الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بالصور والفيديو: عينٌ على المطار... الفوضى والعائدون المشتاقون وأموالهم

المصدر: النهار
فرح نصور
من مطار بيروت (تصوير مارك فياض)
من مطار بيروت (تصوير مارك فياض)
A+ A-
مع توافد عددٍ كبير من المغتربين، يجرى تداول فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فوضى عارمة وزحمة خانقة داخل مطار بيروت بانتظار استلام الحقائب، توجّه موقع "النهار" إلى المطار لنقل الواقع ومعرفة حقيقة ما حصل. 
 
قصدنا مرتين مطار "رفيق الحريري الدولي". في المرة الأولى التقط المصور الزميل مارك فياض صوراً عادية هادئة من خارج المطار، وفي المرة الثانية سمح لنا وفق الاذن بالتصوير من صالة وصول الوافدين حيث التقينا عدداً منهم وسألناها عن تجربتهم مع اجراءات الوصول ومعنى حضورهم في هذه اللحظة الاستثنائية الى لبنان. 
 
ويفيد مصدر أمني لـ "النهار" أنّ ما حدث منذ أيام من مشهد فوضى وتأخير في استلام الحقائب "هو استثنائي لكنّه يحصل في أهمّ دول العالم ولا يمت لأي تقصير تنظيمي البتة من قبل المسؤولين في المطار". ويشير إلى أنّ "تأخير الناس لثلاث ساعات للحصول على أمتعتهم يعود لأسباب، أوّلها وصول أربع طائرات كبيرة وممتلئة، في التوقيت نفسه، ما وضع ضغطاً كبيراً على جميع المراحل التي على المسافر أن يمرّ بها من تفتيش ومرور بالأمن العام وإجراء فحوص الـ PCR واستلام الأمتعة، فزحمة الواصلين في هذا اليوم كانت غير طبيعية وهناك توافد مغتربين غير مسبوق أبداً، فمعظمهم لم يزر لبنان العام الماضي".
أمّا السبب الآخر للتأخير، فيعود بحسب المصدر، إلى "التفتيش الذي يستغرق وقتاً أكثر من غيره عندما يصل المسافر من بلدان معيّنة، فهناك خطوط أمنية في هذا الإطار، واستغرق الأمر وقتاً لكي يتم إخراج أمتعة حميع الركاب، لتكون جاهزة على حزام الأمتعة. وعلى هذه الأمتعة كلّها أن تمرّ عبر جهاز فحص سكانر واحد، لكنّ المطار تزوّد بجهاز إضافي منذ يومين، وسيتزوّد بجهاز آخر الأسبوع المقبل تفادياً للازدحام، وبناءً على توقّعات بتوافد هائل للبنانيين في شهري تموز وآب".
 
ويضيف المصدر أنّ "هناك ما لا يقلّ عن 8 إلى 10 آلاف لبناني مغترب يدخل لبنان يومياً خلال هذه الأيام، وليس هناك توافد كبير لأجانب...".
 
 
تصوير مارك فياض
 
هل يشبه المشهد أمس مشهد معاناة الناس في الفيديو؟
 
لدى سؤالنا عدداً كبيراً من الوافدين إذا ما مرّوا بمعاناة مشابهة لما رأيناها في الفيديو، وانتظار طويل للحصول على الأمتعة، معظمهم أجاب بـ"كلّا لم ننتظر أبداً لا للحصول على الأمتعة ولا لإجراء الفحوص". وبعض آخر أكّد أنّه انتظر فترة طبيعية ضمن المعقول حوالي نصف ساعة للحصول على الأمتعة.
ويقول أحد المسافرين الوافدين من لارنكا، "وجدنا أمتعتنا تنتظرنا على الحزام، وشاهدنا ذلك على ثلاثة أحزمة لثلاث طائرات، على عكس ما كنّا نتوقّع بعد أن شاهدنا الفيديو".
لكن هذا المشهد يناقض مقطع الفيديو المتداول على مواقع التواصل، وفي السياق يفيد مصدر أمني أن "3 مطارات (فرانكفورت ولندن وفرنسا) تأخرت في إرسال الحقائب، ما خلّف ضغطاً كبيراً وثق في الفيديو المذكور".  
 
 
 
تصوير مارك فياض
 
مشهد اللبنانيّين الوافدين على المطار يُفرح القلوب بقدر ما يستدعي الاستغراب. ففي حين يهاجر اللبنانيون المقيمون في مختلف القطاعات، وبأعداد كبيرة من جراء الأزمات الراهنة، ما الذي يدفع باللبنانيين المغتربين إلى القدوم بهذا الزخم رغم الأوضاع المتردية والصعبة التي نمرّ بها؟
 
يفيد مسافر أنّه لم يزر لبنان منذ ثلاث سنوات، إلّا أنّه أتى رغم هذه الظروف ليتزوّج في لبنان لأنّ إجراءات الحد من انتشار كورونا في ما يتعلق بإقامة الزفاف أخفّ من بلجيكا، وكذلك هناك مساحات كبيرة لذلك، و"يبقى لبنان بلدنا".  
 
سيدة تجرّ ولديها، تروي أنّ آخر زيارة لها إلى لبنان كانت خلال عيد الميلاد. وفي سؤالنا ما الذي يدفعك إلى المجيء في هذه الظروف تجيب: "هذا لبنان ولا نستغني عنه أبداً رغم كل الظروف". 
 
وافد آخر آتٍ من كندا عن طريق ألمانيا، يروي أنّ الطائرة كانت ممتلئة في الدرجة السياحية، وانتظر عشر دقائق للحصول على أمتعته، ولم يأتِ إلى لبنان منذ سنتين، لكنّه أتى اليوم لأن "اشتقنا رغم كل شيء، وسأبقى لثلاثة أشهر هنا".
 
وبحسب ما يقول وافد آتٍ من مونروفيا: " في النهاية، أنا آتٍ إلى بلدي، وأحمل معي دولارات، وذلك يجنّبنا أن نتبهدل في بلدنا رغم الظروف الصعبة". وبسبب حفل زفاف أخيها، وافدة أخرى أتت إلى لبنان بعد غياب سنتين.
 
تصوير مارك فياض
 
هل يمكن لأموال المغتربين أن تؤثّر موسمياً على الاقتصاد؟
 
من المفترض أن تعطي أموال المغتربين الوافدة خلال الصيف عاملاً إيجابياً في تحسّن سعر الصرف، لكنّنا لا نشهد تحسّناً ملحوظاً كبيراً لأسباب معاكسة يشرحها الأستاذ الجامعي والباحث في الشؤون الاقتصادية، البرفسور روك-أنطوان مهنا، أوّلها العرقلة في تشكيل الحكومة، وفي كيفية تمويل البطاقة التمويلية، إذا ما سيتمّ تمويلها ممّا تبقى من أموال المودعين، فذلك له تأثير سلبي على سعر الصرف، إلى جانب رفع الدعم التدريجي عن السلع الأساسية من محروقات وأدوية، واستمرار التهريب، مع غياب أية إجراءات لضبط الاحتكار وغلاء الأسعار.
 
ويوضح مهنا: "للأسف هذه عوامل تنعكس سلباً على سعر الصرف، وهي أكثر وأكبر من إيجابيات دخول أموال المغتربين الإيجابية الآنية والموقتة"، لافتاً إلى أنّه إذا ما استقرّ الوضع قليلاً، قد تحول هذه الأموال دون الانهيار الأكبر والإضافي لسعر الصرف، لكن هذا الواقع كلّه موقت، ولا زلنا في مرحلة الانهيار، وسعر الصرف إلى تصاعد". 
 
تصوير مارك فياض
 
 
تصوير مارك فياض
 
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 
تصوير مارك فياض
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم