التقرير الأسبوعي لبنك عوده: ازدياد الضغوط على سعر الصرف عشية تحرير منصة "صيرفة" بشكل كامل من أعباء فاتورة البنزين

في ظل الجمود في ملف التأليف الحكومي ومع تصاعد حدّة الخطاب السياسي مع بداية العد العكسي للاستحقاق الرئاسي، ووسط توجّه عام من قبل مصرف لبنان لتحرير كامل لمنصة "صيرفة" من أعباء تمويل استيراد البنزين بداية الأسبوع المقبل، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تراجعاً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، وواصلت أسعار سندات اليورونوندز اللبنانية هبوطها الحر،ّ بينما عكست سوق الأسهم مسلكها التراجعي الذي استمر لأسابيع ثلاثة، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، عاد سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليكسر حاجز الـ35000 ل.ل. هذا الأسبوع في ظل تلبّد المشهد السياسي وعلى وقع قرار مصرف لبنان بشأن خفض النسبة التي سيؤمنها عبر منصة "صيرفة" لسداد فاتورة البنزين إلى 20%، ناهيك عن النزيف المستمر في الاحتياطيات السائلة لمصرف لبنان من النقد الأجنبي إلى ما دون الـ10 مليار دولار. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية عند أدنى مستوياتها حيث تراوحت بين 5.88 و6.50 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة في ظل المسار الشاق أمام السلطات لوضع لبنان على سكة الإصلاح والنهوض. وفي سوق الأسهم، سجل مؤشر الأسعار ارتفاعاً نسبته 1.0% بعد ثلاث أسابيع من عمليات جني الأرباح، بينما تقلصت أحجام التداول بنسبة 12% أسبوعياً علماً أن أسهم "سوليدير" لا تزال تنال حصة الأسد من النشاط.

الأسواق
في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة في حدود 8% في سوق النقد هذا الأسبوع. توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 25 آب 2022 أن الودائع المصرفية المقيمة سجلت تقلصاً كبيراً للأسبوع الثاني على التوالي بقيمة 1623 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل رئيسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 1387 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 1655 مليار ليرة وارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 268 مليار ليرة، بينما تراجعت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 236 مليار ليرة (أي ما يعادل 157 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً لافتاً بقيمة 1157 مليار ليرة أسبوعياً، وسط تراجع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 394 مليار ليرة وزيادة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 860 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 8 أيلول 2022 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 1 أيلول 2022 اكتتابات بنحو 604 مليار ليرة، كانت من حصة مصرف لبنان بالكامل وتوزعت كالتالي: 25 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر و579 مليار ليرة في فئة السنة و42 مليون ليرة في فئة الخمس سنوات، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 138 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 466 مليار ليرة. وعلى المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022 زهاء 10246 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة السنة على 31.9% منه، تلتها فئة السنتين بنسبة 18.7%، ففئة الستة أشهر بنسبة 17.3% وفئة الثلاث سنوات بنسبة 15.7%، وفئة العشر سنوات بنسبة 8.2%، وفئة الخمس سنوات بنسبة 4.1%، وأخيراً فئة الثلاثة أشهر بنسبة 4.0%. في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 8071 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 2175 مليار ليرة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022.

في سوق القطع: عاد سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليتجاوز عتبة الـ35000 ل.ل. هذا الأسبوع حيث بلغ 35200 ل.ل.-35250 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 34500 ل.ل.-34600 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، في ظل استمرار أزمة التشكيل الحكومي وارتفاع حدّة الخطاب السياسي مع انطلاق المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، وعلى وقع قرار مصرف لبنان بشأن خفض النسبة التي سيؤمنها عبر منصة "صيرفة" لسداد فاتورة استيراد البنزين من 40% إلى 20%. في هذا السياق، يجدر الذكر أن مصرف لبنان كان قد بدأ أواخر شهر تموز 2022 في سياسة خفض تمويله للفاتورة الاستيرادية للبنزين عبر منصة "صيرفة" بنسبة 15% أسبوعياً وسط توجه لتحرير المنصة بشكل كامل من أعباء هذه الفاتورة في الأسبوع المقبل. تلازماً، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصةSayrafa تراوح بين 28000 ل.ل. و28200 ل.ل. بين 5 و9 أيلول 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة، وهو يقارن مع سعر 27200 ل.ل.-27600 ل.ل. في الأسبوع السابق.

في سوق الأسهم: عكست بورصة بيروت هذا الأسبوع مسلكها التراجعي والذي استمر لثلاثة أسابيع متتالية، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 1.0%. وقد قادت أسهم "سوليدير ب" الأسعار صعوداً في البورصة هذا الأسبوع، حيث قفزت أسعارها بنسبة 8.1% إلى 51.35 دولار، تلتها أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2008" +8.0% إلى 26.99 دولار)، فإيصالات إيداع بنك عوده +5.7% إلى 1.49 دولار، وأسهم سوليدير "أ" (+5.0% إلى 51.70 دولار). في المقابل، تراجعت أسعار "هولسيم لبنان" بنسبة 1.6% إلى 30.50 دولار. واستقرت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" على 0.64 دولار. وبقيت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" ثابتة عند 2.50 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت بنسبة 11.6% أسبوعياً لتبلغ زهاء 7.7 مليون دولار، علماً أن أسهم "سوليدير" استحوذت على غالبية النشاط (94.2%). في هذا السياق، يجدر الذكر أن أحجام التداول في بورصة بيروت زادت بنسبة 14.3% سنوياً خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022 لتبلغ زهاء 278 مليون دولار، في حين ارتفعت القيمة الترسملية بنسبة 27% بين آب 2021 وآب 2022. عليه، بلغ معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول السنوي إلى الرسملة السوقية، نسبة قدرها 3.0% في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022، مقابل معدل دوران نسبته 3.4% في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2021.

سوق سندات اليوروبوندز: مع استمرار الشلل الحكومي ومع بدء العد العكسي للاستحقاق الرئاسي، وفي ظل الطريق الشائك أمام السلطات اللبنانية لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة من صندوق النقد الدولي لتأمين الدعم الدولي المرجو ووضع لبنان على سكة التعافي، شهدت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية استمراراً للهبوط الحرّ في الأسعار. إذ سجّلت سندات الدين الحكومية التي تستحق بين العام 2020 والعام 2037 تقلصات أسبوعية في الأسعار بين 0.13 دولار و0.38 دولار لتتراوح بين 5.88 و6.50 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 6.0-6.63 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. أما على المستوى التراكمي، فتكون السندات السيادية قد سجلت تقلصات إضافية في الأسعار بنحو 3.63 دولار إلى 4.13 دولار منذ بداية العام 2022.