الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النرجسيّة وموت ضمير الطبقة الحاكمة... مجزرتا مرفأ بيروت والتليل نموذجان

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
Bookmark
"دولتي فعلت هذا"، شعار ما بعد انفجار المرفأ. (أرشيف "النهار").
"دولتي فعلت هذا"، شعار ما بعد انفجار المرفأ. (أرشيف "النهار").
A+ A-
ثمّة جامع مشترك بين نرجسيّة نيرون والطبقة الحاكمة في لبنان، منذ العام 1975 الى اليوم.  بالنسبة للأول، فقد تحكّم بالفساد في إمبراطوريّته، ووضع يده على مكامنه، ووصل به الأمر الى قتل والدته عمداً وحرق مدينة روما، وهي حادثة ما زالت مدار أخذ وردّ بين كبار المؤرّخين. أمّا النرجسيّة عند الطبقة الحاكمة، فترجمت عمليّاً بتعظيم الذات عند المسؤول، مهما علا شأنه و حاشيته، التي تعود الى ولاء النّاس الأعمى وخضوعهم لمشيئته. وتفاقمت جذور هذه النرجسيّة في الانفجار الهائل، الذي وقع في كلّ من مدينة بيروت في 4 آب، ومجزرة التليل في 15 آب، ليصل، ودون أيّ تأنيب ضمير، الى عرقلة مسار تحقيق المرفأ، ومنع مسار العدالة من أجل لبنان وكلّ لبنان... كيف تترجم النرجسيّة في تصرفات السياسيين في لبنان؟ سؤال حملناه، الى كلّ من الباحث والأستاذ في جامعة القديس يوسف الدكتور أحمد الزعبي والأستاذ في العلوم الاجتماعيّة الدكتور طلال عتريسي. لاحظ الدكتور الزعبي أنّ "السلطة، وهي في الإطار السياسيّ اللبنانيّ، تُختصر بالزعيم المتفرّد أو المنظومة القمعيّة، تجاوزت مرحلةَ عدم الأهلية، وعدم الشرعيّة، وعدم التعاطف، إلى مراحل أكثر خطورة وعدائيّة وتدميراً، وقد تجلّت في ردّة فعلها تجاه الكوارث والانهيارات المتتالية، تدمير الدولة، سرقة الودائع، تعطيل المؤسّسات، انتشار الفساد، سيادة الميليشيات، معاداة العالم والإنسان، وقد بلغت ذروتها في ردّة فعل المتسلّطين على تفجير مرفأ بيروت (4 آب 2020)، وتفجير التليل (15 آب 2021)". التبلّد وموت الضمير    أضاف الزعبي لـ"النهار" إنّه "لمستغربٌ إلى حدّ الذهول، كيف لم يحرّك تفجير دمّر ثلث العاصمة وأسقط 215 ضحية، و6000 مصاب، شيئاً في منظومة مُتبلّدة، إذ تقاطعت تصريحات رموزها بُعيد الكارثة، على مشاهد الدمار والخسائر المادّية، قبل أن ينصرفوا إلى التبرّؤ من المسؤولية، وتبادل التهم، وصولاً إلى عرقلة التحقيق وتهديد القضاء. وتفجير التليل، مثال صارخ على هذا التَبلّد وموت الضمير". برأيه،"كانت الشاشات تنقل فيديوهات صَوّرها ناجون مذعورون، لفتيةٍ يتلوّون في أتون المحرقة، وقد جاؤوا بحثاً عن البنزين. لم يحرّك مشهد ذوبان 30 فتى احتراقاً، وإصابة 79...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم