الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تعايش الحيوانات والبشر معاً خرج عن السيطرة... شعوب "الماساي" يواجهون خطر الطرد من محمية نغورونغورو في تنزانيا

المصدر: "النهار"
شعوب الماساي.
شعوب الماساي.
A+ A-
يعيش الرعاة المنتمون إلى إتنية ماساي في تنزانيا منذ أكثر من قرن مع الحمير الوحشية والفيلة والحيوانات البرية في موقع نغورونغورو المدرج على قائمة التراث العالمي، لكنّ الحكومة تخطط لطردهم من هذه المحمية الطبيعية في ظل الارتفاع الكبير في عددهم وتوسع قطعانهم.

وارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمعروفة بفوهتها المذهلة، إلى مئة ألف شخص بعدما كانت تضمّ ثمانية آلاف نسمة. أما عدد المواشي فيها، فازداد بشكل أسرع، إذ يرعى حالياً في نغورونغورو أكثر من مليون حيوان بعدما كانت عام 2017 تضمّ حوالى 260 ألف رأس ماشية.
 
وتسمح تنزانيا لمجتمعات السكان الأصليين مثل شعب الماساي، بالعيش في متنزهات وطنية معينة. لكنّ السنوات الفائتة شهدت تنامياً في المسار التصادمي، مع تسجيل هجمات حيوانية على البشر أو المواشي.

ودقت رئيسة البلاد سامية صولحو حسن ناقوس الخطر العام الماضي، قائلةً إنّ "نغورونغورو تضيع".

وأضافت "كنّا اتفقنا على جعل المنطقة فريدة من خلال السماح للبشر والحيوانات بالعيش معاً، لكنّ أعداد البشر أصبحت خارجة عن السيطرة". وطالبت بدراسة سبل الحدّ من التدفق البشري.

واحتدم منذ تصريح الرئيسة الجدل حول احتمال طرد شعوب الماساي من نغورونغورو.


انتقالٌ طوعي
واقترح رئيس الوزراء قاسم مجاليوا برنامج انتقال طوعي إلى منطقة هاندني التي تقع على بعد 370 كيلومتراً من الفوهة، حيث خصصت الحكومة 162 ألف هكتار للرعاة. وتوجّه إلى أفراد الماساي بالقول: "نأخذكم إلى مناطق يمكنكم الاستفادة فيها من المدارس والمستشفيات والكهرباء"، فضلاً عن المراعي والأراضي للزراعة.

وتنقسم الآراء بين أوساط مجموعة الماساي نفسها في شأن هذه القضية.

وتمثل نغورونغورو لكثيرين الأرض الوحيدة التي عرفوها. وتقول روز التي لم تذكر شهرتها خوفاً من أن تلاحقها السلطات إنّ "والداي ولدا في تلك المنطقة ونحن عشنا فيها كذلك. أنا لست مستعدة للمغادرة".
 
وفي خمسينات القرن الماضي، أي قبل فترة طويلة من إنشاء المتنزهات الوطنية الرامية إلى جذب السياح، كانت شعوب الماساي تتعايش مع الحياة البرية في سيرينجيتي ونغورونغورو.
ولكنّ فترات الجفاف المتزايدة جراء التغيّر المناخي وضعت الرعاة وقطعانهم في منافسة مع الحيوانات البرية على الماء والغذاء.

إلى ذلك، يؤدي وجود المواشي المتزايد فضلاً عن صوت أجراس توضع حول أعناق الأبقار إلى هروب بعض الحيوانات، ما يهدد السياحة التي تمثل 18 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ويقول مسؤول بيئي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، "في حال سمحنا بذلك، سنعرقل الهجرة الواسعة للحيوانات البرية".

وخلال زيارة قامت بها وكالة فرانس برس إلى المنطقة في أوائل آذار الماضي، لم تظهر إلّا حمير وحشية كانت ترعى قرب أراضي الماساي.

ويتهم ناشطون مجتمعيون وقادة المعارضة السلطات بالتخفّي وراء فكرة حماية البيئة لإعطاء المصالح الاقتصادية الأولوية، مشيرين إلى ما حصل سابقاً مع أثرياء أجانب مُنحوا الحق في ممارسة الصيد لأسباب ترفيهية في منطقة نغورونغورو.

ويقول أونيسمو أولينغوروموا، وهو ناشط من مجموعة الماساي في مجال حقوق الإنسان، عبر تويتر إنّ "الشركات الكبرى تبعدنا بطريقة غير مباشرة عن أرض أجدادنا تحت شعار حماية البيئة".

وطُردت عام 2009 آلاف العائلات من شعب الماساي من لوليوندو الواقعة على بعد 125 كيلومتراً من محمية نغورونغورو، وذلك للسماح لشركة بتنظيم رحلات صيد. وأنهت الحكومة هذا الاتفاق عام 2017 بعدما طالتها اتهامات بالفساد.

وحصدت عريضة الكترونية أنشئت لمناهضة طرد مجموعة الماساي أكثر من ثلاثة ملايين توقيع.

ويعرب بعض الرعاة عن استعدادهم للمغادرة إزاء التصادم المتزايد بين البشر والحيوانات البرية.

وفي أوائل آذار الجاري، قتل أحد الفيلة رجلاً كان يجمع الحطب في نغورونغورو. أما في آب الماضي، فلقي ثلاثة أطفال حتفهم بعدما هاجمتهم أسود قرب المحمية عندما كانوا يبحثون عن رؤوس ماشية ضائعة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم