اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"مشكلة في شكل خاص"... مخلّفات الكمامات خطر داهم يهدّد البيئة
21-01-2021 | 17:19
المصدر: "أ ف ب"
على الرغم من مساهمتها في إنقاذ أرواح البشر خلال جائحة كوفيد-19، يشكّل انتشار الكمامات الطبية خطراً على الحيوانات التي قد تختنق بسبب مخلفاتها المرمية بكميات كبيرة في الطبيعة.
وعُثر على كمامات أحادية الاستخدام على الأرصفة والأنهار والشواطئ في كل القارات، منذ أن أصبحت إلزامية في الأماكن العامة، في العديد من البلدان، في محاولة لكبح انتشار الفيروس.
وتحتاج هذه الكمامات المصنوعة من البولييستر والبوليبروبيلين مئات السنوات حتى تتحلل.
في هذا الإطار، قالت المسؤولة في الفرع الآسيوي لجمعية "بيتا" لحقوق الحيوان، آشلي فرونو، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "لن تختفي الكمامات في أي وقت قريب، لكن عندما نرميها، يمكن أن تهدد البيئة والحيوانات التي تعيش معنا على الكوكب".
وقد شوهدت قرود مكاك وهي تمضغ الأربطة المطاطية لكمامات مستخدمة في التلال المحيطة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وهو أمر يعرضها لخطر الاختناق.
في إنكلترا، أنقذت منظمة "آر إس بي سي إيه" لحماية الطيور طائراً علقت مخالبه في كمامة لمدة أسبوع تقريباً في تشيلمسفورد، حيث وجده أحد المارة على قيد الحياة، لكنه بلا حراك، ووأبلغ الجمعية، وقد نقلته إلى عيادة بيطرية قبل إطلاق سراحه.
من جهته، قال آدم جونز من الجمعية البريطانية، إن الطائر أعاقته الأربطة المطاطية للكمامة لأيام عدة، موضحاً: "شدت الأربطة المطاطية على ساقيه وكانت مفاصله متورمة وسببت له الألم".
تأثير كبير على البحار
لكن التأثير الأكبر لهذه الكميات الكبيرة من المخلفات الطبية الناتجة عن الوباء يمكن رؤيته خصوصاً لدى الحيوانات البحرية. حيث دقت مجموعات بيئية ناقوس الخطر بعد ملاحظة عدد متزايد من القفازات المطاطية وغيرها من معدات الحماية في الأنهر والبحار.
وانتهى الأمر بأكثر من 1,5 مليار كمامة في المحيطات العام الماضي، أو ما يعادل 6200 طن من النفايات البلاستيكية الإضافية، وفقا للمنظمة البيئة "أوشينز إيجا".
وهناك أصلاً دلائل على أنها تهدد الحياة البحرية.
وفي البرازيل، وجدت جمعية تعنى بحماية البيئة كمامات في معدة بطريق تم العثور على جيفته على الشاطئ. كذلك، عثر على سمكة منتفخة عالقة في كمامة قبالة ميامي.
وفي فرنسا، عثرت جمعية "اوبيراسيون مير بروبر" على سلطعون نافق عالق في كمامة في بحيرة بير قرب مرسيليا في أيلول.
الكمامات والقفازات البلاستيكية "مشكلة في شكل خاص" بالنسبة إلى الكائنات البحرية، كما قال جورج ليونارد المدير العلمي لمنظمة "أوشن كونسيرفنسي" الأميركية غير الحكومية.
وأوضح لوكالة فرانس برس: "عندما تتحلل هذه المواد البلاستيكية في الطبيعة، فإنها تصبح جزيئات صغيرة".
ويمكن لهذه الجزيئات أن تدخل في السلسلة الغذائية وتؤثر على النظم البيئية بكاملها، على ما قال ليونارد.
ودعت منظمة "أوشنز إيجا" غير الحكومية الحكومات إلى زيادة الغرامات على من يلقون القمامات في الطبيعة وتشجيع استخدام أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام.
