحتكار. 
 
فكل هذا يبشّر بأخبار جيدة لـ "أمازون". وكهؤلاء القادة، كان آندي جاسي عنصر أساسي في الشركة وساعد في بناء واحدة من أنجح أعمالها والإشراف عليها. 
 
وسواء كان من المنطقي أن يحذو زوكربرغ حذو نظرائه أم لا، فمن غير المرجح أن يُقدم على تلك الخطوة في أي وقت قريب. ففي سن الـ 36، لا توجد أي دلائل على أن زوكربرغ على وشك التنحي. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم