الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ضربة كبرى"... قبرص متخوّفة من تداعيات مالية للغزو الروسي لأوكرانيا

المصدر: "أ ف ب"
دبابة أوكرانية تسير باتجاه خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة لوغانسك، أوكرانيا (25 شباط 2022 - أ ف ب).
دبابة أوكرانية تسير باتجاه خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة لوغانسك، أوكرانيا (25 شباط 2022 - أ ف ب).
A+ A-
على الرغم من أنّ شواطئ قبرص الرملية الذهبية تبدو بعيدة كلّ البعد عن ساحات المعركة في أوكرانيا، يتخوّف سكان ورجال أعمال كثر ممّن ينشطون في القطاع السياحي للجزيرة الواقعة في شرق المتوسّط، من تداعيات العقوبات الأوروبية غير المسبوقة المفروضة على موسكو.
 
تُقيم قبرص وروسيا علاقات سياسية وثقافية وثيقة، لكنّ البرلمان القبرصي تبنّى بالإجماع قراراً يدين الغزو الروسي لأوكرانيا غداة دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية. وشدّد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس على أن الجزيرة "متضامنة مع كلّ الأوروبيين".
 
الثلثاء، تظاهر قبارصة وأوكرانيون أمام مقرّ السفارة الروسية في نيقوسيا احتجاجاً على الغزو الروسي، رافعين لافتات تندّد بـ"عدوان روسي".
 
أيّدت قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، العقوبات التي فرضها التكتل على روسيا بما في ذلك حظر الطيران الروسي واستبعاد بعض المصارف الروسية من نظام "سويفت" للتواصل المصرفي السريع والآمن على صعيد التعاملات المالية.
 
في حين شدّد وزير المال القبرصي كونستانتينوس بيتريدس اليوم على أنّ قبرص "ستكون أقلّ تأثّراً بأشواط مقارنة بغيرها من الدول"، إلّا أنّ التطورات أثارت قلق كثر من مشغّلي الرحلات السياحية والخبراء الماليين.
 
يأتي الروس في المرتبة الثانية بعد البريطانيين من حيث عدد السياح في الجزيرة التي يبلغ عدد رعايا روسيا المسجّلين بصفة مقيمين فيها 18 ألفاً، وهم يشكّلون في ذلك واحدة من أكبر الجاليات من خارج دول الاتحاد الأوروبي. ناهيك عن الاستثمارات القبرصية-الروسية المشتركة والوافرة في الجزيرة.
 
لا يزال القطاع السياحي القبرصي الذي يُعدّ إحدى ركائز اقتصاد الجزيرة، يرزح تحت وطأة عامين كارثيين من جراء الجائحة وقيودها، علماً أنّ إيرادات القطاع في العام 2019 بلغت 2,68 مليار يورو (2,97 مليار دولار) أي نحو 15 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
 
تعوّل قبرص على تدفّق السياح من روسيا وأوكرانيا لإنعاش القطاع. ففي العام 2019، أي قبل بدء جائحة كوفيد-19، شكّل الروس 20 بالمئة من إجمالي السياح في الجزيرة، وبلغ عدد الروس 782 ألفاً من أصل 3,9 ملايين سائح زاروا الجزيرة.
 
العام الماضي، وعلى الرغم من القيود الصارمة التي كانت مفروضة لاحتواء تفشي الوباء، ارتفعت تلك النسبة إلى نحو الثلث، وبلغ عدد الوافدين من روسيا وأوكرانيا إلى الجزيرة نحو 600 ألف من أصل 1,93 مليون شخص. وكانت الشركات السياحية تعوّل على طفرة لأنشطة القطاع هذا الصيف.
 
 
"ضربة كبرى"
اعتبر السفير الروسي في نيقوسيا ستانيسلاف أوسادشيي اليوم أنّ الجزيرة أضرّت نفسها بتأييدها العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا. وسأل في مقابلة أجرتها معه محطة "سيغما" التلفزيونية القبرصية: "من أين ستأتي قبرص بسيّاحها الروس؟".
 
تابع: "لن يأتوا. أي سيذهبون؟ إلى تركيا، هل هذا ما تريدون؟ الصيف على الأبواب. لقد أغلقتم مجالكم الجوي" أمام الروس.
 
بالإضافة إلى كونها وجهة سياحية منافسة، تحتلّ تركيا ثلث أراضي الجزيرة منذ العام 1974 في خطوة جاءت ردّاً على انقلاب نفّذه حينها قبارصة يونانيّون قوميّون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان، فشل في نهاية المطاف.
 
من جانبه، قال وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليدس إنّ لبلاده الحقّ في إعادة النظر بقرارها حظر تحليق شركات الطيران الروسية في حال قرّرت تركيا عدم فرضه.
 
يسود القلق المنتجعات السياحية الشاطئية في آيا نابا وبروتاراس  حيث يشكّل الروس والأوكرانيون نحو نصف المصطافين. ووصف دوروس تاكاس رئيس نقابة أصحاب الفنادق في فاماغوستا القرار بأنه "ضربة كبرى" للقطاع. وقال في تصريح صحافي: "فنادق كثيرة في المنطقة تعمل حصرياً مع هذه الأسواق بالتحديد"، مضيفاً: "هذا يعني أنّ نحو 30 بالمئة من الفنادق قد لا تفتح أبوابها على الإطلاق".
 
لكنّ وزير السياحة سافاس بيرديوس، وعلى الرغم من تحذيره من "خسائر كبيرة"، قال إنّ الحكومة ستسعى إلى جذب السياح من أنحاء أخرى.
 
وقال الوزير في تصريح لوكالة الأنباء القبرصية إنّ "هذا الموسم سيكون صعباً لكنه لن يكون محبطاً"، مشيراً إلى أنّ انخفاض أعداد السياح يمكن تعويضه من خلال الترويج لزيادة الرحلات من النمسا وفرنسا وألمانيا والمجر وإسرائيل وإيطاليا وبولندا.
 
واعتبر أنّ "هذه الأسواق ستسيّر ما بين 20 و40 رحلة أسبوعياً"، مشيراً إلى أنّ عدد الرحلات من روسيا وأوكرانيا يقدّر ما بين 100 و120 رحلة أسبوعياً.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم