المسار التصاعدي لإصابات "كورونا" ينذر بمشهد كارثي... هارون لـ"النهار": كلفة تجهيز أقسام خاصة تفوق قدرة المستشفيات

 مع الارتفاع غير المسبوق لعدد المصابين بفيروس  "كورونا"، والذي تجاوز الفين ومئة اصابة امس، وفي ظل تباين الآراء والمواقف حيال قرار الإقفال التام بين مَن يضع الاولوية لوقف تمدّد الوباء عبر "حجر البلاد بكاملها لأسبوعين او ثلاثة على الاقل"، وبين مَن يضع الاولوية للوضع الاقتصادي ويعاند الإقفال، يبدو لبنان على أبواب تفشي الموجة الثالثة من الوباء مع تخوّف من ان يصل عدد الاصابات الى نحو 100 ألف اصابة. وهذا يعني أن "المنعطف خطير وأننا قاربنا المشهد الكارثي"، وفق ما قال وزير الصحة العامة حمد حسن. وتكفي مراقبة المسار التصاعدي للاصابات والوفيات وعدد الحالات الحرجة في المستشفيات في الاسابيع الأخيرة، حتى ندرك حجم الكارثة الصحية المقبلين عليها، اذا ما استمر استهتار المواطنين في تطبيق الاجراءات وتقاعس السلطات المعنية عن المحاسبة. فالكثير من المواطنين لا يزالون يعيشون حال نكران لوجود وباء "كورونا"، فتراهم يهملون استعمال الكمامات ولا يلتزمون التباعد الاجتماعي المطلوب، ويقيمون بل يشاركون أيضاً في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والدينية من دون احترام لأيّ من قواعد الوقاية والحماية، فيما السلطات الامنية والبلدية تتساهل في اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق من يخالف التعليمات. والمشهد الأصعب الذي ربما ينتظر لبنان يتمثل في عدم جاهزية المستشفيات الخاصة حتى الآن بما يتناسب من معدات وبنية تحتية خاصة بمعالجة العدد الاكبر من مرضى "كورونا"، على رغم الطلب المتكرر من وزير الصحة واللجنة الوزارية المعنية بملف "كورونا" الى المستشفيات المبادرة الى تجهيز أقسام خاصة وبالسرعة القصوى لتحمّل جزء من العبء الاستشفائي الذي تتحمله المستشفيات الحكومية منفردة حتى الآن.  ولكن للإنصاف، المشكلة ليست في عدم تجاوب المستشفيات، بل في عدم قدرتها على تأمين هذه الاقسام وتجهيزها بسبب عدم توافر التمويل اللازم نتيجة عدم ايفاء الحكومة...