الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رسوم الغرافيتي تتفلّت من الوباء وتنتشر في نيويورك

المصدر: النهار
شيماء مصطفى
A+ A-
 
تعتبر الغرافيتي جزءا من تاريخ نيويورك منذ أكثر من 50 عاماً، لكنها باتت اليوم تنتشر في المدينة أكثر من أيّ وقت مضى في ظلّ تفشي الوباء.
عند حلول الليل، يلقي رسّام الغرافيتي ساينو سليب نظرة سريعة على محيط متجر للسلع الفاخرة أغلق بعد تعرّضه للنهب على هامش التظاهرات التي اندلعت على خلفية مقتل جورج فلويد. ويقول الفنان الأربعيني الذي يسترزق من فنّه تحت اسم مستعار آخر "لم نشهد أبدا فترة كهذه".
 
وتشكّل واجهات مئات المتاجر التي أغلقت أبوابها نهائياً جرّاء التداعيات الاقتصادية للوباء "دعوة" إلى الفنّانين، على حدّ قول ماري فلاجول القيّمة على متحف فنون الشارع في نيويورك (موسا). والحال كذلك بالنسبة إلى الجدران والشوارع والأرصفة التي تمثّل كلّها ركائز لهذه الرسوم، وصولا إلى عربات قطار الأنفاق التي طُلي 34 منها منذ مطلع كانون الأول الجاري.. ويقول ساينوسليب "إنها نهضة الغرافيتي".
 
انتقلت الرسوم الجدارية من الشارع إلى صالات العرض اعتباراً من الثمانينات من القرن الماضي وشهدت انتشارا واسعاً في مطلع الألفية الجديدة في سياق فنون الشارع التي لم تعد في أغلب الأحيان تقتصر على مخالفات قانونية وباتت تزدهر في أماكن مرخّصة. ومنذ آذار الماضي، تنتشر هذه الرسوم الجدارية التي كانت مضبوطة حتّى فترة قريبة، في شكل متفلّت في نيويورك.
 
ويقول ساينوسليب إن "الناس يريدون الإعراب عن مكنوناتهم"، مشيرا إلى أنه رأى أشخاصا في السبعينات من العمر يمارسون هذا النشاط، "فقد استولى عليهم الملل ويريدون شيئاً جديداً يشغلهم، إضافة إلى التغيير". وقد أدّى تنامي حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمّة) دوراً في ازدهار رسوم الغرافيتي، مع كتابة شعاراتها ومطالبها على جدران مباني المدينة. وفي مدينة لم تعد شوارعها تنبض بالحياة وغابت عنها مظاهر الحياة الاجتماعية، تشكّل الغرافيتي "وسيلة للتأكيد على الوجود في ظلّ الانطباع السائد بأن نيويورك قد ماتت"، بحسب ما تقول فلاجول. غير أن هذا الزخم الإبداعي لا يلقى استحسان الجميع. ففي تموز الماضي، انتقد حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو ما وصفه بتقاعس رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو، معتبراً أنه "مؤشّر إضافي على تدهور" ظروف العيش في نيويورك في ظلّ ارتفاع الجرائم وعمليات إطلاق النار.
 
وما زاد من حدّة الانتقادات تعليق برنامج "غرافيتي-فري نيويورك سيتي" الذي سمح بتنظيف نحو 15 ألف موقع في 2019، لأسباب مالية في أذار الماضي.
وتقول دارسي ويبير التي انتقلت مؤخرا للعيش في نيويورك "إنها حقّا قذرة. يقول البعض إنه فنّ، لكن هل هو مجاز؟ لا، لذا، هي أعمال تخريب". ويرى البعض أن هذه الغرافيتي تعود بالذاكرة إلى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما كانت المدينة تئن تحت وطأة الجرائم وصعوبات مالية.
ويلفت ساينوسليب إلى "العدد القليل لرجال الشرطة في الشوارع".
 
وتؤكّد شرطة نيويورك من جهتها في اتصال مع وكالة فرانس برس أنها "تدرك ضرورة التعامل مع الجنح المتعلّقة برسوم الغرافيتي"، مع الإشارة إلى أن عدد الحوادث المرتبط بهذه الممارسات قد انخفض بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي. والحال كذلك في هيئة المواصلات في نيويورك (ام تي ايه) حيث كشفت الإدارة عن تراجع في الحوادث ذات الصلة بنسبة 35%. ويقول ساينوسليب "منذ بداية العزل العام، رصدتني الشرطة مرّات عدّة، لكن أحدا لم يوقفني". وفي تسجيل مصوّر نشر في مطلع تشرين الثاني الماضي، قال إريك آدمز رئيس بروكلين إنها ممارسات "تشوّه حيّنا وتكلّف أصحاب العقارات آلاف الدولارات لإزالتها". ويلفت مستشار المدير التنفيذي في هيئة المواصلات كين لوفيت، إلى أن الغرافيتي تستنزف موارد قيّمة "في وقت تواجه الهيئة أسوأ أزمة مالية في تاريخها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم