الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كوفيد-19 يهدد صناعة الزهور ومستقبلها...

المصدر: النهار
كوفيد-19 يهدد صناعة الزهور ومستقبلها...
كوفيد-19 يهدد صناعة الزهور ومستقبلها...
A+ A-
 
خلال فترة الإغلاق توقف الناس عن شراء الأزهار، لكن وبسبب تضافر عوامل أخرى، كان ذلك أشبه بموج يمتد على طول سلاسل التوريد العالمية، ويؤثر على مصادر رزق ملايين البشر.
 
تمتلك الأزهار قدرة فريدة على تهدئتنا وتحسين مزاجنا وإضفاء بريق على منازلنا، كما أنها تمثل صناعة عالمية تقدر قيمتها بنحو 15 مليار أورو (18 مليار دولار) توفر الدخل لملايين الأشخاص الذين يزرعونها وينقلونها ويبيعونها، وفق ما ورد في تحقيق لـ"بي بي سي".
مع انتشار وباء كوفيد-19 ودخول العالم في حالة إغلاق في آذار 2020، أغلق بائعو الزهور أبوابهم، في حين أعطى المتسوقون أولوية الشراء للمواد الغذائية، مفضلين الأرز على الورود والفاصوليا على أزهار البيغونيا.
 
نتيجة لذلك، أصيبت سوق الزهور المقطوفة في دول الاتحاد الأوروبي بخسارة مقدارها مليار أورو (1.2 مليار دولار) خلال الأسابيع الستة الأولى من الإغلاق، وفقا للرابطة الدولية لتجارة الأزهار (فلورز). وتقول الأمينة العامة لرابطة فلورز سيلفي مامياس: "الربيع والصيف هما الموسمان الرئيسيان للمناسبات وحفلات الزفاف، لذلك بالنسبة إلى بائعي الزهور والمزارعين المتخصصين في هذا المجال، كان الأمر بمثابة كارثة كبيرة". وتضيف ماميس، أن "اللحظة الأشد أيلاما كانت يوم الجمعة في 13 آذار عندما انهارت المزادات الهولندية". وفي دار مزادات "رويال فلورا هولاند" بالقرب من أمستردام، التي تستورد وتصدر عادة 40 في المئة من الأزهار المقطوفة في العالم، كان الطلب معدوماً تماماً.
 
وفي المملكة المتحدة، حيث يشتري معظم الناس الأزهار عادة من محلات السوبر ماركت بدلاً من بائعي الزهور، لم تكن المبيعات معدومة تماماً، لكن تغير الأمر لاحقا، عندما أصبح صف الشاحنات العالقة على الحدود عبر دول أوروبا منظراً مألوفاً، وتوقف العديد من رحلات الطيران التي كانت تنقل الزهور من مزارعها في أفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى أوروبا. وتقول مامياس: "فقدت تلك الدول (في إفريقيا وأميركا اللاتينية) اتصالها مع دول السوق، وكانت الضربة الأكبر من نصيب زارعي الأزهار في أفريقيا على وجه الخصوص". وتعد كينيا هي المصدر الذي يوفر ثلث مجموع الورود التي تباع في دول الاتحاد الأوروبي، ويبلغ عدد العاملين في مزارع الأزهار في كينيا نحو 100 ألف شخص.
 
ومن بين المزارع التي تبحث عن سبل تمكنها من العودة في شكل قوي، مزرعة تامبوزي للزهور والواقعة على سفح جبل كينيا الممطر، على بعد نحو 180 كلم شمال نيروبي. وتعد المزرعة، التي تبلغ مساحتها 22 هكتاراً، أكبر مشغل للعمال في دائرة نصف قطرها 30 كلم. وتصدر مزرعة تامبوزي إنتاجها - الورود في شكل أساسي - إلى 60 دولة حول العالم. وفي ظل وجود عدد كبير من العاملين الذين يجب مراعاتهم، اتخذت الإدارة إجراءات سريعة للتعامل مع انتشار الوباء.
تقول مديرة الموارد البشرية والبيئة في المزرعة كريستين شيكوكو: "خلال فترة عيد الحب الماضي (14 شباط) أدركنا أن أمراً سيئاً سيحدث، وبدأنا البحث في شكل استراتيجي عما يمكننا القيام به".
 
تضيف شيكوكو أن "العمال الذين كانوا عادة يعتنون بمحاصيل الزهور، أصبحوا يزرعون الفاصوليا والذرة والبطاطا واللفت والبصل والطماطم في قطعة الأرض التي جرى إعدادها". والآن، يركز مديرو مزرعة تامبوزي على كيفية التعامل مع الوضع في المستقبل. وتعد الورود التي تنتجها هذه المزرعة من أجود الأنواع، لكن نظراً إلى الوضع العالمي الراهن، وكون التجمعات الكبيرة لا تزال محظورة في معظم أنحاء العالم، فالمبيعات اليوم لا تتجاوز ما يراوح بين 55 و 60 في المئة مما كانت عليه قبل انتشار الوباء.
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم