السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

برميل النفط يتجاوز 100 دولار والأسهم تخسر بعد الهجوم الروسي ضدّ أوكرانيا

المصدر: "أ ف ب"
استخراج النفط (تعبيرية- أ ف ب).
استخراج النفط (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
تجاوزت أسعار النفط عتبة المئة دولار للبرميل مترافقة مع تراجع حاد في عدد من أسواق الأسهم العالمية، بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء "عملية عسكرية" ضدّ أوكرانيا.

وتخطى سعر برميل النفط عتبة المئة دولار للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات. وسجّل سعر برميل برنت 100,04 دولار، مع تنامي المخاوف بشأن حرب واسعة النطاق في أوروبا الشرقية.

وعانت أسواق الأسهم طوال الأيّام الماضية من آثار التوتر المتصاعد بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى. وبلغ التوتر ذروته فجر الخميس، مع إعلان الرئيس الروسي بدء عملية عسكرية ضدّ جارته الشرقية، في خطوة استدعت سريعاً مواقف غربية مندّدة، خصوصاً من الولايات المتحدة.

وبعد ساعات من بدء الهجوم، تجاوزت أسعار النفط عتبة المئة دولار للبرميل للمرّة الأولى منذ أيلول 2014.

وقال المتخصص في الموادّ الأولية لدى مصرف "آي أن جي" الهولندي وارن باترسون إنّ "سوق النفط ستترقب الآن ما سيكون عليه ردّ الدول الغربية على الخطوات الروسية الأخيرة".

وأضاف "سنرى على الأرجح اضطراباً أكبر في السوق"، بعدما سبق لأطراف عدّة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اعلان عقوبات على روسيا في الأيّام الماضية مع تصاعد التوتر بشأن كييف.

وتُعدّ روسيا من أبرز الدول المنتجة للنفط، وهي ضمن تحالف دول "أوبك+" الذي يضمّ أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وأطراف من خارجها.

وتوقع المحلل في مصرف "ناشونال أوستراليا بنك" تاباس ستريكلاند أن تؤدي التوترات بين روسيا وأوكرانيا "إلى صدمة على صعيد الطلب (بالنسبة إلى أوروبا)، والأهمّ صدمة أكبر على صعيد العرض بالنسبة إلى بقية العالم نظراً إلى أهمية روسيا وأوكرانيا في مجال توفير الطاقة والسلع الأخرى".


ألمنيوم وبورصات
انعكس بدء العملية العسكرية سريعاً على سعر الألمنيوم الذي تعدّ روسيا الدولة الرئيسية المنتجة له عالمياً.

وبلغ سعر هذا المعدن الصناعي مستوى قياسياً اليوم هو 3382,50 دولاراً للطن متجاوزاً المستوى القياسي السابق (3380,15 دولاراً) الذي سجّله في تموز 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.

إلى ذلك، زاد الاقبال على المعادن الثمينة والاستثمارات "الآمنة".

فقد حقق الذهب أعلى قيمة له منذ كانون الثاني 2021، بينما عزز الين الياباني موقعه إزاء الدولار الأميركي، وبلغ الفرنك السويسري أعلى قيمة له منذ خمسة أعوام إزاء اليورو العملة الأوروبية الموحدة.

وفي سوق العملات، كسب الدولار الأميركي تسعة في المئة أمام الروبل الروسي الذي عانى في الآونة الأخيرة من آثار التوتر، وصولاً إلى إعلان واشنطن والعديد من الدول الغربية في الأيّام الماضية، فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وسارع المصرف المركزي الروسي إلى الإعلان عن تدخله في سوق القطع من أجل ضمان استقرار العملية المحلية.

وأوضح في بيان: "من أجل ضمان استقرار الوضع في السوق المالية قرر بنك روسيا التدخل في سوق العملات الأجنبية"، مشيراً إلى أنّه وغيره من المؤسسات المالية المحلية "لديها خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات". 

وانعكست الأزمة المتصاعدة سلباً على أسواق الأسهم في أوروبا والعالم. فقد أعلنت بورصة موسكو اليوم تعليق التداول "في كل الأسواق" على أن يتمّ استئنافه "في وقت لاحق"، بعد تراجعها بنسبة 14 في المئة في الساعات الأولى.

من جهتها، سجّلت البورصات الأوروبية تراجعاً حادّاً مع بدء التداولات. وعند الساعة 08:15 توقيت غرينتش، كانت بورصة لندن متراجعة بنسبة 2,5 في المئة، وفرانكفورت بنسبة 3,7، وباريس 3,1، علماً بأنّ البورصتين الألمانية والفرنسية سجلتا تراجعاً بأكثر من أربعة في المئة عند بدء التداولات.

وقالت المحللة في "سويس كوت" إيبك أوكارديسكايا إنّ ما يحصل حالياً هو "ذعر في الأسواق".

وكانت أكبر الشركات الخاسرة في الأسواق الأوروبية، تلك التي تحظى بحضور في موسكو، مثل "إفراز" الروسية لانتاج الصلب التي خسرت 26 في المئة من قيمة أسهمها في بورصة لندن، بينما سجّل تراجع بنسبة 8,3 في المئة في أسهم صانع السيارات الفرنسي "رينو" نظرا لامتلاكه حصة في "أفتوفاز" الروسية.

ولم يقتصر التراجع على بورصات روسيا وأوروبا، اذ تراجعت أسواق الأسهم في هونغ كونغ وسيدني الأوسترالية وسنغافورة بثلاثة في المئة على الأقل، بينما انخفضت سيول ومومباي وتايبه ومانيلا بأكثر من اثنين في المئة.

وفي الصين، تراجعت بورصة شنغهاي بأكثر من 1,7 في المئة، في حين خسر مؤشر "شنزين" 2,36 في المئة من قيمته.
 
كما أنهى مؤشر "نيكاي" في طوكيو تداولات اليوم متراجعاً بنسبة 1,81 في المئة، وأقفل عند أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني 2020.

وقال المحلل في "تويو سيكيوريتيز" هيروفومي ياماموتو لـ"فرانس برس" إنّ إعلان بوتين بدء العملية العسكرية "سرّع أوامر بيع الأسهم" في طوكيو.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم