جواد: يمكن استكشاف الغاز اللبناني في 9 أيام من خلال الذكاء الاصطناعي!

من المنتظر أن تبدأ شركة "توتال"، التي تقود تحالفا من 3 شركات (توتال الفرنسية وإيني الإيطالية وقطر للطاقة) أعمال الحفر في شهر أيلول المقبل في الرقعة البحرية رقم 9 في المياه الاقتصادية اللبنانية الحدودية في جنوب البلاد، فيما أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، الشهر الماضي، أن المعلومات تظهر أن حقل الطاقة المزمع البدء باستكشافه في المياه اللبنانية الحدودية مع إسرائيل "واعد جدا".

وفي تطورات الملف، ثمة تصريح لافت لخبير اقتصاديات النفط والغاز فادي جواد الذي قال أنه يمكن استكشاف الغاز اللبناني خلال 9 أيام، وذلك من خلال مقارنته الملف بما حصل مع شركة "مودرنا" عند اختراعها لقاحها الشهير لمكافحة وباء كورونا الذي استغرق يومين بدلا من اشهر، وذلك بإستنادها الى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي استثمرت بها الشركة طوال العقد الماضي. واستكمالا لهذه الثورة التكنولوجية يؤكد جواد أن شركات النفط والغاز تستثمر اكثر واكثر في هذه التكنولوجيا التي اصبحت قادرة على اعطاء نتائج التنقيب خلال 9 ايام بدل من 9 شهور !

ويقول جواد "في السياق، جاء إعلان "شل" البريطانية عن هذه النتائج عبر تعاونها مع شركة "SparkCognition" المختصة بتحليل البيانات الضخمة خلال عمليات التنقيب والإنتاج في أعماق البحار والذي فتح الباب لتسريع عمليات الحفر والاستكشاف وادت الى تقصير مدة الاستكشافات إلى أقل من 9 أيام، بدلا من 9 أشهر". ويضيف "ستقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في "Spark Cognition" بمعالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات الزلزالية والمسوحات السيزامية في عملية البحث عن مكامن نفطية جديدة وستوفر هذه التقنية صورا تحت سطح البحر باستخدام عمليات مسح للمعطيات الزلزالية أقل من السابق بما يساعد على اعطاء نتائج متقدمة ومبهرة".

واعلن جواد عن زيادة هائلة في استثمار الشركات النفطية العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي الذي وصل الى نحو 30 مليار دولار العام الماضي، إذ "ستتيح هده التقنية إختصار الوقت والحصول على نتائج أفضل في جميع مراحل الاستكشاف والتنقيب والانتاج، وهذا ما ستفيد منه البلوكات اللبنانية الثمانية التي ينبغي على الدولة اللبنانية الطلب من مقدمي العروض اعتماد هذه التكنولوجيا وادراجها في تقديم عروضهم كشرط اساسي للتقديم، للتعويض عن الوقت الضائع ومواكبة دول الجوار في الافادة من ثروة حوض شرق المتوسط الغازي".

واعتبر أن ما حدث اليوم هو ثورة سوف تغير وجه صناعة النفط، وعلى لبنان اللحاق بها قبل انخفاض الطلب على الغاز تدريجيا حتى عام 2050، كاشفا ان شركة "شل" تبدي تخوفها من الطاقة البديلة التي ستسيطر على الاسواق الاوروبية، وكذلك من بدائل الغاز التي يعمل على تطويرها بأقل تكلفة وضرر اقل على البيئة".

وإذ دعا جواد الدولة اللبنانية الى المسارعة في تطوير قدراتها المعلوماتية والتعاقدية مع الشركات العالمية "واختصار 12 سنة التي هدرناها في ترسيم الحدود مع قبرص وصولا الى الترسيم الاخير الذي كانت لدينا القدرة على ترسيمه بقدرة الذكاء الاصطناعي"، شدد بأن "لبنان يملك ثورة هيدروكربونية يطغى عليها الغاز بقيمة تقدر بمليارات الدولارات قادرة على تغيير حياة 4 ملايين لبناني في الداخل وخلق بنية تحتية تواكب جيل Z وتقوم بثورة في التركيبة الاقتصادية للسنوات المئة المقبلة، ولا تحتاج منا الا اعتماد هذه المعادلة : القرار - الارادة - العزيمة - سرعة التنفيذ"!

وبرأيه أن التأخير في النتقيب في البلوك رقم 4 مضيعة اضافية للوقت على حساب الطلب العالمي للغاز وكان الاجدى الانطلاق في الحفر في البلوكين 4 و 9 بشكل متوازي"، مبديا تخوفه من تمييع ملف النفط والغاز في لبنان، واننا امام استحقاقين مصيريين في حزيران المقبل عند تلزيم البلوكات الثمانية المتبقية وشهر كانون الاول عند صدور تقرير الحفر للبلوك رقم 9".