طفل مصاب بالتوحد يبهر الآخرين بقدراته في الحساب واللغات
28-12-2021 | 14:32
المصدر: "رويترز"
يمضي الطفل السوري ساري عزام (5 سنوات) المصاب بالتوحد ساعات في مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" لتعلّم اللغات العبرية واليونانية والإسبانية والفرنسية ولغة التاميل ولغات أخرى.
نزحت عائلته داخلياً من مخيم اليرموك خلال الحرب، ويعيش الآن مع والديه وشقيقته الكبرى بمنزل جدته في دمشق.
تمّ تشخيص إصابته باضطراب طيف التوحد عندما كان عمره عامين فقط. تقول والدته عبير عيسى إنها كانت لحظات عصيبة بالنسبة لها ذلك لأن شقيقته الكبرى تعاني أيضاً من نفس الاضطراب.
في ذلك الوقت، كان الطفل البالغ من العمر عامين فقد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً. وبمساعدة أخصائية تتولّى علاج عزام وأخته، أصبح بإمكانه الآن حل الكثير من المسائل الحسابية وتعلم لغات كثيرة عبر مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب". تقول الأخصائية مجد ألوسي إن الطفل يملك قدرات غير عادية لكنه يحتاج إلى دعم لتطوير مهارات الاتصال وكذلك الدراسات الأكاديمية.
تقول والدته "كلّ شيء كان يتعلمه من (اليوتيوب) بما أنه يمتلك ذاكرة بصرية قويّة، ممّا سمح له بتعلّم لغات جديدة والحساب أيضاً".
لكن الأسرة النازحة، التي تتكون من أب فلسطيني وأم سورية، لا تستطيع أن توفر له أكثر من لوح وقلم للكتابة عليه وهاتف محمول بسيط يشاهد من خلاله مقاطع الفيديو على "يوتيوب".
توضح الأم "لم أجد أيّ عناية أكاديمية به، فأنا أحاول قدر الإمكان تنمية موهبته ومساعدته إلّا أن جهودي ليست كافية إذا لم تقترن بإشراف اختصاصيين ومتابعتهم".
ويمكن للأطفال في مثل ظروف عزام دخول مدارس حكومية متخصّصة خلال المراحل الابتدائية فقط. أمّا من يرغبون في مواصلة تعليمهم فهم مُطالبون بالتسجيل في المدارس الخاصة ويمكن أيضاً دمجهم في نظام التعليم الرسمي إذا لم تكن حالتهم خطيرة.
لكن الأم عبير عيسى تعتقد أن النظام الحالي قد لا يكون كافيا لتلبية احتياجات ابنها وتطلعاته.