التقرير الأسبوعي لبنك عوده: الأسواق المالية اللبنانية تترقب تحديات التشريع بعد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد

بعد التوصل إلى "اتفاق على مستوى الخبراء" مع صندوق النقد الدولي حول السياسات الاقتصادية والذي على أهميته في سبر طريق الإصلاح يبقى مرهوناً بموافقة مجلس إدارة الصندوق بعد قيام الجانب اللبناني بتلبية المتطلبات الأساسية للصندوق وإصدار تشريعات القوانين الإصلاحية الأساسية والملحّة، وبينما التدابير الاستثنائية لمصرف لبنان والتي تجيز للمصارف شراء الدولار النقدي من المركزي على سعر منصة Sayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها دون سقف محدد تبقى سارية المفعول حتى نهاية نيسان 2022، شهدت الأسواق المالية اللبنانية في نهاية هذا الأسبوع تحركات في سعر صرف الدولار في السوق السوداء ضمن هوامش ضيقة، فيما سجّلت سوق سندات اليوروبوندز زيادات في الأسعار على طول منحنى المردود، وواصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي للأسبوع الثالث على التوالي، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.

 

في التفاصيل، لامس سعر صرف الدولار يوم الجمعة الـ24000 ل.ل. بعد أن كان قد أقفل على 23700 ل.ل.-23750 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق وسط ترقب للطريق الشاق الذي على السلطات اللبنانية أن تسلكه من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي مع الصندوق. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، زادت أسعار سندات الدين السيادية بمقدار 0.50 دولار إلى 1.0 دولار أسبوعياً لتصل إلى 11.63-12.63 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة. وفي ما يخص سوق الأسهم، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 2.7%، كما زادت أحجام التداول بنسبة 12% أسبوعياً.

 

 

في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية تفوق الـ30% هذا الأسبوع في ظل الشحّ الكبير في السيولة النقدية بالليرة اللبنانية والناتج عن استمرار العمل بالتدابير الاستثنائية لمصرف لبنان. إلى ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 24 آذار 2022 تقلصاً في الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 821 مليار ليرة.

 

ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 485 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 196 مليار ليرة وتقلص في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 289 مليار ليرة، كما انخفضت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 336 مليار ليرة (أي ما يعادل 223 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.). غير أن الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) سجلّت اتساعاً قيمته 382 مليار ليرة أسبوعياً في ظل ارتفاع حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 985 مليار ليرة وزيادة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 217 مليار ليرة.

 

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 7 نيسان 2022 اكتتابات في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة السنتين (بمردود 5.0%) وفئة العشر سنوات (بمردود 7.0%).

 

من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 31 آذار 2022 اكتتابات بقيمة 117 مليار ليرة تم اكتتابها بالكامل من قبل مصرف لبنان وتوزعت كالتالي: 13 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) و24 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50%) و80 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 264 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 147 مليار ليرة.

 

على المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات في الفصل الأول من العام 2022 زهاء 3573 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة الثلاث سنوات على 25.5% منه، تلتها فئة الستة أشهر بنسبة 22.3%، ففئة السنة بنسبة 19.1%، وفئة العشر سنوات بنسبة 11.7%، وفئة الخمس سنوات بنسبة 10.2%، بينما نالت فئتا الثلاثة أشهر والسنتين النسبة المتبقية البالغة 11.2%. في المقابل، ظهرت استحقاقات أكبر بقيمة 4529 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 956 مليار ليرة في الفصل الأول من العام 2022.

 

في سوق القطع: لم تترك الأنباء حول توصل لبنان إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي بشأن السياسات الاقتصادية أصداءً إيجابية لافتة في السوق الموازية لتداول العملات، وسط ترقب حذر للتحديات الجمّة التي تواجهها السلطات اللبنانية من أجل تلبية المتطلبات الأساسية للصندوق مالياً ومصرفياً ونقدياً، في حين يستمر سريان مفعول التدابير الاستثنائية لدى مصرف لبنان والتي تجيز للمصارف شراء الدولار النقدي من المركزي على سعر منصةSayrafa مقابل الليرات التي بحوزتها ولدى عملائها دون سقف محدد نهاية نيسان الحالي.

 

في هذا السياق، لامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء الـ24000 ل.ل. في نهاية هذا الأسبوع بعد أن كان قد أقفل على 23700 ل.ل.-23750 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. توازياً، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصة Sayrafa تراوح بين 22100 ل.ل. و22200 ل.ل. بين 4 نيسان 2022 و7 نيسان 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

 

في سوق الأسهم: ظلت بورصة بيروت تسلك مسلكاً تصاعدياً للأسبوع الثالث على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 2.7%، بدعم من زيادات في أسعار أسهم "سوليدير". فمن أصل 7 أسهم تم تداولها هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار ثلاثة أسهم، بينما تراجعت أسعار ثلاثة أسهم وظل سعر سهم واحد مستقراً.

 

في التفاصيل، قادت أسهم "سوليدير ب" الأسعار صعوداً في بورصة بيروت هذا الأسبوع، حيث قفزت أسعارها بنسبة 4.7% إلى 34.08 دولار، تلتها أسهم "سوليدير أ" بنسبة +3.4% إلى 33.57 دولار، فأسهم الإسمنت الأبيض اسمي بنسبة +1.7% إلى 6.71 دولار. في المقابل، انخفضت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 9.1% إلى 3.0 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة -6.0% إلى 3.11 دولار، فأسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة -1.2% إلى 0.80 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" مستقرة عند 1.81 دولار.

 

على صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية بنسبة 12.2% أسبوعياً لتبلغ زهاء 7.9 مليون دولار، علماً أن "سوليدير" استحوذت على غالبية النشاط بنسبة 92%.

سوق سندات اليوروبوندز: تلقفت سوق سندات اليوروبوندز اللبنانية بإيجابية الأنباء حول توصّل لبنان إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي حول السياسات الاقتصادية، على أمل أن يفسح ذلك المجال أمام المفاوضات مع حاملي السندات. في التفاصيل، سجّلت الأوراق السيادية زيادات أسبوعية في الأسعار على طول منحنى المردود تراوحت بين 0.50 دولار و1.0 دولار.

 

عليه، بلغت أسعار سندات الدين الحكومية 11.63-12.63 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 10.88 -12.0 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. على المستوى التراكمي، تكون سندات اليوروبوندز اللبنانية قد سجلت زيادات في الأسعار تراوحت بين 1.0 دولار و1.50 دولار منذ بداية العام 2022.