الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أحداث وثّقت نتائج التغيّر المناخي... والآتي أسوأ

المصدر: "النهار"
مشهد من الحرائق الضخمة التي التهمت منطقة مانافغات في أنطاليا- تركيا (أ ف ب).
مشهد من الحرائق الضخمة التي التهمت منطقة مانافغات في أنطاليا- تركيا (أ ف ب).
A+ A-
من ارتفاع الحرارة في قارة أميركا الشمالية إلى الفيضانات في أوروبا وآسيا، كان هذا العام مثالاً حول كيفية عيش البشرية في طقس ارتفعت حرارته بمقدار 1.1 درجة مئويّة قي القرن الماضي، بسبب الاحتباس الحراري.

في هذا السياق، أشار الباحث في مجال الطقس والمناخ في مختبر "لورنس بيركلي" الوطني، مايكل وينر، إلى أن "تغيّرات مناخية خطيرة حصلت بالفعل، هذه حقيقة قاسية يجب أن نفهمها".
 
(انخفاض منسوب المياه بسبب الجفاف الغربي في بحيرة ميد مارينا على نهر كولورادو)
 
التغيّرات المناخيّة تؤثّر بشكل كبير على الحياة البشريّة، كما وعلى المصالح الاقتصادية وغيرها، والفيضانات الأخيرة في كندا خير دليل، إذ قد تكون من الأكثر كلفةً في تاريخ البلاد، وقد تسببت بخسارة تُقدّر بـ7.5 مليارات دولار. كما تشير الدراسات إلى أن عدداً من الكوارث الطبيعية الذي حصل في الولايات المتحدة هذا العام قد يكلّف 100 مليار دولار.

قبل أشهر، وتحديداً في آب الماضي، نشر وينر وعلماء آخرون من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ دراسة أكّدوا فيها يقينهم من أن التغيّر المناخي كان وراء الكوارث المناخية في العام، لا سيما هذه الأحداث التي نشرها موقع "ناشونال جيوغرافيك".
 
 
موجة الحرّ في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ
تعرّضت منطقة شمال غرب المحيط الهادئ وجنوب غرب كندا لحرارة مرتفعة جداً هذا الصيف، علماً أنها معروفة بطقسها المعتدل الممطر. كما شهدت مدن كبرى أميركية مثل بورتلاند وسياتل وفانكوفر درجات حرارة عالية تاريخياً تجاوزت 38 درجة مئوية.
 
 
جفاف في دول غربية
في آب الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن نقص في مياه نهر كولارادو لأول مرة في التاريخ، وقد شهد مخزون إحدى أهم الخزّانات تراجعاً تاريخياً إلى أدنى المستويات.
 
(برجان لسحب المياه وتوليد الكهرباء يكشفان المستويات المنخفضة لمياه نهر كولارادو بسبب الجفاف)
 
يعاني الغرب منذ عام 2000 من جفاف ضخم، ورغم أنه كان من المحتمل أن تشهد المنطقة جفافاً بغضّ النظر عن التأثير البشري، لكن يقول العلماء "إن تغيّر المناخ يجعل الأمر أسوأ مما كان عليه منذ أكثر من 1000 عام".
 
 
حرائق الغابات
هذا العام، شهدت ولاية كاليفورنيا الأميركية حريقاً واسعاً صُنّف كثاني أضخم حريق في تاريخ الولاية، وقد أدّى إلى خسائر كبيرة. كما إن الحرائق اجتاحت عدداً من الدول في الفترة الأخيرة، منها تركيا واليونان.
 
(مشهد من الحرائق الضخمة التي التهمت منطقة مانافغات في أنطاليا- تركيا)
 
ويعود السبب إلى ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن الاحتباس الحراري، وتؤدّي الحرائق إلى خسائره البشرية والمادية كبيرة جداً، بالإضافة إلى خسائر على صعيد المناخ إثر التلوّث الذي تخلفه.
 
 
فيضانات ضخمة
ضربت الفيضانات هذا العام دولاً عديدة، منها الولايات المتحدة، كندا، الصين، ألمانيا وغيرها، وكانت كميات هطول الأمطار في هذه المناطق كبيرة جداً. فقد غمرت المدن الألمانية كميات من الأمطار في يومين أكثر من أي شهر عادي، في حين تجاوز هطول الأمطار في يوم واحد في مدينة تشنغتشو الصينية متوسط هطول الأمطار السنوي لمدة عام.
 
(مشهد من باد نوينار آروايلار غرب ألمانيا إثر الفيضانات الكارثية هذا العام)
 
يتسبب ارتفاع درجات الحرارة بعواصف تحمل كميات كبيرة من الأمطار، ومع زيادة كميات المياه، فإن لهذه العواصف القدرة على إحداث الفياضانات بشكل أكبر.
 
 
إعصار "إيدا": من ولاية نيو أورليانز إلى نيويورك
إن هطول الأمطار بشكل غزير هو أحد الأسباب وراء جعل الأعاصير التي تحدث لتكون أسوأ، وكان إعصار "إيدا" خير مثال حول تسبب التغيّر المناخي بهذه الأعاصير.

تجاوز اعصار "إيدا" المعدلات بكثير، إذ وصلت سرعة الرياح إلى 60 ميلاً تقريباً في الساعة في اليوم، وتطوّر من عاصفة من الفئة 1 إلى الفئة 4، حيث تسجل رياحها القصوى سرعة 150 ميلاً في الساعة.
 
(مشهد من إعصار "إيدا")
 
يحذّر العلماء من أن هذه الأحداث ليست سوى البداية لما قد يحصل بعد حين بسبب التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، خصوصاً في حال لم يتّخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة وسريعة لتدارك الأمر.
 
* الصور لوكالة "فرانس برس"
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم