الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المتزلجة زهرة لاري... المرأة الإماراتيّة والعربيّة قادرة على المنافسة في مسابقات عالميّة

المصدر: النهار العربي
فرح نصور
المتزلجة الإماراتية زهرة لاري
المتزلجة الإماراتية زهرة لاري
A+ A-
شغُفت برياضة التزلّج على الجليد بعد مشاهدة فيلم "Ice Princess" عندما كانت في الـ12 من عمرها. وبدأت حينها تتدرب على هذه الهواية التي تحوّلت إلى احتراف، وشاركت في مسابقات عالمية، كاسرةً جميع المعوّقات الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الإماراتي، لا سيما لناحية مظهرها الخارجي وملابسها. 
 
لاعبة التزلّج على الجليد، الإماراتية زهرة لاري، في حوار مع "النهار العربي". 
 
تُعتبر زهرة أوّل متزلِجة عربية وإماراتية تنافس في بطولات دولية. لكن هذه المسيرة لم تخلُ من العوائق والتحديات التي واجهتها في عالم الرياضة، كونها امرأة محجبة في عالمنا العربي. وتقول زهرة إنّ "هناك الكثير من التحديات التي واجهتها وما زلت أواجهها، لكن أهمّ ما في الأمر هو الحصول على الحلول لهذه التحديات".
 
وتضيف: "كوني أول إماراتية وعربية في هذا المجال، واجهت الكثير من الصعوبات لتعليم الناس عن هذه الرياضة، أمّا اليوم، فلدينا منتخب الإمارات ويشاركون في مسابقات عالمية عدة". 
 
وتروي زهرة عن كسر القيود الاجتماعية والعائلية والعادات المحافِظة، لبلوغ الطموح، أنّ عائلتها كانت الداعم الأساسي لها في مسيرتها، "الحمد لله عائلتي ساندتني، وقامت بتضحيات كثيرة لأجلي ولأجل نجاحي، وأشكرهم كثيراً على هذا الدعم المستمر، وهذه من أهمّ العوامل بالنسة إلي وإلى أي شخص ليصل إلى النجاح". 
 
 
وبينما كانت زهرة المتزلجة المحجبة الوحيدة التي شاركت في مسابقات دولية في الخارج، تعرّضت في إحداها عام 2012، إلى خصم علامة من علاماتها بسبب ملابسها، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها المعنيّون متبارية ترتدي الحجاب. لذلك، ناقشت زهرة اللجنة، وتمكّنت من إلغاء تكرار الموقف نفسه في مباريات قادمة مع متباريات محجبات.
 
وفي سؤال عن مدى صعوبة أن تثبت المرأة المحجبة نفسها في الرياضة في مسابقات دولية؟ برأي زهرة، "لا أرى أي مشكلة في هذه الناحية، خصوصاً أنّ الرياضة التي أمارسها، معظمها من النساء". 
 
وعن الرسالة التي أرادت زهرة إيصالها عبر مشاركتها في مسابقات رياضية دولية، تورد الآتي: "أردت أن أثبت للعالم أن المرأة الإماراتية والعربية يمكنها المشاركة في مسابقات عالمية في رياضة التزلج على الجليد والإبداع فيها. الحمد لله تمكّنت من فعل هذا، والآن نملك نادي الإمارات للتزلج في أبو ظبي". 
 
وفيما ارتدت اللاعبة الإماراتية حجاب Nike الرياضي، ونشرت صورتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نسألها: هل يمكن اعتبار أنّك كنت الدافع الأساسي في أن تطلق شركة ملابس Nike العالمية، الحجاب الرياضي الأول في العالم؟ 
 
تجيب زهرة: "ساهمت في تصميم الحجاب الرياضي ولكن لم أكن الدافع الأساسي لإطلاق شركة Nike له، إلّا أنّني فرحت جداً عندما علمت أنّ الشركة تقوم بتصميمه لأنّني كنت أدرك أنّه سيغيّر حياة كثير من الفتيات المسلمات حول العالم". 
 
لكن ماذا يمثل الحجاب بالنسبة إلى زهرة؟ وهل يعيق المرأة المسلمة للوصول إلى أي طموح تودّ الوصول إليه؟ تشير زهرة: "أقول هذا دائماً: زهرة من غير الحجاب ليست زهرة، فالحجاب جزء مني، ولا يشكّل أي عائق للرياضة، واليوم نشاهد محجبات في جميع مجالات الرياضة". 
 
 
وتروي زهرة أنّ كل مسابقة شاركت فيها، تحتوي على شيء مميز، "لكن من أهمّ المسابقات هي الألعاب الشتوية للجامعات في روسيا، والتأهيلات للأولمبياد الشتوية، والألعاب الشتوية لدول آسيا في اليابان". 
 
إلّا أنّه بالنسبة إلى زهرة، "الدراسة هي أهمّ شيء، قبل خوض أي مهنة. وبعد الدراسة، على الشخص اختيار المجال الذي يريد العمل به، ويمكن للمرأة العمل في المجالات، لا سيما مجال الرياضة، لكنّ الدراسة والشهادة مهمة جداً في أيّامنا الحالية". 
 
وترى زهرة في رؤيتها المستقبلية عن المرأة العربية في مجال الرياضة، أنّ "المرأة العربية في مجال الرياضة يمكنها الوصول إلى المراتب والإنجازات العالية، وأنا فخورة بالإنجازات العظيمة التي حقّقتها المرأة العربية".
 
كما شاركت زهرة في الأولمبياد الشتوية للجامعات بروسيا حيث كانت أول إماراتية ترفع علم الإمارات في روسيا. وحقّقت العديد من الألقاب والميداليات الذهبية والفضية في مسابقات أخرى. كما شاركت في حملة "Nike" الإعلانية لإطلاق الملابس الجديدة الخاصة بالسباحة.
 
والجدير بالذكر أنّ والد زهرة، أسّس مركزاً لتعليم التزلج، حيث تدرّب المبتدئات لتنمية مواهب إماراتية في هذا المجال، لمواصلة مسيرة التزلج بين الإماراتيات.
 
 
إقرأ أيضاً: المرأة تستطيع
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم