من نتفليكس- جيك جيلنهال يحمل "The Guilty" وحيداً!

نسخة أميركية من الدراما الدنماركية المثيرة "Den Skyldige" الحائزة على "أوسكار" عام 2018، طرحتها منصة "نتفليكس" مؤخراً تحت عنوان "The Guilty" (بالعربية: المذنب/ إخراج أنطوان فوكوا)، من بطولة جيك جيلنهال بدور شرطيّ في خدمة الطوارئ 911، تغيّر حياته مكالمة من امرأة بائسة ذات ليلة. وعلى الرغم من تشابه النسختين إلى حدّ كبير من خلال تشابه عناصر الإثارة والتوتّر في قالب واحد، ثمّة ما يكفي من الفرادة في "The Guilty" يُعزّزها أداءٌ رئيسيّ رائع يبرّر النسخة المستنسخة.
 
كلّ ما نعرفه مع انطلاق الفيلم هو أنّ جو بايلور (جيك جيلنهال) هو شرطيّ مرور يتمّ تعيينه موقّتاً في مهمّة مكتبية في جوّ من الرتابة الغامضة. وتتكشّف القصة بينما تُلهب سلسلة حرائق غابات أفق لوس أنجلوس، ممّا يرفع نسبة التوتّر داخل المركز.
 
يتعامل بايلور مع حادثة عنيفة غير محدّدة وقعت قبل أشهر، وينهشه شعور بالألم والفقد مع غياب طفلته بفعل خلاف مع زوجته، ربما جاء نتيجة للحادثة الضبابية.
 
في مكان واحد، صُوّرت مشاهد الفيلم برمّتها في ذروة انتشار وباء كورونا. الشاشة مسرح جيلنهال الواسع، يحتلّها لنحو 90 دقيقة، وغالباً ما ترصده الكاميرا بلقطات قريبة خانقة. وشأنه شأن عدد من أفلام الإثارة التي تدور في إطار مكانيّ واحد، افتقر "The Guilty" للمعلومات، وراحت الحبكة توزّعها على أجزاء بهدف خلق توازن ما. ولعلّ هذا البخل بالإشارت يدفع المتلقّي للتفكير في اتّجاه معيّن بينما الواقع مختلف تماماً، وهو ما يجعل الفيلم مستحقّاً المشاهدة.
 
لا يخلو النص من الهفوات والمشاكل. ثمّة ثغرات تشوب الحبكة وتعتري تطور الأحداث الكبير نحو النهاية، على نحو متوقّع إلى حدّ ما. لم ينتهِ "The Guilty" كما كان من المفترض أن ينتهي، ولم يُقدّم أجوبة شافية حول قصة جو بايلور، حتى أنه كان من الممكن أن ينتهي خلال 60 دقيقة تقريباً من دون أن يخسر الكثير.
 
تمكّن "The Guilty"، الذي جاء تجسيداً لرغبة جيلنهال في استنساخ "Den ASkyldige"، من اصطحاب جو والمشاهد الذي تشارك وإيّاه المساحة الضيّقة، في رحلة محمومة، ناجحة تقريباً، في القمرة المشحونة من دون المغامرة خارجاً. وأصبح فيلم الإثارة جيّد التنفيذ مع بعض العيوب تجربة مثيرة لـ"نتفليكس" بسبب الأداء المركزيّ لجيلنهال.