الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"يتامى كورونا"... أضرار صحية ونفسية على ملايين الأطفال بعد وفاة والديهم

المصدر: "النهار"
أطفال في البيرو فقدوا أهلهم جرّاء فيروس كورونا.
أطفال في البيرو فقدوا أهلهم جرّاء فيروس كورونا.
A+ A-
لم تؤثر كورونا فقط على الكبار، بل طالت عواقبها الأطفال أيضاً لا سيّما أولئك الذين تيتموا جرّاء فقدان أحد الوالدين أو كلاهما بسبب مضاعفات الفيروس، إذ يتوقع خبراء الصحة العامة عواقب دائمة على هؤلاء الأطفال، بما في ذلك مخاطر أكبر في التعرّض لمشاكل الصحة العقلية والفقر وسوء المعاملة.
 
وتسبّب الوباء في فقدان ما يقدر بنحو 1.1 مليون طفل من جميع أنحاء العالم لأحد والديهم خلال الفترة ما بين آذار 2020 إلى نيسان 2021، وفقاً لدراسة أجرتها مجلة "لانسيت الطبية".
 
كما يعتبر الخبراء أنّ "الحكومات تغاضت إلى حدّ كبير عن محنة هذه العائلات التي لا تزال تكافح لدحر الفيروس الذي قتل كبار السن بشكل أساسي، قبل تؤدّي التحوّرات الشرسة إلى وفيات بين الأصغر عمراً".

من جهته، أشار الطبيب وعالم الأوبئة في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أندريس فيلافيس، والذي شارك في كتابة دراسة "لانسيت"، إلى أن "السرعة التي يحدث بها هذا الشيء مذهلة".
 
وأضاف في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال": "إنّها مشكلة تؤثر على كلّ جزء من العالم، وهي أزمة ستبقى. إذا أصبحت الشخص يتيماً في سن مبكرة، فسيكون عرضة للخطر لسنوات عديدة".
 
 
ورغم الإغلاق المبكر، إلّا أنّ الوباء ضرب دول أميركا اللاتينية بشدّة، حيث تركت أنظمة الرعاية الصحية المتهالكة المستشفيات مكتظة، ونفدت إمدادات الأوكسجين بشكل متكرّر، ممّا أدّى إلى وفاة العديد من الأشخاص في منازلهم.
 
وكانت بيرو الأكثر تضرّراً، حيث فقد ما يقدر بنحو 10.2 طفل من كلّ 1000 أحد والديه بحسب الدارسة التي نشرتها المجلة الطبية. كما احتلت المكسيك والبرازيل وكولومبيا المراكز الخمسة الأولى في الدراسة التي نشرت خلال تموز الماضي.
 
كما اجتاحت المتغيّرات الأكثر فتكاً في وقت سابق من هذا العام عدد كبير من الدول وتسبّبت في وفاة المزيد من الشباب في أميركا الجنوبية، حيث كافحت الحكومات في البداية لتأمين اللقاحات.

في الهند، فقد أكثر من 78 ألف طفل أحد والديهم أو كلاهما بسبب مضاعفات كوفيد-19 بين نيسان 2020 وتموز من العام ذاته، وفقاً للجنة الوطنية لحماية حقوق الطفل.
 
 
متاعب الفقدان
تساعد بعض البلدان الأيتام ومقدّمي الرعاية الجدد للأطفال الذين تثقل كاهلهم فجأة التكاليف المالية والمطالب العاطفية لتربية هؤلاء الصغار.

في هذا الإطار، تقدّم بيرو تحويلات نقدية للأطفال الذين مات آباؤهم بسبب الفيروس، بينما تقدّم الهند المساعدة في التعليم والقبول في المدارس القريبة، إلى جانب إيداع حوالي 13 ألف دولار لكل طفل في حسابات يمكن الوصول إليها بين سن 18 و23 عاماً.

في البرازيل، بدأ المتطوعون برنامجاً لمساعدة أيتام كوفيد من خلال توفير الطعام والحفاضات لمقدّمي الرعاية الجد لهؤلاء الأطفال. في الوقت الحالي، يتلقى 175 طفلاً ومراهقاً كثير منهم من أسر فقيرة المساعدة، بحسب غلاوس جاليسيو الذي أطلق البرنامج.
 
الأطفال في صدمة 
في بيرو وخلال ليالٍ عدّة، تستيقظ صوفيا فيليس البالغة من العمر 4 سنوات وهي تنادي والدتها التي اعتادت احتضان ابنتها الصغرى في السرير قبل أنّ يغيّبها الموت بسبب فيروس كورونا في نيسان الماضي، لذلك فإنّ رعاية الطفلة الصغيرة تقع الآن على عاتق الخالة، جانيت نافارو.

وبدورها، قالت نافارو التي لديها ثلاثة أطفال لكنها أصبحت تقدّم الرعاية لأطفال ابنة أختها "إنّها تبكي وتصرخ وعيناها مغمضتان، وتُردّد: أريد والدتي".

نزل رايان وروان لوكاتو مع عائلة خالتهما في مدينة جوندياي البرازيلية بعد وفاة والديهما في غضون أسبوعين من بعضهما البعض. واستأجرت عمتهم، إلين كريستينا دي سوزا، منزلاً جديداً لإفساح المجال لرايان، 20 عاماً، وروان، 11 عاماً، بالإضافة إلى كلبيهما. وقال رايان عن خالته وعائلتها: "الحمد لله، نحن لديهم. هناك أطفال انتهى بهم الأمر بمفردهم في العالم".

واضطرت دي سوزا، 37 عاماً، إلى ترك العديد من وظائف التنظيف للمساعدة في رعاية روان الذي يعاني من التوحد، حيث ساءت حالته عقب وفاة والديه. وتقول عائلته إنّه "أصبح أكثر قلقاً، وتزايد تلعثمه، وبدأ يرمش عينيه في كثير من الأحيان".

كما أكّدت دي سوزا التي تساعد روان في الواجبات المدرسية: "سأفعل كل ما بوسعي من أجلهم، كثيراً ما كانت والدتي تسألني إذا كنت سألد طفلاً آخر والآن أعطاني الله ولدين".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم