الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الهروب إلى الذهب... كيف يُفسَّر ارتفاع سعره بالتزامن مع الحرب الأوكرانية؟

المصدر: النهار
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
قفزت أسعار الذهب بأكثر من 2 في المئة إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام، إذ أقبل المستثمرون على الملاذات الآمنة بعد بدء غزو قوات روسية لأوكرانيا. وكان سعر الذهب قد بدأ بالارتفاع مع اشتعال التوترات بين البلدين في الفترة التي سبقت الغزو، إذ تحوّل المستثمرون في الأصول النقدية وفي العملات الرقمية إلى الاستثمار في الذهب قبل بدء الحرب. لكن ما الذي يدفع بالمستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب خلال الأزمات والحروب؟
 
المعدن وخصوصاً الأصفر منه يُعتبر ملاذاً آمناً تاريخياً. فخلال الأزمات، يرتفع سعره لسبب رئيسي، أنّ المعدن لا يموّل الحروب، بينما العملات تموّلها". هذا ما يؤكّده الخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري، خلال حديث لـ"النهار".
 
فالدول التي تدخل في الحروب، تضطرّ إلى تعديل سياساتها النقدية لتمويل الحرب، وهذا التمويل يتم عبر العملات النقدية. لكن هذا الأمر لا ينطبق على المعادن كونها لا تخضع للسياسات النقدية.
 
بالتالي، المستثمِر يعتقد أنّ القدرة على المناورة بسعر الأصول التبادلية، غير موجود في المعادن، لذلك الملاذات الآمنة هي ملجأ المستثمِر خلال الأزمة.
 
إضافة إلى سبب آخر وهو ثبات فكرة الذهب في عقول الناس عبر التاريخ، كقيمة ثابتة.
 
ارتفاع سعر الذهب حالياً هو "رد فعل سلوكي لدى المدّخرين والمستثمرين لتشكيل محافظهم بأصول من الملاذات الآمنة"، وفق شرح الخوري.
 
إلا أنّ الرساميل لا تتّجه بأكملها إلى الملاذات الآمنة، فالمحفظة الاستثمارية والمحفظة الادخارية، تتشكّل بناءً على الدمج بين أصول متعدّدة تؤمن تخفيض عنصر المخاطرة.
وفي هذه الظروف، "يكبر جزء المحفظة المتعلِّق بالملاذات الآمنة، ويكبر أكثر"، أمام الأصول بالعملات الرقمية لرفع الربحية الخطيرة جداً، والأصول الأخرى كالنفط والحبوب التي ترتفع أسعارها أيضاً.
 
لذلك أمام جميع هذه المخاطر، يبقى الاستثمار في الذهب والمعادن هو الأكثر أماناً.
 
وبحسب الخوري، "السوق العالمية اليوم هي طاحونة"، وما يقوم به المستثمِر في العملات الرقمية هو المسار نفسه في إدارة المحفظة. فللعملات الرقمية مردود عالٍ لكن مخاطرها عالية كذلك. فهذه الأصول اليوم مضطرة لأن توازن نفسها في الملاذات الآمنة تفادياً لانهيار واسع في المحفظة.
 
أمّا محلياً، فانعكاس ارتفاع الذهب عالمياً هو "جيد لصالح محفظة الذهب الموجودة لدى مصرف لبنان، ما يرفع من قيمة الأصول بالذهب، ولا تأثير لهذا الارتفاع على الاقتصاد المحلي"، برأي الخوري.
 
وعلى ما أورد موقع "coin desk" الأسبوع الماضي، قال كبير محلّلي السوق فيOanda، إدوارد مويا، "قبل شهر، لم يكن أحد يرغب في مسّ الذهب، والآن أصبح الذهب فجأة هو نجم هذا الشهر. والآن، يتدافع المستثمرون بحثاً عن ملاذات آمنة مع اشتداد المخاطر الجيوسياسيّة وتنامي المخاوف من إفراط البنوك المركزية في التشدّد بالسياسة النقدية".
وبحلول الساعة 06:11 بتوقيت غرينتش صعد الذهب في المعاملات الفورية 1.7% إلى 1939,97 دولاراً للأونصة بعد بلوغ أعلى مستوياته منذ كانون الثاني 2021 عند 1948,77 دولاراً للأونصة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.8% إلى 1943,90 دولاراً للأونصة.
 
وكان الذهب قد ارتفع في أوقات الاضطرابات، بنحو 8% منذ بداية شباط مع تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على شهية المخاطرة. ويتّجه المعدن النفيس صوب تسجيل أفضل أداء شهري منذ تموز 2020.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم