الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

توقف قناة السويس يعزز الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية

المصدر: "رويترز"
توقف قناة السويس يعزز الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية (تعبيرية - أ ف ب).
توقف قناة السويس يعزز الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
اعتبر محللون أنّ سفينة الحاويات التي جنحت في قناة السويس وأوقفت الملاحة ونقل البضائع عبر الممر المائي ستفرض ضغوطاً على سلاسل الإمداد العالمية التي تعاني جراء انتعاش النشاط الاقتصادي وشح المعروض من حاويات الشحن.

وعلقت سفينة الحاويات "إيفر غيفين"، التي يبلغ طولها 400 متر في القناة، منذ الثلثاء مما عطل مرور حاويات نقل البضائع والمكونات والمعدات عبر أقصر ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا.

يأتي هذا التوقف بينما تشهد الشحنات بالفعل اضطراباً بسبب جائحة كورونا وزيادة الطلب على السلع.

ولا تزال محاولات تعويم السفينة مستمرة، وإن كان خبراء إنقاذ حذروا من أن العملية قد تستغرق أسابيع.

وقالت خدمة المستثمرين في "موديز" إنّ نحو 30 في المئة من حركة نقل الحاويات عالمياً تمر عبر القناة سنوياً. وقد يؤثر توقف الممر التجاري على ما بين 10 و15 في المئة من إجمالي نشاط مناولة الحاويات عالمياً طوال فترة التعطل.

وأضافت في مذكرة: "الطلب الاستهلاكي والصناعي المرتفع، والنقص العالمي في طاقة الحاويات وانخفاض الخدمات التي يمكن التعويل عليها من شركات شحن الحاويات العالمية جعلت سلاسل الإمداد مهددة بشدة حتى من أقل الصدمات الخارجية".

وتابعت: "في هذا السياق لم يكن الحدث ليقع في وقت أسوأ".

وقال جريج نولر من "آي.إتش.إس" ماركت للاستشارات إنّ معدل تشغيل السفن بكامل طاقته على الطريق التجاري بين آسيا وأوروبا بسبب كثافة الطلب من المستوردين الأوروبيين، فيما تواجه المرافئ الأوروبية نقصا في العمالة بسبب الإجراءات المرتبطة بمكافحة جائحة كورونا.

وتخطت الصين الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لأوروبا في 2020 مما يلقي الضوء على علاقات آسيا المهمة بالصناعة والمستهلكين في أوروبا التي هي أيضاً أكبر مقصد لصادرات الصين خارج آسيا.

وأضافت شركة الاستشارات، في مذكرة، أنّ التأخير في عودة الحاويات الفارغة إلى المصّدرين الآسيويين سيفاقم أكثر النقص الحالي في الحاويات.

وأضاقوا أنّ قناة السويس هي أيضاً المسار المفضل للمستوردين الأميركيين للسلع المصنعة مثل الأحذية والملابس من جنوب شرق آسيا والهند.

وربما يتعين على السفن الآن اتخاذ المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما يضيف نحو سبعة إلى عشرة أيام إلى رحلتها.

وقالت خدمة المستثمرين في موديز إنّه نتيجة لذلك، فإنّ قطاعي التصنيع والسيارات الأوروبيين، لا سيما موردي السيارات، سيكونان الأكثر تضرراً.

وشرح المحللون: "حتى إذا تم حل الموقف سريعاً، فإنّ اكتظاظ الموانئ ووقوع المزيد من التأخيرات في سلاسل التوريد المقيدة بالفعل لا مناص منه".

وأضافوا أنّ وسائل النقل البديلة غير مناسبة، إذ أن قدرات الشحن الجوي تعاني شحاً بالفعل بسبب انخفاض حركة السفر الجوي العالمية، بينما النقل بالسكك الحديدية بين أوروبا وآسيا محدود وبالفعل يقترب من طاقته الكاملة.

كان وزير النقل في سنغافورة، أكبر مركز لإعادة الشحن في العالم، قال أمس إنّ توقف الملاحة في قناة السويس قد يحدث اضطراباً مؤقتاً في الإمدادات في المنطقة، وربما يؤدي إلى السحب من المخزونات.

وأشار سوميت أغاروال أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة الوطنية: "وجهة نظري أنّ هذا سيسبب مشاكل للعديد من الدول والصناعات في أنحاء العالم في الأمد القصير".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم