الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خطوات على الشركة اتّباعها بعد استقالة القيادي الأبرز فيها

المصدر: "النهار"
كميل بو روفايل
كميل بو روفايل
 (تعبيرية-شاترستوك)
(تعبيرية-شاترستوك)
A+ A-

تختلف الأوجه القيادية باختلاف المجتمعات، فلكل منها شخصية أثّرت فيها، وهناك من انتقل تأثيره ليطاول العالم ككل. والشخصية القيادية هي ملكة نادرة ينال من يتمتّع بها إعجاب المجتمع ومحيطه. ويعتبر القيادي في عمله رأس حربة المؤسسة ومصدر الإنتاجية والديناميكية في صفوف عمّالها. هو الذي يؤثّر في الأجراء ويصنع من كل واحد منهم قيادياً صغيراً. لكن قد يحصل أن يترك القيادي الأبرز في الشركة عمله لأسباب عدة، منها الاستقالة أو حتى الموت، فكيف سيتأثر فريق العمل من جراء هذا الفقدان؟ وما هي سبل استمرارية المؤسسة من دون تراجع في إنتاجية عمّالها؟

 

يقول حمزة فرج، وهو ريادي أعمال في كندا من أصل مغربي ومؤسس "التُّراث" المختصّة بالاستشارات والتّدريب في مجال الأعمال، إنّ "القائد يتمتع بميزات الإصغاء والشّفافية والعطف على محيطه بالإضافة إلى الكاريزما". لذلك لا يكون قائداً مؤثّراً بشكل إيجابي على فريقه من يتمتع بالشهادات العليا والكاريزما اللاّزمة ولكن لا يقوم بالإصغاء لمتطلبات فريقه ولا يُشركهم في عملية صنع القرار، أيضًا لا يكون قيادياً إيجابياً من لا يعطف على الفريق ويتفهم مخاوفه وظرفه ويعمل على تكييف الأمور بما يتناسب مع أوضاعهم ومتطلّبات العمل. وتلعب الشّفافية دورها الفعّال في خلق جو من التّفهم بين عناصر الفريق وقول انطباعاته وملاحظاته  للفريق حتى يتمكن من التحسين.

 

القيادة فنٌّ معدٍ

والقيادي الذي يؤثّر بشكل إيجابي في فريق عمله هو الذي يكون المثال الإيجابي أمامه، فلا يمكنه أن يطلب منهم ما لا يقوم بتنفيذه هو بنفسه أو يصنع عكسه. ويكون هذا الوضع صحيّاً بالنّسبة للشركة، على عكس العلاقة القائمة على أساس الخوف والمهابة من دون أي علاقة إنسانية بين المدير وفريقه.

 

ويكون القيادي هو المسؤول عن ارتفاع إنتاجية الأجراء وذلك عبر دمجهم ضمن الفريق. ويشرح فرج أن "القيادي هو المسؤول عن بث روح التماهي بين العامل ومؤسسة عمله، وهذا الأمر ضروري جدًّا حتى يقوم الموظف بمهامه بكل فرح وسرور، الأمر الذي يرفع من معنوياته". ويمكن أن يقوم القيادي بنشاطات خارج إطار المؤسسة ودوام العمل لتعزيز تماسك الفريق وخلق جو من الإلفة والتعارف بين أعضائه.

 

من المهم جدّاً للشركة أن يكون لها من بين أعضائها أشخاص يتمتّعون بشخصيات قيادية لرفع مستوى الإنتاجية وجعل العمّال بحالة تماهٍ واندماج مع الشركة بشكل يجذبهم إلى مكان العمل إلى حد اعتباره منزلهم الثّاني.

ويحصل الإنسان على المهارات القيادية عبر طريقين عددّهما فرج على الشكل التالي:

 1. عبر التدريب والصفوف النظرية، وهنا نكون في البعد الفكري للموضوع، وذلك عبر قراءة الكتب ومشاهدة بعض مقاطع الفيديو التي تشرح عن فن القيادة.

2. يمكن أن يتمتع الفرد منذ ولادته ببعض الخصائص التي تميّز الشخصية القيادية، ولكن ذلك لا يكفي بل يجب تطوير هذه المهارات للمحافظة عليها.

 

سبل المحافظة على الإنتاجية رغم استقالة القيادي

قد يحصل أن يترك القيادي الأبرز في الشركة عمله، وتبعًا لأهمية دوره سينعكس هذا الموضوع على الشركة بشكل سلبي خاصةً إذا لم تكن متّخِذةً الإجراءات اللازمة. وتتمثل هذه الحالة بالوضع الذي يكون العنصر الجاذب والمستقطب للموظفين للعمل في هذه المؤسسة هو فقط هذا القائد. ويعتبر فرج أنّ "هذا خطأ من الشركة التي تجعل المدير القائد ودون غيره المرتكز الأساسي ومن الخطأ ألا يقوم المدير بتفويض صلاحياته وخلق قادة أصغر منه إلى جانبه". وبناء عليه سيقوم الموظف بعد ترك القائد لمنصبه بالبحث عن عمل آخر، أو سيستمر بهذا العمل لكن بإنتاجية أقل ودون أي عنصر محفّز.

 

لتجنب هذا الوضع يعدد فرج الخطوات التي يجب على الشركة اتّباعها لتتجنّب مثل هذه الانعكاسات بعد استقالة القائد الأبرز فيها، وهي على الشكل الآتي:

 

1. يجب ألا يكون القيادي هو الحجر الأساس الوحيد في المؤسسة وتقع على عاتقه كل الأعباء، ويحاول أن يفوّض صلاحياته إلى المجموعة، ويحاول تعليم الموظفين هذه القدرات القيادية والتواصلية المميزة.

2. على المؤسسة أن تضع نظاماً يضمن بقاء هذا النموذج القيادي بطريقة مستمرة ودائمة داخلها بغض النظر عن الشخص المسؤول والذي يتمتع بمهارات قيادية خاصة به. من هنا أهمية أن تكون قيم وثقافة المؤسسة متناغمة مع جميع أعضاء فريق العمل حتى الذين ليس لديهم المواصفات القيادية، وذلك بهدف أن تستمر على النّهج نفسه حتى لو استقال القيادي الأبرز فيها أو ترك عمله لأسباب عدّة.

3. من  المهم أن يأتي قيادي آخر مكانه من داخل المؤسسة، لأن الفريق يعرفه وسبق أن اندمج معه.

 

كمحصلة، يمكن القول إن الذي يحتفظ بمهارته ويستأثر دون غيره بزمام الأمور ليس قائداً حقيقياً. لأن مهارات القيادة تكون معدية ومتنقلة بين أعضاء الفريق، ولأن القائد يقوم بتفويض بعض المهام للأشخاص الذين يتولى إدارة عملهم حتى يحثّهم على التقدم والوصول إلى مرحلة يمكنهم الحلول فيها مكانه، لأنه ببساطة لو دامت لغيرك لما آلت إليك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم