"سويفت" تستعد لتنفيذ إجراءات ضدّ بنوك روسية

أعلنت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" يوم السبت أنّها تستعد خلال الأيّام المقبلة لتنفيذ إجراءات جديدة للدول الغربية ضدّ بعض البنوك الروسية.

وأضافت في بيان: "نتواصل مع السلطات الأوروبية لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالكيانات التي ستخضع للإجراءات الجديدة ونستعد للامتثال وفقاً للتعليمات القانونية".
 
وأعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أن بريطانيا وحلفاءها اتخذوا "إجراءً حاسماً" يوم السبت لاستبعاد روسيا من النظام المالي العالمي، من خلال منع بنوكها من استخدام نظام "سويفت" للمدفوعات العالمية بين البنوك.

وأضاف جونسون على "تويتر": "اتخذنا إجراءً حاسماً الليلة مع شركائنا الدوليين لاستبعاد روسيا من النظام المالي العالمي، بما في ذلك الخطوة الأولى المهمة المتمثلة في إخراج البنوك الروسية من نظام سويفت".

بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد تبنّت الدول الغربية حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو رداً على غزوها لأوكرانيا، تشمل خصوصاً استبعاد العديد من البنوك الروسية من نظام "سويفت" المصرفي، حسب ما أعلنت الحكومة الألمانية.
 
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية التي تترأس حالياً منتدى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، إن العقوبات تشمل "كل البنوك الروسية التي سبق أن عاقبها المجتمع الدولي، وبنوكاً أخرى إذا لزم الأمر".

وفقاً لرئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فإن الاتحاد الأوروبي يريد "شل" أصول المصرف المركزي الروسي، كما أكدت ألمانيا أن الدول الغربية اتفقت على قيود إضافية على وصول البنك المركزي الروسي إلى الأسواق.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول أميركي قوله إنّ "روسيا صارت منبوذة اقتصادياً ومالياً على الصعيد الدولي"، وذكر المسؤول أنّ العقوبات على المصرف المركزي الروسي تعني أنّ موسكو "لن تستطيع دعم الروبل"، وأضاف: "الغرب سيلاحق الأوليغارشيين الروس وممتلكاتهم".
 
وكانت روسيا قد خطت خطوات بإنشاء نظام للمبادلات المصرفية خاص بها، تعتمد فيه على 20 في المئة من تحويلاتها المحلية.

وأضاف التقرير أنّ نظام المبادلات المصرفية الروسي قد يوفر لها أرضية للتعاملات المالية مع البنوك في الصين.
 
ما هو نظام "سويفت"؟
يعود تأسس نظام سويفت إلى عام 1973، وقت تأسيس جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، ومقرها في بلجيكا.

يشرف على هذه الجمعية البنك الوطني البلجيكي، بالتعاون مع البنوك المركزي الرئيسية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنكلترا.

ولا يتركز عمل "سويفت" على تحويل الأموال، إنما يعمل كنظام تراسل آمن يربط أكثر من 11000 مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة.

وتكشف أرقام "سويفت" عن إجراء 42 مليون رسالة يومياً في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1,5 في المئة من الحركات المالية عبر "سويفت".

وفي بيان صادر في 2014، قالت منظمة "سويفت" إنّها "جمعية تعاونية عالمية محايدة، وأنّ أيّ قرار بفرض عقوبات على الدول والكيانات يقع على عاتق الهيئات الحكومية المختصة والمشرعين المعنيين".

كيف ستتأثر روسيا في حال عزلها؟
ووفق تقرير نشرته شبكة "سي أن أن" فإنّه في حال عزل روسيا عن نظام "سويفت"، سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، خاصة لمشتري النفط والغاز.

وأضاف أنّه في سابقة دولية تمّ عزل إيران عن نظام "سويفت" في 2012 بعد أن فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وخسرت طهران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط، وتضررت 30 في المئة من حركة تجارتها الخارجية.

وأكّد تقرير لشبكة "أن بي سي نيوز" أنّ عزل روسيا عن هذه المنظومة المصرفية الهامة قد يؤدي إلى إلحاق ضرر فوري بالاقتصاد الروسي، خاصة وأنّ هذا يعني عزل روسيا عن معاملاتها المالية الدولية، بما في ذلك عائدات إنتاج النفط والغاز، والتي تمثل أكثر من 40 في المئة من إيرادات البلاد.

وذكر التقرير أنّ الولايات المتحدة أقنعت من قبل نظام سويفت بطرد إيران، بسبب برنامجها النووي، لكن عزل روسيا قد يضر أيضا باقتصادات دول أخرى مثل ألمانيا.