اشترِك في نشرتنا الإخبارية
التقرير الأسبوعي لبنك عوده: مستوى قياسيّ لسعر صرف الدولار وسط مشهد حكوميّ قاتم وشحّ بالعملات
05-03-2021 | 17:27
المصدر: "النهار"
بينما الفراغ الحكومي يطوي شهره السابع بعد أن أُجهضت جميع المساعي لتشكيل حكومة "مهمة" تخرج لبنان من حلقات أزماته المتعددة، ومع عودة التحركات الشعبية إلى الشارع احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية واضمحلال القدرة الشرائية في ظل التدهور الحاد لسعر صرف الليرة، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تفلتاً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وتقلصاً مستمراً في الأسعار في سوق سندات سندات اليوروبوندز، بينما واصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي للأسبوع الثاني على التوالي، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى مستوى قياسي بلغ 10000 ل.ل.، بينما تواصل استنزاف احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي خلال النصف الثاني من شباط لتبلغ زهاء 22.9 مليار دولار في نهاية الشهر. وإذا استثنينا محفظة مصرف لبنان لسندات اليوروبوندز المقدرة بـ5 مليار دولار والتسليفات الممنوحة للمصارف بالعملات، تنخفض الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي لدى المركزي إلى ما دون 17 مليار دولار. في موازاة ذلك، واصلت أسعار سندات اليوروبوندز منحاها التنازلي لتبلغ مستويات دنيا في محيط الـ12.0 سنتاً للدولار الواحد. أما سوق الأسهم، فقد ظلت تسجل زيادات في الأسعار للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 2% بينما تراجعت أحجام تداول بالمقارنة مع الأسبوع السابق.
الأسواق
في سوق النقد: مع استمرار توافر السيولة بالليرة في سوق النقد وسط عمليات خلق نقد كبيرة، بقي معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً عند 3% هذا الأسبوع بينما يبلغ سعره الرسمي 1.90%. في موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 18 شباط 2021 أن الودائع المصرفية المقيمة اتسعت بقيمة 91 مليار ليرة بعد أسبوعين من التقلصات. ويعزى هذا الاتساع إلى ارتفاع الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 137 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 170 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 33 مليار ليرة، بينما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 46 مليار ليرة (أي ما يعادل 31 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (M4) اتساعاً قيمته 412 مليار ليرة وسط نمو في حجم النقد المتداول قيمته 306 مليار ليرة. في هذا السياق، يجدر الذكر أن حجم النقد المتداول بالليرة لا يزال يسلك مسلكاً تصاعدياً حيث بلغ 32550 مليار ليرة خلال الاسبوع المذكور بالمقارنة مع نحو 29000 مليار ليرة في نهاية العام 2020.
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 4 آذار 2021 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 25 شباط 2021 اكتتابات بقيمة 265 مليار ليرة توزعت كالتالي: 17 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و130 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) و118 مليار ليرة في فئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 66 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 199 مليار ليرة. على المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات في الشهرين الأولين من العام 2021 زهاء 2073 مليار ليرة، بحيث استحوذت فئة الخمس سنوات على 35.5% منه، تلتها فئة السبع سنوات بنسبة 22.4%، ففئة الثلاث سنوات بنسبة 15.9%، ومن ثم فئة السنة بنسبة 11.1%، وفئة العشر سنوات بنسبة 10.9%، بينما نالت فئات الثلاثة أشهر والستة أشهر والسنتين النسبة المتبقية البالغة 4.2%. في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 1134 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 939 مليار ليرة خلال الشهرين الأولين من العام 2021.
في سوق القطع: شهدت السوق السوداء هذا الأسبوع تفلتاً في سعر صرف الدولار، حيث بلغ 10000 ل.ل. وهو مستوى قياسي لم يسبق أن شهدته السوق سوى مرة واحدة في بداية شهر تموز 2020 ويقارن مع 9650 ل.ل.-9700 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. ويعزى هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار لأسباب عدة فنّدتها "جمعية المصارف في لبنان" وهي: 1- الضبابية السياسية في البلاد وغياب أي جهد جدّي وحقيقي لتأليف حكومة؛ 2-الاستيراد غير المدعوم من مصرف لبنان؛ 3-شحّ الدولار مع انخفاض حركة الأموال الوافدة؛ 4-خلق النقد بالليرة؛ 5- التداول الناشط بصورة غير شرعية للدولار عبر المنصّات الإلكترونية؛ 6- تخزين الدولار في المنازل من قبل المواطنين في ظلّ التخوّف من الآفاق المستقبلية مع انعدام الثقة بشكل عام. في موازاة ذلك، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 28 شباط 2021 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي واصلت تراجعها بقيمة 254 مليون دولار خلال النصف الثاني من شباط لتبلغ زهاء 22.9 مليار دولار في نهاية الشهر. عليه، راكمت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان تراجعاً مقداره 1.2 مليار دولار منذ بداية العام 2021، علماً أنه يأتي في أعقاب تقلص كبير مقداره 13.2 مليار دولار في العام 2020.
في سوق الأسهم: ظلت الأسعار في بورصة بيروت تسلك مسلكاً تصاعدياً للأسبوع الثاني على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 2.0%. فمن أصل 7 أسهم تم تداولها، ارتفعت أسعار 6 أسهم بين تراجع سعر سهم واحد. في التفاصيل، قادت أسهم "هولسيم لبنان" الأسعار صعوداً هذا الأسبوع، حيث قفزت بنسبة 14.6% لتقفل على 14.90 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة +14.4% إلى 2.46 دولار، فأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة +9.2% إلى 1.66 دولار، وأسهم "سوليدير ب" بنسبة +3.3% إلى 19.79 دولار، وأسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة +1.9% إلى 0.54 دولار، وأسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة +0.9% إلى 2.22 دولار، بينما تراجعت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 1.4% إلى 19.70 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، اقتصرت قيمة التداول الاسمية على 2.2 مليون دولار هذا الأسبوع مقابل 3.7 مليون دولار في الأسعار، أي بتقلص نسبته 41.1%، علما أن أسهم "سوليدير" استحوذت على غالبية النشاط (95%).
سوق سندات اليوروبوندز: وسط مشهد حكومي قاتم وفي ظل غياب أي مؤشرات جدية لإرساء الإصلاحات الملحّة، بينما المفاوضات مع حاملي السندات تبقى مرّحلة لأجل غير معلوم، شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية تقلصات أسبوعية مستمرة في الأسعار على طول منحنى المردود تراوحت بين 0.25 دولار و0.50 دولار. عليه، تراوحت أسعار سندات الدين السيادية والتي تتراوح استحقاقاتها بين العام 2020 والعام 2037 بين 12.0 سنتاً للدولار الواحد و12.88 سنتاً للدولار بالمقارنة مع 12.50-13.13 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. عليه، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجلت تقلصات في الأسعار منذ بداية العام 2021 تراوحت بين 0.75 سنتاً للدولار الواحد و1.75 سنتاً للدولار الواحد.
