الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الحلفاء الغربيون يقررون استبعاد بنوك روسية من نظام "سويفت" المالي العالمي

المصدر: "رويترز"
مطالبة باستبعاد روسيا من نظام "سويفت" (أ ف ب).
مطالبة باستبعاد روسيا من نظام "سويفت" (أ ف ب).
A+ A-
أعلن الحلفاء الغربيون عقوبات جديدة شاملة على روسيا تضمّنت حرمان بنوكها الرئيسية من الاستفادة من نظام "سويفت" المالي العالمي للتعاملات بين البنوك، في خطوة أشادت بها أوكرانيا اليوم الأحد في وقت تتصدى فيه قواتها للقوات الروسية التي تتقدم صوب العاصمة كييف.

وقالت رئيسة بلدية فاسيلكيف الواقعة جنوب غربي العاصمة الأوكرانية إنّ القوات الروسية قصفت مدن عديدة بالصواريخ خلال الليل مما أدّى إلى اشتعال النيران في منشأة نفطية في البلدة. وأظهرت لقطات مصورة على الإنترنت تصاعد ألسنة اللهب والدخان إلى السماء.

وأضافت رئيسة البلدية ناتاليا بالاسينوفيتش "العدو يريد تدمير كلّ شيء".

وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما سماها عملية عسكرية خاصة يوم الخميس متجاهلاً تحذيرات من الغرب على مدى أسابيع. وقال إنّ "النازيين الجدد" الذين يحكمون أوكرانيا يهددون أمن روسيا، وهي تهمة تقول كييف والحكومات الغربية إنّها دعاية لا أساس لها.

ويهدد أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية بقلب نظام ما بعد الحرب الباردة في القارة.

وأفاد شهود من "رويترز" في كييف بوقوع انفجارات وإطلاق نار على نحو متقطع في المدينة في ساعة متأخرة من مساء السبت ولكن لم يتضح مصدرها.

وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة مصورة من شوارع كييف نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "نصمد ونصد بنجاح هجمات العدو.. القتال مستمر".

وأشار مسؤول عسكري أميركي إلى أنّ القوات الأوكرانية تبدي "مقاومة شديدة العزم" للتقدم الروسي على المحاور الثلاثة والذي دفع مئات الأوكرانيين إلى الفرار غرباً ما أدّى إلى تعطل الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية الرئيسية.

وقالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون أيضاً إنّهم سيفرضون قيوداً على البنك المركزي الروسي للحدّ من قدرته على دعم الروبل وتمويل جهوده الحربية.

وقال الحلفاء الغربيون في تصعيد لردهم العقابي "عازمون على الاستمرار في فرض تكلفة باهظة على روسيا من شأنها أن تزيد من عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا".

وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا والمفوضية الأوروبية "سننفذ هذه الإجراءات خلال الأيّام المقبلة".

وأكّد الحلفاء إنهم ملتزمون "بضمان استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام "سويفت" للمراسلات". ولم يذكروا أسماء البنوك التي سيتم استبعادها لكن دبلوماسياً من الاتحاد الأوروبي قال إنّ نحو 70 في المئة من السوق المصرفية الروسية ستتأثر.
 
وكان الحلفاء تجنبوا في بادئ الأمر مثل هذه الخطوة إلى حدّ كبير بسبب مخاوف من التأثير على اقتصاداتهم.

وفي وقت سابق وصف وزير المال الفرنسي القرار بأنّه "سلاح نووي مالي" بسبب الضرر الذي سيلحقه بالاقتصاد الروسي حيث سيوجّه ضربة للتجارة الروسية ويجعل من الصعب على شركاتها القيام بتعاملات تجارية.

ويمكن للعقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي أن تحدّ من استخدام بوتين لاحتياطاته الدولية التي تزيد عن 630 مليار دولار ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنّها تحمي روسيا من بعض الأضرار الاقتصادية.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إنّ الإجراءات الجديدة ستمنع روسيا من "استخدام صندوق تمويل الحرب".

ولكن نظراً لأنّ البنوك الروسية الكبيرة مندمجة بعمق في النظام المالي العالمي فقد يكون لمثل هذه العقوبات تأثير غير مباشر، ما يُلحق الضرر بالشركاء التجاريين في أوروبا وأماكن أخرى.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميجال على "تويتر" اليوم الأحد "شكراً لأصدقائنا... لالتزامهم باستبعاد بنوك روسية عدّة من نظام سويفت".

ولفت الكرملين إلى أنّ قواته تتقدم مجدداً "في جميع الاتجاهات" بعد أن أمر بوتين بوقفها يوم الجمعة. وقالت الحكومة الأوكرانية إنّه لم يكن هناك توقف.

وقال مستشار للرئاسة الأوكرانية إنّ نحو 3500 جندي روسي سقطوا بين قتيل وجريح. وصرّح مسؤولون غربيون أيضاً أنّ معلومات مخابراتية كشفت أنّ روسيا تكبّدت خسائر أعلى مما كان متوقعاً وأنّ تقدمها يتباطأ.

ولم تنشر روسيا أرقام القتلى والمصابين ومن المستحيل التحقق من الحصيلة أو الوضع بدقة على الأرض.
 
أعلنت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" يوم السبت أنّها تستعد خلال الأيّام المقبلة لتنفيذ إجراءات جديدة للدول الغربية ضدّ بعض البنوك الروسية.

وأضافت في بيان: "نتواصل مع السلطات الأوروبية لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالكيانات التي ستخضع للإجراءات الجديدة ونستعد للامتثال وفقاً للتعليمات القانونية".

وكانت روسيا قد خطت خطوات بإنشاء نظام للمبادلات المصرفية خاص بها، تعتمد فيه على 20 في المئة من تحويلاتها المحلية.

وأضاف التقرير أنّ نظام المبادلات المصرفية الروسي قد يوفر لها أرضية للتعاملات المالية مع البنوك في الصين.

ما هو نظام "سويفت"؟
يعود تأسس نظام سويفت إلى عام 1973، وقت تأسيس جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، ومقرها في بلجيكا.

يشرف على هذه الجمعية البنك الوطني البلجيكي، بالتعاون مع البنوك المركزي الرئيسية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنكلترا.

ولا يتركز عمل "سويفت" على تحويل الأموال، إنما يعمل كنظام تراسل آمن يربط أكثر من 11000 مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة.

وتكشف أرقام "سويفت" عن إجراء 42 مليون رسالة يومياً في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1,5 في المئة من الحركات المالية عبر "سويفت".

وفي بيان صادر في 2014، قالت منظمة "سويفت" إنّها "جمعية تعاونية عالمية محايدة، وأنّ أيّ قرار بفرض عقوبات على الدول والكيانات يقع على عاتق الهيئات الحكومية المختصة والمشرعين المعنيين".

كيف ستتأثر روسيا في حال عزلها؟
ووفق تقرير نشرته شبكة "سي أن أن" فإنّه في حال عزل روسيا عن نظام "سويفت"، سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، خاصة لمشتري النفط والغاز.

وأضاف أنّه في سابقة دولية تمّ عزل إيران عن نظام "سويفت" في 2012 بعد أن فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وخسرت طهران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط، وتضررت 30 في المئة من حركة تجارتها الخارجية.

وأكّد تقرير لشبكة "أن بي سي نيوز" أنّ عزل روسيا عن هذه المنظومة المصرفية الهامة قد يؤدي إلى إلحاق ضرر فوري بالاقتصاد الروسي، خاصة وأنّ هذا يعني عزل روسيا عن معاملاتها المالية الدولية، بما في ذلك عائدات إنتاج النفط والغاز، والتي تمثل أكثر من 40 في المئة من إيرادات البلاد.

وذكر التقرير أنّ الولايات المتحدة أقنعت من قبل نظام سويفت بطرد إيران، بسبب برنامجها النووي، لكن عزل روسيا قد يضر أيضا باقتصادات دول أخرى مثل ألمانيا.


 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم