الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تطبيق "ذكي" للدفع الإلكتروني... التحوّل الرقمي حاجة ملحة لدفع الاقتصاد

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
الدفع الإلكتروني (تعبيرية).
الدفع الإلكتروني (تعبيرية).
A+ A-
كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدفع الإلكتروني وخصوصاً بعد انتشار جائحة كورونا، لأنه يجنّب المستهلك التعرض لخطر الإصابة بعدوى الفيروس، عبر مسك العملة المطبوعة التي تنتقل من يد إلى أخرى. لكن في لبنان، يبدو أنّ الأمر أكثر إلحاحاً. إذ يتوقع مراقبون، أنّ المصارف تسعى إلى وضع سقف للسحوبات بالليرة اللبنانية قريباً، وكذلك يتكلم المركزي عن عملة رقمية. وكل ذلك في سبيل الحدّ من طبع العملة، الذي ارتفع من تشرين الأوّل من عام 2019 إلى تشرين الأوّل من عام 2020 بنحو 250 في المئة.

أمام هذا الواقع، أطلقت شركة "أريبا" في حزيران الماضي تطبيقاً إلكترونياً اسمه "ذكي Zaky" يسمح بتحويل الأموال.
ويتيح هذا التطبيق من الناحية الإلكترونية، لعملاء "أريبا" بالتعامل مع أيّ جهة في الخارج، وتحويل الأموال إليها. لكن من الناحية التطبيقية، لا يمكن في الوقت الراهن التحويل سوى في الداخل اللبناني، نظراً لأزمة الدولار والمصارف.

يعمل هذا التطبيق، بحسب الرئيس التجاري لشركة "أريبا" رمزي الصبوري، "على جمع المعلومات الشخصية التي تطلبها المصارف لدى فتح الحسابات، النموذج المعروف باسم (اعرف عميلك، KYC)، وبعد ذلك يحصل على حساب في التطبيق ليتمكن من خلاله من إجراء عمليات الدفع الإلكترونية".

يتألف هذا الحساب من نافذتين؛ الأولى تسمح لكل من لا يمتلك حساباً مصرفياً بالتعامل بهذا التطبيق، وذلك عبر تغذية محفظته بالتحويلات التي يمكن أن يتلقاها من عميل آخر.
 
وتضع الشركة هذه التحويلات في حسابها في مصرف لبنان، ويكون للعميل حقّ المطالبة بها وتحويلها لشخص آخر ساعة يشاء. أمّا النافذة الثانية، فهي التي يسجل فيها العميل بطاقاته المصرفية ويمكنه التحويل منها إلكترونياً عبر التطبيق لأي شخص. ويمكنه التحويل بين حساباته الخاصة بواسطته.

لا تتوقف ميزات "ذكي" هنا، بل يمكن أيضاً التحويل لأيّ شخص غير مشترك في هذه الخدمة. والأمر بسيط جدّاً، يعمد العميل إلى التحويل إلى الرقم الهاتفي للشخص الذي يريد أن يسدد له مبلغاً من المال، فهو ليس بحاجة لوضع اسمه أو رقم بطاقته الشخصية، يحتاج فقط إلى رقم الهاتف وتحديد قيمة التحويل، ليرسل التطبيق رسالة نصية إلى الشخص الذي حوّلت إليه الأموال، وعليه أن يُنشئ حساباً بعد ذلك ليتسلم الأموال ويتمكن من تحويلها إلى من يشاء.

بسبب شحّ الدولار، بعض ميزات التطبيق متوقفة في الوقت الراهن. مثل التحويل من الليرة اللبنانية إلى الدولار الأميركي، وكذلك التحويل إلى الخارج. وتعرض "أريبا" على تطبيق "ذكي" لائحة من المواقع مثل "أنغامي" وغيره، التي يمكن للعميل الاشتراك بها عبر التحويل لها من خلاله.

يضم "ذكي" حتى الساعة ما يقارب الـ6000 مشترك، والشركة مرخّصة من مصرف لبنان للقيام بعمليات التحويل الإلكترونية هذه، وذلك بعد أن استوفت كلّ الشروط المفروضة. ويمكن تحميله مجاناً، وإنشاء الحساب بشكل مجاني أيضاً. وتحصل الشركة على الأرباح عبر اتخاذ نسبة بسيطة جدّاً من المبلغ لا تؤثر على العميل، لكن تبدأ أرباح الشركة عندما يتجاوز عدد العملاء الـ100 ألف.

ويشرح الصبوري أنّ الشركة تسعى للتعامل مع البلديات، بحيث يتمكن المواطن من دفع رسومه البلدية إلكترونياً. ويضيف أنّ القطاع العام إذا تحوّل إلى الدفع الإلكتروني، فسيؤدي ذلك إلى ازدياد عدد المشتركين خلال شهر والوصول إلى 100 ألف مشترك.

يرى الصبوري أنّ "تحوّل القطاع العام نحو الدفع الإلكتروني، يؤدي إلى التخفيف من الفساد، وزيادة نسبة الجباية، ما يعزز مالية الدولة". وهذا الأمر مطلوب في ظل الظروف الراهنة. ويؤكّد أن التحول إلى الدفع الإلكتروني من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الناتج المحلي، لأنّ الخبراء يشيرون إلى ارتفاعه بنسبة تتراوح بين الـ1,5 في المئة، والاثنين في المئة في البلدان التي تعتمد ذلك.

لا تسعى شركة "أريبا" للحلول مكان المصارف عبر التحاويل بين التجار بملايين الدولارات، بل يقتصر الهدف على حثّ الأفراد للاتجاه نحو الدفع الإلكتروني في معاملاتهم اليومية. لذلك هناك سقف للتحويلات الشهرية عبر هذا التطبيق يتراوح ما بين الـ8 إلى 9 آلاف دولار أميركي، بحسب الصبوري، الذي يعتبر أنّ كل فرد يمكنه تقليص مدفوعاته النقدية 20 في المئة إذا أراد ذلك.

التحوّل الإلكتروني واقع لا مفر منه. والدفع عبر الإنترنت لكي يصبح ثقافة منتشرة في المجتمع، بحاجة إلى الذهاب نحو الحكومة الإلكترونية حيث الشفافية ومحاربة الفساد.
 
وفي واقعنا الحالي، يطرح بعض الخبراء "الدفع الإلكتروني" بديلاً من الدفع النقدي، الذي يمكّن الفرد من تحويله إلى دولار في السوق السوداء، فيزداد الطلب في ظل تراجع العرض.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم