الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

السياح يُقبلون لعيش "تجربة مختلفة" في غرينلاند... الجبال الجليدية أصغر والكتل تتكسر بفعل الاحترار

المصدر: "النهار"
غرينلاند.
غرينلاند.
A+ A-
يُقبِل السياح على جزيرة غرينلاند الجليدية الخلاّبة التي بدأ الاحترار المناخي يهددها، ويقصدونها من مختلف أنحاء العالم لعيش "تجربة مختلفة".

وقال الفرنسي الستيني، إيف غليز الذي يهوى اكتشاف المناطق غير المألوفة لوكالة فرانس برس إن غرينلاند "أرض تثير الحلم".

عند مغادرته مطار إيلوليسات، ثالث كبرى مدن الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي، اكتشف غليز منظراً طبيعياً خلاباً عبارة عن صخرة رمادية تنتشر حولها نباتات متفرقة، بما يتباين مع المشهد المذهل للجبال الجليدية في البعيد قليلاً.

وتتكسر كتل جليد استثنائية باستمرار على المحيط حيث تُطل حيتان بين الحين والآخر.
 
 
وجذبت هذه المناظر الشبيهة بمشاهد البطاقات البريدية، 50 ألف زائر عام 2021، أي عشرة أضعاف عدد زوار هذه المنطقة الساحلية. وأكثر من نصف هؤلاء يتوقفون لفترة قصيرة خلال رحلة بحرية في القطب الشمالي.

غير أن هذه الحركة مرشحة للازدياد مع الافتتاح المرتقب لمطار دولي في غرينلاند خلال السنتين المقبلتين، في نجاح يرى فيه رئيس بلدية المدينة مصدر إيرادات مالية طال انتظارها، لكنها أيضا تحدّ إضافي في ظل الحاجة إلى التكيف مع التبعات اليومية للتغير المناخي.

على مدار العقود الأربعة الماضية، ارتفع مستوى حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع بأربع مرات تقريباً مقارنة مع بقية العالم، بحسب أحدث دراسة حول الموضوع.

ويوضح عضو مجلس بلدية المدينة باله يريمياسن، "في كل يوم، يمكننا أن نرى عواقب تغير المناخ: الجبال الجليدية باتت أصغر، والنهر الجليدي يتراجع"، مبدياً قلقه أيضاً من ذوبان التربة الصقيعية التي تهدد استقرار بعض البنى التحتية والمساكن.

المناظر الطبيعية النقية التي يستمتع بها الزوار تتلاشى تدريجاً، ويتمثل التحدي في حماية النظام البيئي المحلي من دون إبعاد الفضوليين عن المكان.

ويقول يريمياسن، "نريد ضبط حركة وصول القوارب السياحية" بسبب أثرها البيئي السلبي.
ويرى أنه بهدف احترام المجتمع والبيئة، يجب أن تقتصر حركة الوصول على "قارب واحد كحد أقصى يومياً وألف سائح لكل قارب".

وقد وصلت أخيراً إلى غرينلاند ثلاث سفن سياحية في اليوم نفسه، كان على متنها ستة آلاف زائر، وهو عدد يفوق الحد الأقصى المقبول بحسب رئيس البلدية، لأن المدينة لا تستطيع استيعابهم أو ضمان احترامهم للمناطق المحمية، خصوصاً في المضيق البحري.

أما أيسلندا المجاورة، حيث تزدهر السياحة منذ عقدين، فتشكل برأي يريمياسن نموذجا معاكساً في هذا المجال.

ويقول، "لا نريد أن نكون مثل أيسلندا. لا نريد سياحة جماعية. نريد السيطرة على السياحة، هذا جوهر المسألة".

في غضون ذلك، يمر إنقاذ غرينلاند، الإقليم الذي يسعى إلى التحرر من الدنمارك رغم أن ذلك قد يحرمه من الإعانات المقدمة من كوبنهاغن والتي تشكل ثلث ميزانيته، عن طريق البحر.

في إيلوليسات، حيث يعيش واحد من كل ثلاثة أشخاص من صيد الأسماك الذي يمثل الجزء الأكبر من الدخل الخاص بالجزيرة، فإن لتغير المناخ تداعيات خطيرة على الممارسات المحلية.

ويوضح لارس نواسن خلال تنقله بين حطام الجليد في خليج ديسكو "عندما كنت صغيراً، كان هناك جليد صلب يمكنك المشي عليه".

ويضيف البحّار "الآن لم يعد الجليد صلباً. لا يمكنك استخدامه لأي شيء، لا يمكنك السفر على زلاجة يجرها كلب والذهاب للصيد كما كان الوضع من قبل".

على مدى العقدين الماضيين، فقد الغطاء الجليدي الضخم في غرينلاند 4,7 تريليونات طن، ما ساهم وحده في ارتفاع مستوى المحيطات بـ1,2 سنتيمتر، حسب تقديرات باحثين دنماركيين في القطب الشمالي.

ويؤثر زوال الجليد على الصيادين... للأفضل والأسوأ على السواء.

وتوضح الباحثة في معهد غرينلاند للموارد الطبيعية ساشا سكيوت أن "ظروف الجليد تتغير"، مضيفة، "كان المضيق البحري الرئيسي في الماضي مغلقا بجبال جليدية ضخمة وبالكتلة الجليدية، ولم يكن الصيادون قادرين على الإبحار فيه"، وهو ما باتوا يفعلونه الآن.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم