الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ارتفاع جنوني في سعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء اليوم!

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
الدولار.
الدولار.
A+ A-
بعد أن افتتح الدولار الأميركي أسبوعه على سعر صرف 8500 ليرة لبنانية في السّوق السوداء. ارتفع، اليوم، وبشكل مفاجئ إلى مستوى 8750 ليرة لبنانية. تأتي هذه الزيادة في ظل انسداد الأفق الحكومي، وفي ظل رفض حكومة تصريف الأعمال اتخاذ أي تدبير أو وضع أي سياسة إنقاذية. هذا التدهور الحاد في سعر صرف الليرة يأتي بالتزامن مع أوّل يوم إغلاق بسبب الارتفاع الكبير في عدد مرضى كورونا، ويأتي بعد انتهاء موسم الأعياد وعودة المغتربين إلى المهجر.

وفي اتصال اجرته الـ"النهار" مع رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل أكّد أنّ "لبنان الذي لا يطبع إلاّ عملته المحلية، الليرة اللبنانية، يستخدم الدولار الأميركي لثلاث غايات، وهي على الشكل الآتي: الاستيراد بهدف التجارة والاستهلاك، واستيراد المواد الأوّلية للقطاع الصناعي، وشراء الدولار كضمانة وللمحافظة على القدرة الشرائية للعائلات".

وتابع قائلاً إنّ "الطلب على الدوّلار كضمانة ارتفع، خاصة في ظل انسداد الأفق الحكومي، وغياب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن ساحة التأليف، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الثقة، وازدياد الطلب".

ومن ناحية أخرى، فإن مصادر لبنان من الدولار الأميركي كانت تتوزع على الشكل الآتي: "_مساعدات دولية، واليوم هي شبه مقطوعة.

_ تصدير القطاع الصناعي إلى الخارج واليوم يطلب الصناعي أن تحوّل له الأموال إلى حساباته خارج لبنان، وجزء صغير يأتي إلى هنا بسبب المدفوعات.
_ أمّا الثالث فهو تحويلات المغتربين، وهذا الجزء أيضاً انخفض بشكل كبير".

بالتالي، فإن مصادر لبنان التي تمدّه بالعملة الخضراء تراجعت، ما يؤدي إلى انخافض المعروض النقدي. أمّا الطلب فقد ارتفع كثيراً كما أشرنا سابقاً. لذلك أمام هذا الطلب الذي يرتفع والعرض الذي ينخفض، سعر صرف الليرة إلى تدهور.

وللثقة دورها أيضاً بحسب زمكحل فهو يشير إلى "الثقة التي تدهورت بسبب عدم تشكيل حكومة حتى الساعة، بالإضافة إلى الارتباط الداخلي والخارجي، والمواقف التصعيدية التي أطلقت من الداخل اللبناني".
 
من جهته أكّد الباحث الاقتصادي زياد ناصرالدين أنّ "لبنان لا يزال في الدّوامة عينها، واليوم، يشهد اشتباك سياسي بين الأفرقاء، على وجه الخصوص ما حصل أمس"، وتابع قائلاً إنّ "التوترات السياسية والإقليمية في ظل فقدان الثقة يؤدي إلى هذا التراجع في قيمة العملة في السوق السوداء".

ولفت ناصرالدين إلى الوضع الحكومي المتأزم الذي نعيشه والذي يضيف جواً من انعدام الارتياح والثقة في الأسواق. ويخشى أن يستخدم الدولار ورقة ضغط سياسية من قبل الأفرقاء.

وختم إنّ "ما نعيشه من تدوهر في قيمة العملة كان متوقع في ظل غياب للخطط وللاستراتيجيّات".

أمام هذه المشهدية السوداوية، والانخفاض الدراماتيكي في سعر الصرف، يتخوّف اللبنانيون من التضخم والارتفاع الجنوني في الأسعار، التي تقفز كل ما ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء ليرات قليلة، فكيف الحال أمام ارتفاع 250 ليرة في يومٍ واحدٍ؟
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم