كيف حافظت أمازون" على مبيعاتها المرتفعة رغم التضخم... وبماذا تتميّز عن "وول مارت"؟

خفضت كل من Walmart و Best Buy توقّعات أرباحهما للربع الثاني والسنة الكاملة، ما أدى إلى إطلاق جرس إنذار في جميع أنحاء قطاع التجزئة، من أنّ التضخم المرتفع قد أثّر على إنفاق المستهلكين، وفق CNBC.
 
وانخفضت أسهم بائعي التجزئة الآخرين بما في ذلك "أمازون" و Target و Macy بعد إعلان Walmart عن مخاوف من أنّهم قد يرون رياحاً معاكسة مماثلة.
 
لكن المسؤولين التنفيذيين في "أمازون" أشاروا إلى أنّ عملاق التجارة الإلكترونية لم يرَ أنواع التأثيرات التضخمية التي تضرّ ببائعي التجزئة الآخرين. وسُئل المدير المالي لدى "أمازون"، برايان أولسافسكي، عمّا إذا كان التضخم قد غيّر كيفية إنفاق المستهلكين لأموالهم، فقال: "لم نر شيئاً بعد. لقد شهدنا زيادة في الطلب خلال الربع الثاني من العام وكان لدينا شهر حزيران قوياً للغاية".
 
وأضاف: "أنّ "أمازون" أحرزت تقدماً في إعادة المنتجات إلى المخزون، وعادت سرعة التسليم إلى حد كبير إلى طبيعتها، بعد فترة تم فيها التشديد على عمليات التنفيذ واللوجستيات بسبب موجة من الطلبات عبر الإنترنت في ظل انتشار الوباء. وأشار إلى أنّ المستهلكين لاحظوا التحسّن، وبالتالي اشتروا المزيد من الأشياء.
 
ولم يُظهر المستهلكون المرهَقون من التضخم، أي علامات على تقليص الإنفاق، لكن هذا لم يكن كافياً لاستعادة النمو في أعمال التجارة الإلكترونية في "أمازون". وانخفضت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 4 بالمئة على أساس سنوي، حيث عاد العديد من المتسوّقين إلى المتاجر الفعلية، ما أدى إلى تباطؤ أوسع في نشاط التجارة الإلكترونية.
 
وأعطت "أمازون" نظرة متفائلة للأشهر المقبلة. فبالنسبة للربع الحالي، قالت إنّها تتوقّع أن تتراوح المبيعات بين 125 مليار دولار و130 مليار دولار، وهو ما يمثّل نمواً بنسبة 13 بالمئة إلى 17 بالمئة. ويتوقّع المحلّلون مبيعات بقيمة 126.4 مليار دولار. 
وقد أدى ذلك، إلى جانب الإيرادات التي فاقت التوقعات، إلى ارتفاع السهم بأكثر من 13 بالمئة بعد ساعات.
 
وقالت "أمازون" إنّ ارتفاع تكلفة البقالة والغاز أجبر المستهلكين على شد أحزمتهم، ما دفعهم إلى إنفاق المزيد على الضروريات مثل الطعام، وتقليل الإنفاق على مجالات مثل الإلكترونيات والملابس. ما يعني أنّ العناصر ذات الأسعار الأعلى بدأت تتراكم على الرفوف. في المقابل، قامت "وول مارت" بخصم العناصر غير المرغوب فيها بشدة، ما أضرّ بهوامش ربحها.
 
وقال أندرو ليبسمان، المحلل الرئيسي في eMarketer ، إنّ "أمازون" مدعومة بمزيج أكبر من المستهلكين من ذوي الدخل المتوسط والمرتفع، في حين أن "وول مارت" "مدعومة بشدة" من قبل المستهلكين ذوي الدخل المنخفض، والذين هم أكثر حساسية تجاه التضخم. وأضاف: "أعتقد أنّ "وول مارت" في هذه اللحظة من الزمن لديها انتشار أضيق بكثير وستكون أكثر عرضة لتأثيرات التضخم".
 
وتمتلك "أمازون" أيضاً قاعدة مستهلكين مدمَجة تضم أكثر من 200 مليون عضو مستعدّون لشراء المزيد. يميل أعضاء نادي الخصم Prime في "أمازون" إلى إنفاق المزيد والطلب بشكل متكرّر أكثر من الأعضاء غير الرئيسيين، وفقاً لشركة أبحاث السوق Consumer Intelligence Research Partners.