الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شباب لبنان هرباً من "جحيم" بلدهم يدخلون "جنة" الهجرة أفواجاً... لمن استطاع

المصدر: النهار
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
وطن النجوم... وداعاً! (الصورة من صالة الوداع في مطار بيروت، أرشيف "النهار"، نبيل اسماعيل).
وطن النجوم... وداعاً! (الصورة من صالة الوداع في مطار بيروت، أرشيف "النهار"، نبيل اسماعيل).
A+ A-
لم يكن مشهد الطوابير أمام مراكز الأمن العام لاستصدار جوازات سفر جديدة بالمشهد العابر، على رغم أن لبنان يوسَم تاريخيا بأنه بلد الهجرة، بدءا من الفينيقيين وصولا إلى... "عفوا" جموع المتسولين "فيزا" من أي سفارة إلى أي مكان في المعمورة، اللهم إلا البقاء في جحيم لبنان.مشاهد الوداع في صالات المغادرة في مطار بيروت توثّق ان الاعوام الثلاثة الاخيرة كانت سنوات الهروب الجماعي من "جحيم" لبنان. والمؤسف في هذه الهجرة أنها "تشفط" جيل الشباب المتعلم واصحاب المهن الحرة والمتخرجين الجدد، حتى تكاد الفئات العمرية بين العشرين والأربعين من الاعمار تنفد من المجتمع اللبناني الذي ينحو أكثر فأكثر إلى أن يكون مجتمعا طاعنا في السن. هذه الاشكالية ستوقع المصانع والمؤسسات بأزمة مستقبلية، بدا نذيرها مع فقدان اليد العاملة الشبابية التي يبدو ان هجرتها ستطول، خصوصا ان "لبنان يحتاج بأحسن الاحوال إلى 12 عاما ليعود إلى مستويات الناتج المحلي التي كانت في العام 2017 وبأسوأ الاحوال إلى 19 عاما"، وفق تقديرات البنك الدولي.وإذا كانت الهجرة الكبرى الاولى في فترة الحرب العالمية الأولى دفع ثمنها جبل لبنان نحو 330 ألف شخص غالبيتهم من القوى الزراعية العاملة، فإن الموجة الثانية الكبرى التي جاءت خلال الحرب الاهلية هجّرت إلى المغتربات نحو مليون لبناني من الكادرات الصناعية والمهن الحرة. أما الهجرة الكبرى حاليا فتجتاح بقسوة حمَلة الشهادات العليا والكادرات الطبية والصناعية والسياحية والهندسية والمالية والمصرفية. والمؤذي هنا أن هؤلاء يشكلون الثلاثية الذهبية لأركان الاقتصاد اللبناني وهي السياحة والاستشفاء والمصارف. عدا عن ذلك، فإن الجامعات الكبرى لم تنجُ من هذا النزف، على رغم المحاولات الجدية لدعم الاساتذة والطلاب بغية تعزيز القدرة على الصمود وتمرير المرحلة.وطن النجوم... وداعاً!و"كأنك تحمل قنبلة في يدك يمكن أن تنفجر في أي لحظة"... هذا هو الشعور الذي ينتاب الشباب في حال كان خيارهم البقاء في لبنان المشتعل على الجبهات المالية والاقتصادية والمعيشية والسياسية. ولكن هذا القرار، على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم