الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العالم مُهدّد بأزمة سلاسل توريد مع الحرب الروسيّة الأوكرانية... هل من انعكاسات على لبنان؟

المصدر: النهار
من آثار الحرب (أ ف ب)
من آثار الحرب (أ ف ب)
A+ A-
 
قامت الشركات الدولية من صناعة السجائر إلى صناعة السيارات وتعبئة المشروبات، بإغلاق الإنتاج في أوكرانيا مع دخول القوات المسلحة الروسية إلى البلاد، ممّا يضع مزيداً من الضغط على سلاسل التوريد العالمية الهشّة.
 
وأوفقت شركة Japan Tobacco Inc عملياتها في مصنع في كريمنشوك في وسط أوكرانيا، حيث يعمل 900 موظف. وأغلقت شركة تعبئة الزجاجات Coca-Cola HBC عملياتها في البلاد وأرسلت الموظفين إلى بلادهم. وانضمّت إليها قائمة من الشركات بما فيها   Carlsberg AS  و Nestle SAو AB InBev Efes.
 
ويضاعف العدوان الروسي في أوكرانيا من الضغوط على سلاسل التوريد التي امتدّت بالفعل بسبب عدوى فيروس كورونا وقيود السفر ونقص المكوّنات الرئيسية مثل الرقائق الدقيقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة المضخات والمكوّنات ITT Inc.، لوكا سيلفا، إنّ نقل البضائع من الصين إلى أوروبا سيتأثر مع مرور الشحنات عبر المنطقة.
 
هل يؤثر انقطاع سلاسل التوريد على لبنان؟
 
أزمة سلاسل التوريد تفاقمت منذ ما قبل تفشّي وباء كورونا، من جرّاء العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب على بعض الدول، ما أدّى إلى إغلاق بعد نقاط التوريد، وبالتالي النقص الحادّ بالمخزون في الولايات المتّحدة مثلاً. لذلك ارتفع الطلب على الشحن البحري وفي حركة الإنتاج، للتعويض عن هذا النقص. 
لكنّ لبنان والدول العربية لا تدخل على خطّ سلاسل التوريد، فلبنان لا يُعدّ من الأسواق الاستهلاكية الكبيرة، وليس لدينا مراكز إنتاج تشكّل جزءًا من سلاسل التوريد العالمية، وفق الخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري. وفي حديثه لـ"النهار"، يشير إلى أنّ "ما يتأثّر به لبنان من أزمة تقطّع سلاسل التوريد، هو ارتفاع أسعار السلع، فعند حلول هذه الأزمة يتراجع حجم البضائع وبالتالي يرتفع سعرها".
  
 
وقد انطلقت موجة جديدة في العالم على المستوى الاقتصادي، كما يشرح الخوري، وهي "موجة التخزين". فالدول تحاول تخزين السلع الاستراتيجيّة، وهذا التخزين سيؤثّر على بلدان عديدة في العالم لا تحظى بقدرة مادية ولا لوجستية للتخزين لبضعة أشهر أو عام، كحال لبنان. ففيما يعاني لبنان من التضخم ومن أزمة في العملة الأجنبية، سيكون غير قادر على مواجهة أزمة كبرى مشابهة، "إذ بينما يشتد التنافس على التخزين عالمياً، لبنان يتبع طريقة التزوّد يوماً بيوم". 
 
 
 
تالياً، بعض تداعيات الحملة العسكرية على القطاعات.
 
أسعار الشحن
رأت بعض الشركات مثل طوكيو مارين هولدنجز إنك، وسوميتومو ميتسوي مارين، وسومبو جابان إنشورنس إنك، أنّ البحر الأسود سيُصنَّف على أنّه منطقة عالية المخاطر اعتباراً من آذار، ومن المحتمل أن يزيد أقساط التأمين لشحن البضائع أو العبور عبر تلك المياه. وأُضيفت المياه الأوكرانية والروسية في البحر الأسود وبحر آزوف في 15 شباط إلى قائمة المناطق المعرَّضة للخطر من قِبل لجنة الحرب المشتركة.
 
النقل بالسكك الحديديّة
لا شكّ في أنّ نقل الإمدادات من الصين إلى أوروبا "سيتأثر بالحرب الدائرة في أوكرانيا". وتميل الشركات بشكل أكبر إلى النقل بالسكك الحديديّة حيث ارتفعت تكاليف شحن البضائع عن طريق البحر بسبب الازدحام في الموانئ أثناء الوباء.
 
إنتاج المواد الغذائية والمشروبات
أعلنت شركة Coca-Cola HBC عن سنّها "خطط طوارئ تشمل وقف الإنتاج في أوكرانيا، وإغلاق مصنعنا ومطالبة الزملاء في البلاد بالبقاء في المنزل واتباع الإرشادات المحلية."
 
كذلك، أوقفت شركة صناعة البيرة الدنماركيةCarlsberg ، التي يعمل بها 1300 عامل في أوكرانيا، عملياتها في اثنين من مصانع الجعة الثلاثة وأرسلت العمال إلى أوطانهم. كما تغلق "نستله"، أكبر شركة أغذية في العالم، ثلاثة مصانع مؤقّتاً، في حين لديها 5000 عامل في البلاد.
 
 
صناعة السيّارات الروسيّة
 
تتوقع مؤسسة Fitch Solutions Country Risk & Industry Research  أن تفرض اليابان والاتّحاد الأوروبيّ "عقوبات واسعة النطاق" على روسيا، ممّا يجعل من "الصعوبة المتزايدة" على شركة Toyota Motor Corp. و Volkswagen AG الألمانية مواصلة العمل في روسيا.
وذكرت "فيتش" أنّ "نتوقع أن يضغط أصحاب المصلحة على الشركات لإعادة النظر في عملياتها".
 
في السياق نفسه، تخاطر عقوبات التكنولوجيا الأميركيّة بتفاقم النقص في الرقائق بين شركات صناعة السيارات في روسيا، والتي تخاطر أيضاً بفقدان إمدادات مكونات السيارات من الاتّحاد الأوروبي، وفقًا للتقرير. وأضافت أنّ الصراع له تداعيات على شركات صناعة السيارات على مستوى العالم أيضاً، لأنّ روسيا واحدة من أكبر منتجي المواد في السيارات الكهربائية، وكذلك السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل.
 
كذلك، تُعدّ روسيا ثالث أكبر مورد للنيكل في بطاريات الليثيوم أيون وتوفر 40 في المئة من البلاديوم، في حين أن حوالي 90 في المئة من إمدادات النيون تأتي من أوكرانيا، وفقاً لوكالة فيتش. لذلك، إنّ اضطرابات تدفّق أي من هذه المواد سيكون له تأثير مكلف على شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم، لاسيّما في أوروبا وأميركا الشماليّة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم