"الدردشات الليلية"... قرية إسبانية تسعى لإدراج عاداتها على قائمة اليونيسكو

بعد التطوّر التكنولوجي الحاصل، باتت الشعوب لا تكترث إلى أهمية الانخراط الاجتماعي وتبادل الأحاديث، إذ أصبحت سجينة هواتفها الذكية، بخلاف بعض القرى مثل ألغار البالغ عدد سكانها نحو 1400 نسمة، والتي تقع في جنوب إسبانيا.
 
 وتحرص على التشبّث بـ"كنزها الثقافي"، الذي هو بمثابة "طقوس صيفيّة ليليّة"، يقوم خلالها السكّان بنقل كراسيهم إلى الشارع للاجتماع والدردشة في الهواء الطلق وتبادل الهموم، ضمن خطوة ترمي إلى المعالجة النفسية والتقرّب إلى بعضهم البعض.
 
وأشار رئيس البلدية خوسيه كارلوس سانشيز إلى أنّ "الهدف هو حماية العادات التي تعود إلى قرونٍ من خطر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون"، وفقاً لصحيفة "الغارديان البريطانية".
 
وقد تقدّم سانشيز مؤخراً بطلب لإضافة هذه العادة إلى قائمة "اليونسكو للتراث الثقافي" غير المادي، آملاً في تمكّن قريته من كسب موقع لها على القائمة، التي تضمّ فنّ صنع البيتزا النابولية وثقافة الساونا في فنلندا ومسابقة جزّ العشب في البوسنة والهرسك.

 
من جهة ثانية، لفت سانشيز إلى فوائد الجلوس خارج البيت، مثل "توفير الطاقة الناتج عن إيقاف تشغيل المكيّفات، والشعور بالانتماء للمجتمع".

واعتبر أنّ "الدردشات الليلية تؤمّن أيضاً نوعاً من التحرّر النفسي، وعدم الشعور بالوحدة، في وقت تشتدّ فيه المخاوف بشأن الصحة العقليّة لمستخدمي الهواتف الذكيّة والتلفزيون".

بدورهم، تفاعل أهالي ألغار بحرارة مع سعي رئيس بلديّتهم للحصول على موقع ضمن قائمة التراث العالمي.