السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

موراتوف وريسا تسلّما جائزة نوبل للسلام... ودعوة لدقيقة صمت على الصحافيّين القتلى

المصدر: أ ف ب
موراتوف وريسا يتعانقان خلال احتفال تسلّم جائزة نوبل للسلام في أوسلو (10 ك1 2021، أ ف ب).
موراتوف وريسا يتعانقان خلال احتفال تسلّم جائزة نوبل للسلام في أوسلو (10 ك1 2021، أ ف ب).
A+ A-
هاجمت الصحافية الفيليبنية ماريا ريسا، خلال تسلمها جائزة نوبل للسلام، الجمعة، عمالقة التكنولوجيا الاميركية، متهمة إياها بغض النظر عن تدفق "الوحل السام" من جانب مواقع التواصل الاجتماعي.

وتسلمت ريسا المشاركة في تأسيس موقع "رابلر" الإخباري الجائزة المرموقة في فندق بمدينة اوسلو وتقاسمتها مع الروسي دميتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة، لنضالهما من أجل "المحافظة على حرية التعبير".

وامام حضور محدود بسبب وباء كوفيد، هاجمت الصحافية الفيليبينة (58 عاما) "شركات الانترنت الاميركية" من مثل فايسبوك وتويتر ويوتيوب من دون ان تذكرها بالاسم.

وقالت إنه "بسلطتها شبه الالهية" فان تكنولوجيا هذه المجموعات "اتاحت لفيروس الكذب ان يصيب كلا منا ليواجه واحدنا الآخر، باعثا مخاوفنا وغضبنا وكراهيتنا، وممهدا لصعود القادة السلطويين والديكتاتوريين".

واكدت "اننا نحتاج بشدة اليوم الى تحويل هذه الكراهية وهذا العنف، الوحل السام الذي يهيمن على نظام المعلومات لدينا والمفضل لدى شركات الانترنت الاميركية التي تكسب مزيدا من المال ما دامت تنشر هذه الكراهية وتبعث ما هو الاسوأ فينا".

وعلى مرأى من افراد العائلة الملكية النروجية الذين وضعوا كمامات، شددت ريسا على أهمية توافر معلومة ذات صدقية في مرحلة الوباء او الانتخابات، مثل تلك التي تستعد لها الفيليبين العام المقبل وكذلك في فرنسا والولايات المتحدة والمجر.

ورأت أن "هذه الشركات الاميركية (...) تغضبها الوقائع، يغضبها الصحافيون. انها بطبيعتها تثير الانقسام بيننا وتجعلنا متطرفين".

تشرف ريسا على موقع "رابلر" الاستقصائي المنتقد جدا للرئيس دوتيرتي. وهي تواجه سبع دعاوى قضائية في بلادها.

وحكم عليها العام الماضي بعد إدانتها بتهمة التشهير وبقيت طليقة في ظل نظام الحرية المشروطة بانتظار قرار محكمة الاستئناف وقد اضطرت إلى التقدم بطلبات إلى أربع محاكم للحصول على اذن بالسفر لتسلم جائزتها.

- "أن يموتوا مسنين" -
من جانبه، التزم زميلها موراتوف (ستون عاما) دقيقة صمت حدادا على الصحافيين الذين قتلوا خلال ممارستهم مهنتهم.

وقال: "أريد ان يموت الصحافيون مسنين".

وصحيفة "نوفايا غازيتا" معروفة خصوصا بتحقيقاتها حول الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان وقد خسرت ستة من صحافييها منذ التسعينات من بينهم الصحافية الشهيرة آنا بوليتكوفسكايا التي اغتيلت عام 2006.

واعتبر رئيس تحرير الصحيفة ان "الصحافة في روسيا تمر بمرحلة قاتمة"، مشيرا الى نحو مئة صحافي ووسيلة اعلام ومدافع عن حقوق الانسان ومنظمة غير حكومية تم تصنيفهم "عملاء أجانب" من جانب وزارة العدل الروسية.

ويطاول هذا التصنيف من تتهمهم السلطات بالحصول على "تمويل خارجي" ويقومون "بنشاط سياسي" وهو غالبا ما يلصق بصحافيين ووسائل إعلام تنتقد الكرملين ما يعرقل نشاطهم كثيرا. 

ورغم قبوله نصف قيمة الشيك البالغة عشرة ملايين كورونا (975 الف يورو) وتحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان جائزة نوبل لا تشكل "درعا"، بدا موراتوف واثقا بما يقوم به.

وقال في مقابلة مع فرانس برس: "أعتقد انه طوال 30 عاما من عمل صحيفتنا، قمنا بأمور كثيرة ايجابية لبلادنا، واعتبارنا عملاء اجانب سيضر بقوة بلادنا" و"سيكون أمرا غبيا".

- صحافيون معتقلون -
تفيد بيانات جمعتها "مراسلون بلا حدود" حتى الأول من كانون الأول أن ما لا يقل عن 1636 صحافيا قتلوا في العالم في السنوات العشرين الأخيرة من بينهم 46 منذ مطلع السنة الحالية.

وشددت لجنة حماية الصحافيين على أن عدد الصحافيين المعتقلين في العالم لم يكن يوما عند هذا المستوى المرتفع. وأكدت الجمعية ان 293 مراسلا يقبعون في السجون راهنا.

واكدت رئيسة لجنة نوبل النروجية بيريت رايس اندرسن أن "نقل المعلومة الى الجمهور يمكن في ذاته أن يجنب الحرب. ان دور الصحافة يكمن في كشف النقاب عن اعتداءات السلطة وانتهاكاتها والمساهمة عبر ذلك في السلام".

وخلال احتفال اوسلو، القى رئيس برنامج الاغذية العالمي ديفيد بيسلي خطابا شكر فيه منح الوكالة الانسانية الاممية جائزة نوبل العام الفائت عندما ألغيت الاحتفالات بسبب الوباء.

وللسبب نفسه، تلقى الفائزون بجوائز نوبل الأخرى من طب وفيزياء وكيمياء وآداب واقتصاد، جوائزهم خلال الأسبوع الحالي في بلد إقامتهم بدلا من استوكهولم.

لكن مراسم على شرفهم تنظم الجمعة في العاصمة السويدية بحضور العائلة الملكية. 
 

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم