الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من نتفليكس- "الموصل"... "داعش" في دائرة النار (فيديو)

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
العنصر كاوا (آدم بيسا) والرائد جاسم (سهيل دبّاش) (من فيلم "الموصل"/"نفليكس").
العنصر كاوا (آدم بيسا) والرائد جاسم (سهيل دبّاش) (من فيلم "الموصل"/"نفليكس").
A+ A-
93 في ثاني أكبر مدينة عراقية. توثّق كاميرا ماثيو مايكل كارناهان جحيماً في الموصل، حوّلها خراباً. الفيلم (إخراج كارناهان/إنتاج الأخوين روسو) الذي يحمل اسم المدينة، روّج له على أنه أول فيلم ناطق بالعربية من إنتاج أميركي. طرحته منصّة "نتفليكس" مؤخراً، فتحول إلى الأكثر مشاهدة في غضون ساعات.
 
في العام 2017، نشرت مجلّة "النيويوركر" تقريراً تحت عنوان "المعركة اليائسة لتدمير داعش" (The Desperate Battle to Destroy ISIS)، يوثّق عملية عسكرية تقودها قوات "نينوى سوات" المستقلّة (فرقة "نينوى" للرد السريع)، لتحرير الموصل من سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية"، "داعش". وبعد عامين، تحوّل التقرير، الذي أثار جدلاً واسعاً، فيلماً عالمياً من أعمال "نتفليكس" الأصلية.

ينضمّ الشرطي الكردي كاوا (آدم بيسا)، ذو الـ21 عام، إلى "نينوى سوات"، بعد أن قتل عناصر "داعش" عمّه، وأنقذه الرائد في "الرد السريع" جاسم (سهيل دبّاش). يدخل الشاب عالماً مثيراً، ليس غريباً عنه، إنما حادّاً وأكثر واقعية. شاب كردي يحارب آخر خلايا التنظيم الإسلامي المتطرّف إلى جانب عناصر مسلمين ومسيحيين.
 
(من فيلم "الموصل"/"نفليكس").
 
 
ينتقل الفيلم بخفّة بين كومة أحداث، في سيميائية درامية- تشويقية تحاكي هزّات الموصل ومأساتها. يدور السيناريو في يوم واحد، يتتبّع تحوّل كاوا من شاب إلى رجل. حدثان جذريان صنعاه، وشذبا شخصيته.

يتّسم "الموصل" بالواقعية، في قالب توثيقي بعيد عن التكلّف. لا مشاهد بطولية مبتذلة، ولا حوارات رنّانة باتت مبتذلة، تتناول وطنيّة نمطية. لا وقت للكلام على أي حال. كلمة واحدة تتردّد: "أمان"، في إشارة إلى مسح مباني المنطقة وتأكّد عناصر "سوات" من خلوّها من جنود التنظيم. قد تُضعف الواقعية الصارخة، التي تبتعد عن السياق الدرامي، الفيلم، محوّلةً إياه إلى وثائقي. لكنها بالطبع لا تُفشله.

تخدم الصدمات سياق القصة، فلا يخاف "الموصل" من تعريض الشخصيات الرئيسية للخطر، وقتل بعضهم، ربّما. الموت يتربّص لهم في كلّ مكان، حتى في أكثر الأماكن "أماناً". الموصل ليست آمنة أساساً، والثقة بالآخر معدومة.
 
(من فيلم "الموصل"/"نفليكس").
 
 
نجح العمل بدمج الدراما، وإن جاءت خجولة، بالمغامرة العسكرية الهادفة إلى نصرة المظلوم وتحرير قلب العراق. ربّما لم يقدّم "الموصل" أكثر مما شاهدناه في أفلام الحركة التي سبقت بثّه، والتي تتّخذ من الحرب علّةً لإنتاجها، لكن، ما يعزّز أهمية العمل هو أنه عربي، عراقي، يقدّمه ممثلون عراقيون، في مدينة عراقية، وإن رسمت يد غربية خطوط القصة العريضة. تغيب شخصية "المنقذ الأبيض" النمطية عن الساحة العربية، فلا تتدخّل قوات أميركية في تحرير المدينة، بل يهبّ شبانها لدحر التنظيم المتطرّف.
 
على أي حال، القصة لم تمرّ مرور الكرام، إذ بثّ من قيل أنهم مقربون من  "تنظيم الدولة الإسلامية" فيلماً وثائقياً عبر منصّة "يوتيوب"، بعد ساعات على عرض "الموصل"، عن المعركة التي هزم فيها، بين عامي 2016 و2017. واكتفت الفيديو بعرض "الرواية الأخرى (Mosul: Another Perspective)، الذي ما لبس أن حذفه "يوتيوب" لأنّ "يعارض سياسات الموقع".
 
"الموصل" (2020): إخراج إخراج كارناهان/إنتاج الأخوين روسو، متوافر باللغة الفرنسية والإنكليزية إلى جنب العربية، مع ترجمة فرنسي/إنكليزية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم