الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ديبلوماسية الرهائن"... مديرة "هواوي" تعود إلى الصين بعد اتفاق مع القضاء الأميركي (صور وفيديو)

المصدر: "أ ف ب"
مديرة "هواوي" عند وصولها الصين (أ ف ب).
مديرة "هواوي" عند وصولها الصين (أ ف ب).
A+ A-
عادت المديرة المالية لمجموعة "هواوي" مينغ وانتشو إلى الصين، السبت، بعيد وصول كندييْن أطلقت السلطات الصينية سراحهما إلى بلدهما، ليُسدَل الستار بذلك على خلاف ديبلوماسي مرير وتّر العلاقات بين أوتاوا وبيجينغ على مدى ثلاث سنوات.

واعتُقلت مينغ من جهة، والكنديان -- وهما الديبلوماسي السابق مايكل كوفريغ ورجل الأعمال مايكل سبافور -- من جهة أخرى، لسنوات في إطار خلاف أطلق عليه البعض "ديبلوماسية الرهائن".
 


وصدر قرار إطلاق سراح مينغ، خلال جلسة محكمة في فانكوفر، بعد ثلاث سنوات من وضعها قيد الإقامة الجبرية في كندا حيث واجهت احتمال تسليمها إلى الولايات المتحدة.

ويذكر أنّ مينغ (49 عاماً) هي ابنة مؤسِّس مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي الملياردير رين جينغفي.

وجاء القرار بعد ساعات من إعلان مدّعين في الولايات المتحدة اتفاقاً ينصّ على تعليق ومن ثم إسقاط تهم الاحتيال الموجّهة إليها.

وسارعت بعد ذلك للصعود على متن رحلة متوجّهة إلى مدينة شينزين في طريقها إلى الصين لأول مرة منذ أوقفت في مطار فانكوفر الدولي بطلب من السلطات الأميركية في كانون الأول 2018.

استقبال حار
 
 
واستُقبلت مينغ بحفاوة لدى هبوط طائرتها، إذ وجدت في انتظارها موظفين من هواوي يلوحون بالعلم الصيني ومنحها أحدهم باقة ورد، كما نقل التلفزيون الرسمي "سي سي تي في".

وقالت لهم من على المدرج: "كوني مواطنة عادية، لم يكُن بإمكاني تأمين حريتي بدون دعم بلدي الحبيب، وحب الشعب الصيني"، قبل أن يبدأ الحشد ترداد أغنية وطنية صينية.

وصورت تغطية وسائل الإعلام الحكومية عودة مينغ على أنها انتصار للصين ضد محاولات الولايات المتحدة لكبح نجاحها، وقالت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" إنّه تم الإفراج عنها بفضل "الجهود المتواصلة للحكومة الصينية".

وتجمّع مئات من المستقبلين في صالة الوصول بمطار شنتشن ملوّحين بعلم الصين ورافعين لافتات كتب على إحداها "مرحباً بكِ في الوطن".


في الأثناء، وصل الكنديان اللذان كانا معتقلَين في الصين إلى كالغاري، في غرب كندا، السبت، حيث كان رئيس الوزراء جاستن ترودو في استقبالهما، وفق تسجيلات مصوّرة بثّتها قنوات تلفزيونية.

واعتُقل الكنديان بعد أيام من توقيف مينغ بتهم تجسس اعتبرتها أوتاوا "ملفّقة".

من جهتها، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ أنّ اعتقال مينغ وانتشو كان يندرج في إطار "الاضطهاد السياسي لمواطنة صينية".

وقالت: "تهمة ما يسمى (الاحتيال) الموجّهة لمينغ وانتشو مفبركة تماماً"، وفق ما نقلت عنها شبكة "سي سي تي في".

"أميرة هواوي"
 
 
يزيل حل القضية عثرة في طريق العلاقات بين بيجينغ وواشنطن وأوتاوا، بعدما اتّهمت بيجينغ الأميركيين بشنّ حملة على رمز صيني كبير في قطاع التكنولوجيا.

كما اتّهمت أوتاوا بالتحرّك نيابة عن واشنطن عبر توقيف مينغ واحتجازها، وهي معروفة في أوساط هواوي بـ"أميرة" الشركة ورئيستها المحتملة مستقبلاً.

واتّهمت واشنطن مينغ بالاحتيال وخداع مصرف "إتش إس بي سي" مشيرة إلى أنها حاولت إخفاء قيام فرع "سكاي كوم" التابع لهواوي بانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

لكن مدّعين أميركيين اكتفوا الجمعة بموافقة مينغ على "بيان حقائق" مرتبط بالقضية.

ووافقوا في المقابل على إرجاء التهم حتى العام 2022 ومن ثم إسقاطها إذا التزمت مينغ بنود الاتفاق.

وفي الصين، حُذفت من الإنترنت الأنباء المرتبطة بموافقة مينغ على "بيان الحقائق".

وعلّق استاذ العلوم السياسية في جامعة "هونغ كونغ بابتيست" جان-بيار كابيستان على التطورات الأخيرة بالقول: "أعتقد أن الصين ستحوّل... إطلاق سراح مينغ وانتشو إلى انتصار ديبلوماسي كبير".

ولفت إلى أنّ الحكومة ستؤسس لحملة دعائية "لتجاهل الاتهامات الموجّهة ضدّها والإيهام أنها اتّهمت خطأ بجرائم لم ترتكبها قط".

"ديبلوماسية الرهائن"
 
 
وجاءت التهم وتوقيف مينغ في إطار حملة أوسع ضد هواوي، التي تتهمها الولايات المتحدة بالارتباط بالحكومة والجيش والصينيين، وهو أمر تنفيه المجموعة.

وأفادت الشركة بأنّها "ستواصل الدفاع عن نفسها ضد الاتهامات" في المحاكم الأميركية.

وَسَعت أوتاوا العالقة بين الطرفين لحشد دعم حلفائها بما في ذلك واشنطن للضغط على بكين من أجل الإفراج عن الكنديين.

وجرت محاكمتهما في آذار. وفي آب، حكم على سبافور بالسجن 11 عاماً فيما لم يصدر أي قرار بشأن قضية كوفريغ.

وقالت الأستاذة المساعدة المتخصصة في العلوم السياسية في جامعة تورونتو لينيت أونغ: "أصرّت بيجينغ طوال هذه المدة على أن القضية ليست ديبلوماسية رهائن، لكنهم الآن أوضحوا بلا لبس بأنها عملية تبادل رهائن".

وأضافت: "أعتقد أن ما حصل يرسل على الأرجح الدرس الخاطئ للصين -- بأنّ ديبلوماسية الرهائن مفيدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم