الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أسواق بعلبك تكاد تخلو من روّادها في شهر رمضان... أسعار الخضراوات تُحلّق والرقابة غائبة (صور)

المصدر: بعلبك- "النهار"
أنواع مختلفة من الخضراوات (نبيل إسماعيل).
أنواع مختلفة من الخضراوات (نبيل إسماعيل).
A+ A-
وسام إسماعيل

على غير عادتها في كلّ عام، تكاد الأسواق والمراكز التجارية في مدينة بعلبك تكون شبه خالية من المتبضّعين، إذ عادة ما تشهد ازدحاماً بالمتبضّعين مع حلول الموسم السنويّ. حالة من الركود الاقتصادي غير مسبوقة تعيشها أسواق المدينة، وضعف شديد في إقبال المواطنين على الاستهلاك، بسبب نار الأسعار، التي أشعلها جشع التجّار، وسعيهم للحصول على الأرباح الوفيرة بشكل غير مسبوق. ولم يحُل شهر رمضان، وهو شهر الرحمة، دون استسلام التجّار لطمعهم، إذ أصبحت أسعار الخضراوات مضاعفة، فلم يرحموا الحاجة إليها في الأطباق الرمضانيّة، ولا همّ ترفّقوا بالمواطنين والصائمين في أسعار اللحوم وكلّ السلع بمختلف أنواعها.

تاجر الخضراوات أبو رهف اعتبر أنّ السوق تشهد ارتفاعاً واضحاً، وصل إلى ما يزيد عن الـ50 في المئة في جميع الأصناف، في مسلسل تصاعدي للأسعار منذ ما قبل شهر رمضان.
على سبيل المثال، كان قبل أسبوع واحد من شهر رمضان سعر الكيلو الواحد من الخيار 18 ألف ليرة، فأصبح 35 ألف ليرة. وارتفع سعر البندورة من 15 ألف ليرة إلى 35 ألف ليرة...فأين رقابة الوزارات على الأسعار والأسواق؟ ولِمَ لا تضبط الارتفاع في أسعار الخضراوات؟
 

بدورها، زينب ناصرالدين، وهي أمّ لثلاثة أولاد، صرخت لدى سماعها حديثنا عن الأسعار، وقالت: "يكفينا ذلّاً. الله لا يوفقن ما عم نقدر نطعمي أولادنا، وحرمونا من كل شي. جاط الفتوش اليومي يحتاج إلى 130 ألف ليرة، وزوجي بيقبض 50 ألفاً في اليوم، فكيف بدنا نعيش. بدلاً من أن ينزلوا بنا الرحمة في هذا الشهر الكريم يستغلّون جوعنا وعطشنا، والدولة غائبة ولا رقابة، وجلّ همّهم الانتخابات والحفاظ على كراسيهم. فأين وزارة الصناعة والتجارة في حماية المستهلك؟".

يؤكّد الأمين العام للعلاقات العامة في اتحاد النقابات الزراعيّة في لبنان الحاج علي شومان أن عدم نضوج موسم الخضراوات في سهل البقاع، وهو الذي يلبّي النسبة الأكبر من حاجة السوق المحليّة، كان عاملاً اضافياً. وقد تأخّر فصل الشتاء، وسُجّل انخفاضٌ غير مسبوق في درجات الحرارة طوال الأشهر الماضية، خصوصاً في شهري شباط وآذار. وأمام هذا المحصول الزراعيّ البقاعيّ كي ينضج ويدخل السّوق قرابة 20 يوماً في أقلّ تقدير، وعندها يستطيع تأمين التغذية الكاملة للسوق اللبنانية بالمنتجات الزراعية على اختلاف أنواعها.
 
 

 
من هنا، سنشهد تراجعاً ملحوظاً في الأسعار، بنسبة 50 في المئة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حين تتوافر الكمّيات، وتُلبّي حاجة السّوق.

وعزا شومان المشكلة إلى سبب آخر ، خصوصاً في مجال الخضراوات، ألا وهو تكلفة النقل العالية؛ فالاعتماد اليوم يقوم على مناطق عكار والساحل، التي ليس بمقدورها أن تغطّي سوى 30 في المئة من السوق المحليّة. لذلك كان الاستيراد للخضراوات السورية البديلة  لتحسب تكلفة النقل وغيرها.
 

وعن دور الدولة اللبنانية، يؤكّد شومان أنّها غائبة عن هذا القطاع الأساسي، ويسأل عن قدرة الصمود لدى المزارع اللبناني في وجه ارتفاع باهظ غير مسبوق في تاريخ لبنان من جهة تكلفة الأسمدة والمحروقات واليد العاملة.

ويرى أنّ من أهمّ الخطوات لمعالجة الغلاء المستشري هو وقوف الدولة إلى جانب المزارع، على غرار دول العالم. وخير مثال على ذلك الدولة السورية، التي بالرغم من كلّ الحروب والدمار والانهيارات أبقت دعم المزارع، في أولوياتها، فهو هو العصب الحيوي لكلّ اقتصادات العالم.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم