كيف يمكن لروسيا استخدام العملة المشفرة لتجنّب العقوبات الأميركية؟

بعد سلسلة عقوبات غربية على روسيا من جراء شنّها حملة عسكرية على أوكرانيا، تحاول روسيا التصدّي بقوة لهذه العقوبات عبر طرق عديدة. إذ حصّنت اقتصادها التقليدي لمثل هكذا لحظات. لكن ماذا لو كان للعملات المشفَّرة دور في صدّ العقوبات الأميركية هذه؟
 
ورد في مقال نشرته وكالة "بلومبرغ"، أنّ الخبراء يرون أنّه من المحتمل أن يخفّف القلة من المليارديرات المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من آثار العقوبات بفضل العملة المشفَّرة. فالطبيعة اللامركزية للعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم، تتيح للحكومات والكيانات غير الحكومية على حد سواء الاستفادة من المعاملات من نظير إلى نظير، بغض النظر عمّا إذا كانت معزولة عن الخدمات المصرفية التقليدية.
وأكّد ماثيو سيجل، مدير الاستثمار في VanEck  لـ"بلومبرغ"، أنّ "لن يواجه أي من الدكتاتوريين ولا نشطاء حقوق الإنسان أي رقابة على شبكة البيتكوين".
 
وتعتمد العملات المشفَّرة، وهي أصول رقمية تستخدم التشفير لإخفاء مستخدميها، على تقنية blockchain (سلاسل الكتل)، بحيث يتم تخزين البيانات بطريقة تتيح للمستخدمين اعتماد أسماء مستعارة. ويتم إرفاق هذه الأسماء المستعارة بـ "محافظ" رقمية تُستخدم للتعامل مع العملات المشفرة. وإذا ما تم تحديد مالك المحفظة، يمكنه ببساطة تداول العملات المشفرة باستخدام محفظة أخرى، والتي يمكن فتحها بسهولة تامة.
 
لهذا السبب أصبحت العملات الرقمية هي الطريقة المفضلة لغسيل الأموال من قِبل بعض المجرمين الدوليين. واعتمدت الحكومات الأخرى التي كانت هدفاً للعقوبات، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية، على العملة الرقمية، للتخفيف من آثارها.
وفيما تحتاج العملات الورقية، مثل الدولار والين واليورو، إلى الانتقال من خلال مؤسسات تابعة لجهات خارجية يمكنها تتبّعها، يمكن إرسال العملات المشفرة من شخص إلى آخر دون أي قيود.
 
من جانبه، رأى الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية Quantum Economics ماتي جرينسبان، أنّه إذا ما أراد شخصان أو منظمتان التعامل مع بعضهما البعض ولم يكن بإمكانهما القيام بذلك من خلال البنوك، فيمكنهما فعل ذلك باستخدام البيتكوين". وإذا كان شخص ثري قلق من أن تُجمّد حساباته بسبب العقوبات، فيمكنه ببساطة الاحتفاظ بثروته في عملة البيتكوين من أجل الحماية من مثل هذه الإجراءا."
 
حتى الآن، كانت السلطات الروسية فاترة تجاه العملات المشفرة خوفًا من أن يؤدي منح المواطنين وسيلة أخرى للمعاملات المالية إلى إضعاف قبضة الحكومة على السياسة النقدية المحلية. وهناك خلافاً داخلياً روسياً حول أفضل طريقة لتنظيم العملة المشفرة، والتي يعتبرها البنك المركزي في موسكو مخططاً هرمياً.
 
في أكتوبر 2020، أعلن البنك المركزي الروسي أنّه سيخلق "روبل رقمي" جديد من شأنه أن يجعل اقتصاده أقل اعتماداً على الدولار الأمريكي. وأنشأت الصين، الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، عملتها الرقمية الخاصة بالفعل. وتم الإبلاغ عن 17 مليون روسي بارع في استخدام الإنترنت، يمتلكون ما قيمته 23 مليار دولار من العملات المشفرة.