اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بين سندان سماسرة المواسم ومطرقة ارتفاع تكلفة الإنتاج... معاناة المزارع مستمرّة
06-09-2022 | 12:18
المصدر: "النهار"
عكار - ميشال حلاق
يسابق مزارعو التفاح في محافظة عكار مصير مواسمهم لهذا العام مع إنتاج نوعيّ وجيّد جداً ووفير وتخوّف كبير من عدم قدرتهم على تصريف إنتاجهم المقدّر لهذا العام بنحو مليون و200 ألف صندوق (سعة الصندوق ما بين الـ20 والـ25 كيلوغرام)، في الوقت الذي تبدو السوق المحليّة عاجزة عن استهلاك الإنتاج، وتعاني من وضع صعب جداً لجهة تبريد الجزء الأساسيّ من المحصول. فتكلفة التبريد في البرادات الموجودة مرتفعة، والبرادات تهدّد بإقفال أبوابها بفعل ارتفاع تكلفة تشغيل مولّدات الكهرباء العاملة على المازوت المرتفعة أسعاره بشكل جنونيّ.
وبين سندان سماسرة المواسم الشغّالين اليوم على تخفيض تسعير صندوق التفاح وتأخير ضمان المواسم، ومطرقة تكلفة الإنتاج المرتفعة والمتأثرة بأسعار الأدوية الزراعيّة، التي بمجملها بالدولار، وتكلفة اليد العاملة لجني المحصول وأسعار أقفاص البلاستيك لتوضيب الإنتاج، تستمرّ معاناة المزارع، ويتألم لرؤية جناه وجهده تحت رحمة الأحوال القاسية.
هموم كثيرة تضرب على إيقاعات المزارعين وفق ما يقول رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الله زكريا، والآمال معقودة على فتح الأسواق العربية والخليجية، خاصة مصر والعراق والأردن وليبيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وأوروبا.
وأمل زكريا في أن تتحرك الأمور إيجاباً لصالح المزارع العكاري، الذي يعوّل على جني محصول التفاح في ظلّ هذا الوضع الاقتصاديّ الصّعب.
رئيس مصلحة الزراعة في عكار طه المصطفى يقول إن وزارة الزراعة ساهمت قدر الإمكان بالوقوف إلى جانب المزارعين بالإمكانيات المتاحة، خاصّة مزارعي التفاح.
ولفت إلى أن زراعة التفاح في عكار تتركّز في بلدات: فنيدق (وهي الأكثر إنتاجاً بحدود الـ750 ألف صندق) ومشمش، وعكار العتيقة، والقبيات وعدد من قرى وبلدات الجرد المتوسّط والعالي.
أما الأصناف المزروعة في عكار، وهي بمجملها أصناف جيدة جداً فهي: سكارليت، دوبل ريد، ستاركن، غولدن، ريد شيف، وأهمّ الأنواع المرغوبة في الأسواق المحليّة وللتصدير هي:
- سكارليت سبور Scarlet Spur
- غالا Gala
- غراني سمث Granny Smith.
والأكثر زراعة حديثاً هو "السكارليت سبور" لشدّة الطلب عليه من السوق.
ولفت المصطفى إلى أن في عكار نحو 9 برادات، تتفاوت قدرة استيعابها، وأبرزها براد جمعية "إمكان" في فنيدق، و3 برادات في بلدة مشمش، والبراد التعاونيّ في "بزبينا"، وبراد "البحصة"، وآخر في سوق الخضار في سهل عكار، وبراد عكار العتيقة، وآخر في بلدة القبيات.
ولحظ أنه في السنة الماضية لم يتم تشغيل سوى برادين فقط بسبب غلاء المحروقات، فيما الوضع غير معلوم في هذه السنة، خاصة أن تكلفة التبريد سترتفع كثيراً بإزاء المعطيات المتوافرة.
وأشار إلى أن سعر صندوق التفاح، وفق ما هو متداول الآن في سوق الجملة، هو ما بين الـ4 والـ5 دولارات؛ والبرّادات تبدأ باستقبال التفاح أوائل أيلول، ولغاية أوّل آذار المقبل.
وفي إطار المتابعات العكّارية لهذا الموضوع الحيويّ والمهمّ، زار وفد ضمّ النواب وليد البعريني، جيمي جبور، أحمد الخير، منسق تيار المستقبل في عكار، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع، عبد الإله زكريا، رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي، رئيس بلدية مشمش محمد بري، ورئيس مصلحة الزراعة في عكار طه مصطفى، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن لبحث الهموم الزراعية في مناطق عكار المنية والضنية بشكل عام وموضوع تصريف إنتاج التفاح الوطني.
ونقل الوفد للوزير الحاج معاناة المزارع اللبناني عامة، والعكاري بشكل خاص، فهو يعتاش وعائلاته من أرضه ومردود مزروعاته، لكننا أصبحنا نراه اليوم عاجزاً عن تصريف إنتاجه، بعد ما تكبّده من خسائر جراء ارتفاع أسعار المبيدات والبذور وغير ذلك.
وطالب الوفد الوزارة بضرورة إيجاد حلول سريعة تُنصف المزارع اللبناني وتساعده على تصريف إنتاجه، وبالأخص التفاح اللبناني، عن طريق التصدير، وفتح أسواق جديدة ودعم الزراعة المحليّة ومساعدة المزارعين.
بدوره، وضع الحاج حسن الوفد في أجواء جميع تحرّكاته في هذا الملف، انطلاقاً من فتح أسواق جديدة، كاشفاً عن لقاء حصل اليوم مع رئيس مجلس الوزراء، وكانت نتيجته مثمرة جداً بالنسبة لموضوع التفاح، حيث سيتم شراء كمّيات لصالح القوى الأمنية والجيش اللبناني من قبل الحكومة اللبنانية عبر آلية يتمّ وضعها قريباً جداً، مشيراً إلى أن عدداً من الهيئات المانحة في صدد شراء كمّية ضخمة من الإنتاج اللبنانيّ حيث سيتمّ اعتماد التفاح كمنتج أساسيّ في داخل السلّات الغذائية، التي سيتمّ توزيعها باسم هذه الهيئات في البرامج التي تنفّذها لدعم العائلات الأكثر فقراً المعتمدة لديها.
