بلديات وضعت زينة العيد القديمة وأخرى قلّصتها... لا شجرة ميلاد في جبيل هذا العام!
01-12-2020 | 19:38
المصدر: "النهار"
هي سنة استثنائية بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة. أزمة الدولار انعكست على زينة الميلاد في البلديات، وبشكلٍ خاص على البلديات التي اشتهرت بزينة الميلاد، وتغنّت بها، وتناولتها صحفٌ عالمية لجمالها وتميّزها. مع ارتفاع سعر الدولار، فضّلت البلديات استخدام زينة العام الماضي لهذا العام. ومع انتشار كورونا، ستغيب الاحتفالات العامة والزينة عن معظمها.
جبيل
مع اقتراب الأعياد ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، حاولت بلدية جبيل الحفاظ قدر المستطاع على بهجة العيد. ويوضح رئيس بلدية جبيل، وسام زعرور، أنّ "حوالى 90 % من الأموال التي كانت تُنفَق على زينة مدينة جبيل، كانت أموال رعاية من المصارف والمؤسسات التجارية الكبرى في المدينة، لكن للأسف هذا العام، كما العام الماضي، توقّفت هذه المؤسسات عن الرعاية بسبب الوضع الاقتصادي، لذلك اعتمدنا زينة العام الماضي مع القليل من الإضافات لنشر الأمل في قلوب الناس لأنّنا أحوج ما نكون إليه في لبنان، والبلدية تحاول الاستعانة بجمعيات المدينة لجمع المساعدات للعائلات، لكن اليوم نتوّجه للأطفال ولفرحهم".
ووفق زعرور، "ستقتصر الزينة الأساسية على مغارة، وستزرع البلدية 100 شجرة صغيرة محلية في كافة المدينة، بدلاً من شجرة ميلاد واحدة كبيرة، وذلك أيضاً بمناسبة إعلان مئوية لبنان الكبير، فالبلدية اعتادت وضع شجرة طبيعية وأصبحت مكلفة على سعر الدولار الجديد، لذلك قرّرت البلدية إعادة تصنيع الزينة القديمة لخلق فكرة جديدة مع تزيين المدينة كلّها بالإضاءة".
ويشرح زعرور أنّ "الاحتفال بالزينة سيكون عبارة عن تبريك المغارة وإضاءتها، دون ألعاب نارية بسبب كلفتها، ولن يكون وسط احتفالات عامة بسبب انتشار كورونا، وقد أصرّت البلدية على تزيين المدينة ولو بأمورٍ رمزية، فالمهمّ هو نشر الأمل من خلال هذا العيد، فالوضع هذا العام استثنائي جداً، ولا يمكن الإنفاق من مال البلدية للزينة لأنّ هناك أولويّات في ظل الوضع الاقتصادي الراهن".
تصوير حسام شبارو
كفردبيان
أمّا في كفردبيان، عاصمة السياحة الجبلية، فاتّخذت البلدية قراراً، على الرغم من الظروف الراهنة، بأن تزيّن المدينة لما للزينة من معنى ديني، بحسب ما يفيد رئيس لجنة الإعلام في بلدية كفردبيان، وليد بعينو. ويضيف أنّ "البلدية استخدمت زينة العام الماضي، وزيّنت كافة أرجاء البلدة من المزار إلى عيون السمان وفقرا وكل الطرقات، وأنجزنا كل ذلك منذ أسبوع، ولم تتكلّف البلدية أي شيء، وسيقتصر الاحتفال بالميلاد بالاحتفال الديني فقط".
ويشير بعينو إلى أنّ "كفردبيان البلدية الوحيدة في كسروان ومن البلديات القليلة في لبنان التي زيّنت للميلاد، فمنطقتنا هي منطقة سياحية، وما زال الناس يقطنون فيها منذ فصل الصيف، وكثيرون قدموا من بيروت. لذا، رغِبت البلدية أن يكون هناك معنى للعيد على الرغم من كلّ السواد المحيط بنا، فأحببنا أن نقدّم فسحة أمل".
وأقامت البلدية على مدى السنتين الماضيتين سوق الميلاد الذي تضمّن نشاطات ترفيهية وتوزيع هدايا للأطفال، أمّا هذا العام، يلفت بعينو إلى أنّ البلدية "لن تقوم بأيّ من هذه النشاطات لأسباب عديدة، أوّلها الوضع الاقتصادي السيئ، بالإضافة إلى أنّ الدولة منعت البلديات من أن تصرف من ميزانيّاتها، وحصرت الإنفاق على ما يلزم لمواجهة كورونا والأمور الضرورية".
تصوير حسام شبارو
جونيه
في جونيه، "ستقتصر زينة الميلاد على وضع شجرة بارتفاع 20 متراً ومغارة على مدخل جونيه الأساسي عند الملعب البلدي، والسبب هو كلفة الزينة، فجميعها مستورَدة بكافة تفاصيلها، وأصبحت مكلِفة على سعر الدولار في السوق السوداء، وبالتالي هناك استحالة تزيين المدينة بأكملها"، على ما يؤكّد نائب رئيس بلدية جونيه، روي الهوا.
اعتادت البلدية على القيام بمهرجانٍ ميلادي حيث يعيش الأولاد فرح العيد وتلتقي العائلات، مع إقامة نشاطات ترفيهية واجتماعية، أمّا هذا العام لن تقوم المدينة بأي نشاط بسبب انتشار كورونا، "فواجبنا عدم إقامة التجمعات".
وبحسب الهوا، "لن تزيّن البلدية المدينة كما جرت العادة، بسبب كلفتها الباهظة على امتدادها كلّها، فالمدينة كبيرة، والسوق التجارية كبيرة جداً، وهناك أسواق متفرِّعة ومداخل عدّة للمدينة، فمن مبدأ المساواة لا يمكن تزيين شوارع دون أخرى، ولا نستطيع تزيين المدينة بأكملها".
تصوير حسام شبارو
البترون
رغم الظروف الصعبة التي تحلّ على لبنان، "أبت بلدية البترون وأهلها إلّا أن تُضاء وأن تُزيّن المدينة بمناسبة الأعياد المجيدة لنشر الفرح والأمل"، على ما يقول العضو في بلدية البترون، اسطفان الجمال. ويضيف أنّ "البلدية تواصلت مع بعض المؤسسات الكبيرة والأيادي الخيّرة في البترون للمساهمة في تزيين المدينة، وأولاد المدينة يحبّونها كثيراً وساهموا في تزيينها بأكملها دون أدنى تكلفة على البلدية في هذه الظروف الاقتصادية".
والعمل جارٍ على وضع المغارة وشجرة الميلاد عند مدخل المدينة، وقد أضاءت البلدية واجهات الشارع العام الذي ترمَّم منذ سنتين، وستقيم مواكب احتفاليّة لافتتاح المغارة والزينة، بحيث يتدرّب الشبان والشابات على الآلات، والفرق الغنائية أيضاً قدّمت خدماتها مجاناً، على ما يقول الجمال. ويكمل أنّ البلدية تواصلت مع جميع أصحاب المحال التجارية في السوق القديمة لإقامة نوعٍ من قرية ميلادية، وجميعها تعاونت، وسيتم تزويد المحلات الفارغة بأكشاك على فترة ثلاثة عطل نهاية أسبوع قبل الميلاد، وستمتدّ لمدة خمسة أيام متواصلة قبيل عيد الميلاد".
تصوير حسام شبارو
تصوير حسام شبارو
تصوير مارك فياض
بيروت
وبيروت التي طالما كانت السباقة وسيدة الأعياد، انطلقت بالتحضيرات للتزيين للأعياد. ويشير رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني، إلى أنّ "هذا العام ستتعاون بلدية بيروت مع عددٍ كبيرٍ من الجمعيات الراغبة في المساهمة في تزيين مدينة بيروت، وشركة "سوليدير" ستهتمّ بتزيين الوسط التجاري، والبلدية مع الجمعيات، ستهتمّ بتزيين المناطق التي تضررت بشكل خاص من جراء انفجار بيروت، لكي نعيد الحياة والبهجة لأهالي هذه المناطق". ويتابع أنّه "من المؤكّد أنّ البلدية ستقوم بنشاطاتٍ ترفيهية، لكن حتى الآن لم تتوضّح ماهية هذه النشاطات، وسيستغرق الأمر نحو أسبوعٍ إضافي لتحديدها، والبلدية ستساهم بجزءٍ من تمويل الزينة".
تصوير حسام شبارو
تصوير حسام شبارو
تصوير حسام شبارو
تصوير حسام شبارو
تصوير حسام شبارو